الأربعاء 11 ديسمبر 2024

دواعي امنيه مشدده ل منال سالم

انت في الصفحة 3 من 170 صفحات

موقع أيام نيوز

هو يا فندم مافيش أمل أنضم ل آآ ل للحرس الرئاسي 
ضيق القائد ضياء عينيه ورمقه بنظرات حادة قبل أن يرد عليه بجمود 
لأ يا مسعد وبعدين إنت هنا في أقوى فرع في القوات المسلحة القوات الخاصة فخر لأي حد إنه يكون فيها وخصوصا لواء الصاعقة
برر مسعد موقفه قائلا 
أنا عارف يا فندم أنا بس طموحي أوصل ل آآ
قاطعه القائد ضياء بنبرة جادة 
لما تيجي فرصة مناسبة وغير كده أنا دايما بأكلفك بالمهام الصعبة
هز مسعد رأسه بحركة خفيفة وهو يرد 
شكرا يا فندم وأنا جاهز لأي حاجة
ظهر شبح ابتسامة على ثغره وهو يتابع بنبرة تفاخر 
وده المطلوب منكم يا رجالة !
ثم أشار بعينيه وهو يكمل بنبرة آمرة 
كملوا تدريباتكم !
انتصب الإثنين بجسديهما أكثر وهما يرددان بنبرة رسمية 
تمام يا فندم
ثم تابعاه بأنظارهما إلى أن ابتعد عنهما فنفخ مسعد في ضيق 
ربت باسل على كتفه وحفزه قائلا 
معلش يا مسعد إنت عارف إنه مش هيوافق أبدا بسبب آآ
قاطعه مسعد بنبرة شبه حانقة 
أعمل ايه يعني ما أنا حاولت كتير بس للأسف يدوب بأنجح على الحروكرك يا بأسقط وده ماينفعش خالص معاهم !
ثم غمغم بتهكم 
هما الظاهر عاوزين جهابزة في اللغة قواميس ناطقة إلياس المترجم قاموس الموس من الألف للكوز مش زي حالاتي يدوب بأفك الخط في الانجليزي !
تنهد باسل بصوت مسموع وهو يواسيه قائلا 
متكبرش الموضوع بكرة تتعدل وتنجح !
رمقه بنظرات جامدة وهو يردد بخفوت 
مۏت يا حمار ده أنا جاهل في اللغة !
سأله باسل بإهتمام وهو قاطب جبينه 
بتقول ايه 
نفخ مسعد بنبرة ضائقة وهو يقول بإمتعاض 
متخدش في بالك ويالا خلينا نكمل نفخ في أم العضلات دي !
ماشي وأهو الإحتياط واجب !
قطب مسعد جبينه بشدة وتساءل بمزاح 
واجب ! طب لحد صفحة كام 
لم يجبه باسل بل سدد له لكمة قوية ومباغتة في وجهه طرحته أرضا على الفور 
مسعد محمد غراب رائد بالقوات الخاصة وتحديدا لواء الصاعقة في القوات المسلحة المصرية في أواخر العشرينات من عمره يمتاز بالبشرة الخمرية والطول الفاره والجسد الممتليء بالعضلات البارزة 
عينيه بنيتان وشعره كث شبه مجعد من اللون الأسود ولديه شفتين غليظتين 
هو أخ وحيد وسط ثلاثة أخوات إيناس أسماء وإسراء تزوجت إثنتين منهما وتبقت الصغيرة المشاكسة إيناس لصغر سنها ولأنها ماتزال طالبة في المرحلة الإعدادية 
والده محمد كان لواءا في قوات المشاة وأحيل على المعاش قبل عدة أعوام ووالدته السيدة صفية هي ربة منزل 
كان مسعد متفوقا في دراسته فيما عدا مادة اللغة الانجليزية فقد كان دائم الرسوب فيها وتمكن بصعوبة من إجتياز إمتحانها و النجاح فيها في الثانوية العامة ثم إلتحق بعدها بالكلية الحړبية وأثبت تفوقه الرياضي والأكاديمي وانضم لصفوف قوات الصاعقة 
ودائما ما يدفعه طموحه للترقي والحصول على مكانة أفضل بين أقرانه وخاصة أن لديه هدف هام يشغل كل تفكيره ألا وهو الإنضمام إلى الحرس الرئاسي وحماية الرئيس 
وهو أيضا محبوب بين زملائه ومعروف عنه بروحه المرحة وخفة دمه فإستطاع بسهولة أن يصنع الكثير

من الصداقات وصار له رفقاء في كل مكان ولكن الأقرب إليه هو زميله باسل سليم 
ومنذ وقت قريب انضم مسعد إلى التشكيل الجديد لفرقة عمليات من نوع خاص جدا تتبع قوات الصاعقة وظيفتها تأدية مهام خطړة للغاية وبالغة السرية وعلى قدر عال من الدقة والحرفية وقد وجد فيها السبيل لتحقيق مبتغاه والوصول للقصر الرئاسي فالتوصيات التي تقدمها الفرقة بعد مدة لكل ضابط تفتح أمامه الكثير من الفرص المميزة 
في منزل مسعد غراب 
أمسكت السيدة صفية بالمقلاة في يدها بعد أن انتهت من طهي الثوم والكسبرة معا ثم قذفتها على طاجن الملوخية الساخن وهي تشهق بنبرة شبه مرتفعة 
رمقتها ابنتها الصغرى إيناس بنظرات متعجبة وتشدقت متسائلة 
نفسي أعرف لزمتها ايه الحركة دي 
ردت عليها صفية بثقة 
ده اللي بيخلي مفعول التقلية يشتغل
سألتها إيناس بمزاح 
هي تعويذة لا سمح الله 
لكزتها والدتها في كتفها وهي تضع المقلاة في الحوض ثم تابعت بجدية 
ايش فهمك إنتي خليكي في مذاكرتك وسمعيلي يالا اللي بعد حملة فريزر
ردت عليها إيناس بتذمر 
يا ماما أنا خلصت التاريخ من بدري ودخلت على التقلية قصدي على الجغرافيا !
ضړبت صفية مقدمة رأسها بكف يدها وهي تردد 
أه صحيح مخدتش بالي
ابتسمت إيناس إبتسامة عريضة وهي تهتف بحماس 
أنا رأيي نفضنا من المذاكرة ونركز مع الملوخية بالأرانب
عبست والدتها بوجهها وهي تقول 
انتي ما بتصدقي يا نوسة
استنشقت إيناس رائحة الطعام الشهية التي تسيل اللعاب وهتفت بسعادة 
اه يا ماما ريحتها تحفة
ردت عليها صفية بتفاخر وهي تشير بكف يدها 
طبعا ده أنا عليا شوية ملوخية بالأنارب إنما خرافة !
عدلت لها ابنتها جملتها الأخيرة قائلة بهدوء 
أرانب يا ماما مش أنارب !
رمقتها والدتها بنظرات حادة وردت بإصرار 
هي بتتنطق كده ! هتعدلي عليا
هزت إيناس كتفيها في عدم إكتراث وهي تقول بخفوت 
وأنا مالي أنارب أنارب المهم أكل في الأخر !
ثم مدت إصبعها لتتلمس الطعام فضړبتها والدتها على كفها وهي تنهرها بحدة 
ايدك !
تأوهت من الآلم وهتفت متذمرة 
آآي يا ماما ده أنا بس هادوق
أما يجي أبوكي !
ردت عليها على

انت في الصفحة 3 من 170 صفحات