ليلى سويلم
و هو ينتظر رده
شوفت بقا يا دكتور فارس أن احنا بنحبك و متابعين اخبارك حتي اللي انت متعرفهاش.. قولت اية بقا!
عودة إلي الواقع
صوت جرس الباب المزعج جعله ينهض من الفراش بخطي متباطئة و هو يهتف بانزعاج
خلاص.. جاي!!
فتح الباب و هو ينظر پصدمة نحو ليلي الواقفة أمامه و هي تقول بتوتر
آسفة أني جيتلك دلوقتي بس حاولت الحقك قبل ما تروح من المستشفي و معرفتش و جبت عنوانك من الملف بتاعك!!
ليلي انتي مدركة انتي بتقولي اية انتي المفروض دلوقتي تبقي في بيتك... الساعة خمسة الفجر!!
هزت رأسها و هي تمنعه من إكمال حديثه قائلة
فارس انا فاهمة كويس انا بقول اية.. انا بس جيتلك دلوقتي عشان عايزة رقم يوسف..
نظر لها مطولا و كأنه يتأكد أنها في وعيها فلم تكن يوما علاقتها وثيقة ب يوسف مد يده و وضعها علي جبينها لتنفضها هي بغيظ و يقول هو
زفرت بضيق و هي تقول
فارس لو سمحت لو مش هتساعدني يبقي متضيعليش وقتي!!
انا مش هساعدك فعلا غير لما تدخلي بدل وقفتك علي الباب دي و تفهميني في أية!
لم تجبه بينما نظرت خلفه ثم عاودت النظر إليه باستحقار ليرفع هو حاجبه باستغراب و قد بدأ يفهم نظراتها تلك حينما سمع صوت لينا من خلفه قائلا
قالتها لينا و هي تقف بجانبه محتضنه كفه و هي تنظر نحو ليلي بتحدي لتقول الآخيرة بنفاذ صبر
فارس لو سمحت خلصني
الټفت لها و قال
ادخلي الأول و فهميني في أية
دلفت باضطرار لتقول هي مسرعة
هنا مرجعتش من امبارح و كانت قايلة لفاطمة انها مع يوسف فعايزة اوصله عشان اعرف هي فين!
قطب حاجبيه بقلق و هو يقول
هزت رأسها مؤكدة علي حديثه و قالت بتوتر
طيب جرب تتصل بيه تاني كدة!!
أشار بالموافقة و هو يمسك بهاتفه و يحاول الاتصال ب يوسف بينما هي تنظر لتلك الواقفة تتابع حوارهما بتقزز
مغلق طيب جربتي تتصلي عليها!!
نظرت له و كأن الغباء استحوذ علي عقله و قالت
أكيد حاولت و كل مرة يديني مغلق
لمعت عينيه بخبث و هو يقول بلهجة ذات مغزي
طيب مش ممكن يكونوا مع بعض.. عشان كدة قافلين موبايلتهم!
مالك يا فارس ما هما أكيد مع ب..
بترت جملتها و قد بدأت تستوعب معني جملته الحقېرة و قالت بتقزز و هي تنظر نحو لينا
كادت أن تنصرف من أمامه فأسرع هو خلفها يمسك بذراعيها قائلا
اهدي بس يا ليلي.. مكنش قصدي انا قولت كدة بس لأن هما بيحبوا بعض و..
قولتلك مش كل الناس زيك يا فارس في ناس محترمة كتير!!
ابتسم ليستفزها بينما هو بداخله يغلي لإھانتها له و قال
طيب يا ليلي.. استنيني هنا خماسية بالظبط هلبس و اجيلك و مش هنرجع غير و هنا معانا
ثم أكمل و هو يغمز لها بعينه
و هثبتلك أن كلامي صح!!
نزلت نحو البهو و هي تري والدتها جالسة و أثر البكاء واضح عليها ركضت نحوها و جلست بجانبها مربتة علي ظهرها بحنان قائلة
مټخافيش يا ماما ليلي لسة مكلماني و قالتلي انها هتوصل ليوسف لأنها كانت معاه آخر مرة
نظرت لها والدتها نظرة قاسېة و هي تقول پغضب
انتم اية انتي و هنا معجونين بماية شياطين.. كل دي حاجات بتحصل من ورايا و انا معرفش!!
أخفضت فاطمة بصرها أرضا و قالت بندم
و الله يا ماما هي اللي قالتلي مقولكيش عشان تعملهالك مفاجأة لأنه هيجي يتقدملها قريب
زرتها والدتها پعنف قائلة
تاني... هي مبتحرمش بعد ما فضحنا قدام الدنيا كلها زمان و سبها قبل الفرح بأسبوع!!
قالت فاطمة و هي تحاول تهدئتها
اهدي بس يا ماما عشان صحتك!!
بكت مرفت بحزن و هي تقول
اهدي ازاي و انا مش عارفة بنتي فين و لا إية اللي جرالها
تنهدت فاطمة مفكرة و نهضت قائلة
انا هكلم أحمد يمكن يقدر يساعدنا!!
لم تجيبها مرفت فاتجهت لغرفتها و أمسكت هاتفها و قامت بالاتصال به لم يمر وقت طويل حتي وجدته يتحدث بصوت ناعس قائلا
آية يا فاطمة.. عايزة اية!!
أحمد معلش هقلقك بس في حاجة كدة!!
في أية يا فاطمة.. اتكلمي انتي هتنقطيني طنط كويسة!
قالها أحمد بقلق لتجيب هي مسرعة
اه اه ماما كويسة.. بس هنا هي اللي مرجعتش من امبارح!!
قال باستغراب
آية!... ازاي يعني
معرفش ليلي بتدور عليها قولت اكلمك عشان تساعدنا!!
طيب طيب يا فاطمة اقفلي دلوقتي و انا هحاول اوصل ليلي و افهم في أية!
استيقظت علي صوت رنين هاتفها ابتعدت عن أحضان بهدوء حتي لا تقلقه و هي تنظر إلي اسم فاطمة علي الهاتف و قالت بقلق
فاطمة دلوقتي ربنا يستر!!
وضعت الهاتف علي أذنها و هي تجيب قائلة
الو
يا فاطمة..
الو يا نور عاملة اية
انتي متصلة بيا الساعة 5 الفجر عشان تقوليلي عاملة اية يا فاطمة.. بتهزري!!
همست بها نور بضيق لتردف فاطمة بتذمر
انا غلطانة اني مكنتش عايزة اقلقك هنا مرجعتش من امبارح!!
يا نهار اسود ازاي يعني!
استيقظ حسام علي صوتها الذي ارتفع فجأة و هو ينظر لها بخضة قائلا
فيه اية يا حبيبتي!
ألقت الهاتف من يدها و هي تبكي قائلة
هنا مرجعتش البيت من امبارح يا حسام!!
ضمھا إليه مربتا علي ظهرها بحنان و قال
اهدي بس و انا هقوم ادور عليها مټخافيش!!
كانت في السيارة جالسة بجانبه و هي تفرك يديها بتوتر و قد نسج عقلها خيوط سوداء مكونة أسوأ السيناريوهات التي من الممكن أن تحدث لتوأمها نظر لها و هو يقول
اهدي و بطلي توتر شوية
نظرت له شزرا و هي تقول
بقولك اية انت تسكت خالص بقا جايب واحدة في بيتك يا فارس.. للدرجادي بقيت حقېر!!
كبس علي فرامل السيارة بقوة و هو يقول پغضب
ملكيش فيها يا ليلي أن شاء الله اقلب بيتي كبارية... انا راعيت حالتك و نزلت معاكي عشان ادور علي هنا و اشوف يوسف مختفي فين هو كمان غير كده متتعشميش فيا!!
هزت رأسها بعدم رضا عن حاله و قالت
لا متقلقش مش متعشمة فيك... بس انا بنصحك علي الاقل كصديقة و بفكرك أن دة ژنا!!
و كأنها جمله مست صميم قلبه ليقول بارتباك
لا وفري نصايحك لنفسك يا ليلي انا عارف انا بعمل اية كويس!!
أدارت وجهها للجهة الأخري و قد سئمت الحديث معه لأنه بلا جدوي ليدير هو محرك السيارة و ينطلق نحو منزل يوسف
بعد فترة وجدت هاتفها يضيء باسم أحمد نظرت نحو الاسم باستغراب و وضعته علي أذنها قائلة
الو... ازيك يا احمد!!
جاءها صوته القلق و هو يقول
تمام يا ليلي وصلتي لحاجة عن هنا..
أدركت أن فاطمة أخبرته بما حدث فتنهدت بضيق قائلة
لسة يا احمد.. هروح لبيت يوسف دلوقتي يمكن يعرف حاجة عنها!!
جاء صوته مستنكرا و هو يقول
لوحدك يا ليلي اصبري انا جايلك ابعتيلي اللوكيشن!!
لا انا معايا فارس... المهم دلوقتي انا عايزاك تعمل حاجة تانية
آية!!
هتروح الشركة دلوقتي هتستني لحد ما سكرتيرة هنا تيجي... حاول تعرف منها أي حاجة توصلنا لهنا اهو يبقي كل واحد فينا في اتجاه و اللي يوصل لحاجة الأول يبلغ التاني.. يلا
طيب.. سلام
نظر تجاهها و هو يقول باستفسار
انتي بتفكري في أية يا ليلي!!
عضت علي شفتيها و هي تنقم علي تصرفات شقيقتها الحمقاء.. قالت بتفكير
لو يوسف لوحده في البيت يبقي هنا مع شلتها...
هز رأسه برفض و قال
مظنش... اصل اختفائهم هما الاتنين في وقت واحد دة غريب
وصل أحمد نحو الشركة الخاصة ب هنا و حينها كان الوقت قد قارب علي السابعة صباحا اتجه نحو السكرتيرة التي ما إن رأته حتي وقفت مرحبة به قائلة
أحمد بيه اهلا بحضرتك بشمهندسة هنا لسة مجتش للأسف!!
هز رأسه توفيرا لتلك المقدمات و قال مسرعا
انا عارف هنا مرجعتش من امبارح... كنت عايز اعرف منك هي قلتلك اي حاجة في آخر مرة شوفتيها فيها.. أو حصل أي حاجة غريبة!!
اتسعت عينيها بدهشة و قالت بتوتر
امبارح جالي اتصال من عامل في موقع المفروض أن شركتنا بتشتغل فيه قالي ان فيه واحد من العمال وقع
من الدور السادس.. طبعا دي مسئولية علي الشركة بلغت بشمهندسة هنا بسرعة فنزلت هي و دكتور يوسف بسرعة و بعدها معرفش اي حاجة عنها!!
قطب حاحبيه بدهشة و هو يحاول استيعاب ما قالت فقال لها
لا ثواني كدة يا مروة... اية اللي جاب يوسف هنا!
كان جاي للبشمهندسة...
هز رأسه بفهم و قال
طيب يا مروة تعرفي توصليني بالعامل دة.. أو تديني عنوان الموقع اللي بتقولي عليه دة!!
هتفت بسخط و هي تدق الجرس پعنف
بقالنا ربع ساعة واقفين و محدش بيرد الموضوع دة فيه حاجة غريبة!!
اخفض الهاتف من علي أذنه و هو يقول بقلق
موبايلتهم لسة مغلقة...
استندت بظهرها علي الباب بإنهاك و هو ينظر لها بشفقة حاول الا يظهرها في نظراته لتبادله هي نظراته بنظرات
سخرية و قالت
لا بقولك اية ميصعبش عليك غالي!!
عض علي شفته السفليه بغيظ و هو يقترب منها ببطء و غضبه يزداد نتيجة لجرأتها و عدم خۏفها منه كما في السابق.. وصل نحوها و هو يمسك بخصلات شعرها پعنف قائلا
بقولك اية يا ليلي انتي عارفة ان انا مبهددش.. اتلمي احسنلك عشان متزعليش مني!!
ضحكت بتهكم و هي تزيح يده بخفة من علي خصلات شعرها و تقول
ما هو عشان انا عارفاك كويس يا فارس.. عارفة انك لا يمكن تزعلني!!
بهت من حديثها هذا
محقة هي!!...
لا يا ليلي.. فارس اللي انتي عارفاة كويس انتهي و نصيحة مني بقي متحاوليش تجربيني تاني.. عشان انتي فرصك معايا خلصت!!
استشعرت جدية حديثه و هي تدقق في عيونه التي تزينت بطبقات من القسۏة
قطع هذه التحديات الصامته صوت حارس العقار القادم من خلفهم قائلا
حضرتك عايز حد يا أستاذ!!
الټفت له فارس و هو يحاول الخروج من دوامات عينيها التي تطيح به دائما و قال
اه.. كنت جاي لدكتور يوسف
تفحصهما الحارس باستغراب و هو يقول
الدكتور مرجعش من امبارح...
تنهد فارس محاولا الاتزان في تفكيره و قد لاحظ نظرات الحارس نحو ليلي فقال بصوت يشوبه الغيرة
هو في أية!
تنحنح الحارس و هو يقول موجها حديثه نحو ليلي
هو مش حضرتك كنت بتيجي للدكتور هنا قبل كدة!!
أتسعت عينيها بدهشة و قالت في محاولة منها لتصحيح مسار تفكيرهما
لا طبعا مش انا!!
أمسك فارس ذراعها پعنف و هو يسحبها خلفه بقوة في وسط محاولتها للفرار من بين براثنه و