همس الأسد
أبدا سوى شريف الذى يعتبره أخاه وصديقه وذراعه الأيمن وسامر صديقه المفضل فى طفولته والذى تحول لشخص لا يعرفه ولكنه متأكد أن والديه السبب فى كرهه له ومهما حدث لن يعوض أحد حنان الوالدين ولكنهم قد تركوه فى عمر الثالثة عشر وحيدا وبعد عام من موتهما أصر ألا يتولى أحد المسئولية بعد أبيه سواه وفى أشهر قليلة علم كل شيء عن الشركات والمصانع والمستشفيات والفنادق والمطاعم وكل ممتلكات العائلة فأصبح اسما على مسمى
هبط حيث الغرفة المخصصة للطعام
أسد بصوت مېت وبارد صباح الخير
رد الكل التحية إما بلامبالاة أو حقد أو مرح
شريف بمرح لتخفيف الجو يا ساتر يارب قل أعوذ برب الفلق إيه يا عم مالك شايل طاجن ستك ليه اضحك يا حبيبى هو حد ضامن عمره
أسد بقرف مصطنع مقطقط ومسمسم ! فى واحد محترم يقول كده وبعدين إيه ١٨ سنة دى على أساس إنك عندك ٧٠ سنة ما إنت أكبر منى بأربع سنين بس
يعنى يعتبر زيى ولا هو حسد على الفاضى
شريف بمرحه المعتاد لا اوعى تفهمنى غلط أنا مش بحسد أنا بقر وپحقد بس
بدأوا بتناول الطعام وسط جمود الجد وأسد وحقد سعيد وسمية وسامى وهيام سمر بأسد وابتسامة شريف
أسد الحمد لله أنا رايح الشركة يلا يا شريف
شريف طيب جاى أهو
خرجا للشركة ليلتفت ماجد لابنه
ماجد بتهكم إيه يا سعيد مش شايف سامر راح يشوف مصالحه يعنى ولا هو كلام على الفاضى
ماجد سمر اوعى تكونى فاكرة إنى مش عارف شغل النايت كلاب كل يوم ها أنا مش هسكت كتير
سمر بزهق حاضر يا جدو..... أنا طالعة فوق
وتفرق الجميع ..... ذهب كل شخص لمكانه المعتاد ولكن بأحداث غير معتادة
الفصل ٢
تجرى من سيارة لأخرى محاولة البحث عمن يترأف بحالها فمنهم من ينظر لها باحتقار ومن ينظر باشمئزاز وسخط ومن ينظر بشفقة وغيرها من النظرات
ثم عادت لعملها مرة أخرى حتى وجدت ضالتها
سيارة فخمة بها شاب وسيم ينتظر إشارة المرور ليتحرك فركضت له بسعادة وهى تقول
همس بفرحة ورد يا بيه
نظر لها الشاب بخبث ووقاحة لم تدركها عينيها البريئة
همس بسعادة حاضر
دخلت السيارة وأغلقت الباب وهى تتخيل وجبتها التى ستتناولها بثمن هذه الورود
قد لا توفر لها وجبة كاملة ولكنها ستفى بالغرض
قال الشاب بوقاحة تعالى بقى حطيلى وردة فى جيب الجاكت
همس ببراءة طب متحط إنت
الشاب بكذب مش هعرف لو الإشارة فتحت ومتحركتش هتحصل مشكلة ولازم أبقى مستعد
همس بابتسامة طب خلاث ماثى
وقفت على مقعد السيارة واقتربت منه لتضع وردة حمراء فى جيبه
استغل قربها منه وظل يشم رائحتها الطفولية الرائعة الممزوجة بالبراءة والتى لم يطمرها الزمن مهما مر
وضع يده على خصرها فخاڤت وابتعدت عنه بسرعة وهى ترتعش ووضعت بقية الورود فى السيارة وأمسكت مقبض السيارة مستعدة للخروج ووجهت كلامها للشاب
همس هات الفلوث بقى عثان أمثى
الشاب طب استنى بس
وحاول الاقتراب منها لكنها ابتعدت أكتر وهى تحاول فتح الباب بالرغم من عدم علمها بما يريده لكنه يزعجها ويقلقها
ابتسم بخبث فقد أصبحت إشارات المرور فى صفه فتحرك بسرعة مع السيارات قبل أن تستطع الخروج
همس پبكاء شديد وصړاخ بطل ..... ضعايزة أمثى .... وقفهااااااا
كل هذا والشاب يحاول لمسها بطريقة مقززة وهى تبكى
الشاب پخوف يا نهار اسود دا فيه ظابط بيفتش أعمل إيه دلوقتى
فتح باب السيارة من جانبها وألقاها بعيدا بلا رحمة
تدحرجت على الأرض وجرحت ركبتيها وأجزاء من ذراعيها حتى استطاعت الوقوف بالرغم من حزنها الشديد لفقدانها المال والورود إلا أنها فرحت بالتخلص منه فهو يقلقها
وفى وسط تفكيرها اصطدمت بفتاة ما تكاد لا ترتدى ما يسترها
الفتاة پغضب وتدعى منى إنتى غبية ومتخلفة إزاي الأشكال دى تقف هنا إنتى مش عارفة إنتى فين
همس وهى تقوس شفتيها بزعل طفولى هكون فين يعنى
منى إنتى فى منطقة الأسد يا غبية
همس بانبهار وهى تنظر فى كل اتجاه الله فين... فين... ثورينى معاه بث من بعيد لاحثن يكلنى
منى بجد متخلفة أسد ده إنسان صاحب الشركة اللى وراكى دى يا حيوانة
همس وهى تنظر وراءها بانبهار وبراءة الله إيه المبنى ده يا بخته أكيد عنده أوض كتير ممكن لو طلبت منه يثلفنى وحدة هيديهالى
منى باشمئزاز أنا مش عارفة واقفة معاكى ليه أصلا
همس طب بالله عليكى دخلينى معاكى
منى هو إحنا رايحين المراجيح
همس طب إنتى بتعملى هنا إيه طيب
منى لولا إنى مضطرة مكنتش هقف مع أمثالك على العموم مستنية حد يجيبلى ورق نسيته فى البيت
همس بفضول طفولى ورق إيه
منى بغرور ورق يخلينى أشتغل هنا
همس بحزن بسرها يا ريتنى كان معايا فلوث كنت اثتريت ورق زيه يا خثارة
جاءت فتاة أخرى وأعطت منى بعض الأوراق فأخذتها ولكنها أثناء استعدادها للدخول انزلقت فوقعت على الأرض
استغلت الفرصة وأخذت أوراقها التى تناثرت وجرت بأقصى سرعتها
منى بصياح يا حرامية تعالى هنا
ولكنها كانت ابتعدت مختبئة بإحدى الأماكن القريبة
همس وهى تحدث الاوراق محتضنة إياها لصدرها الله هثتغل بيكى وهيبقى معايا فلوث كتير
لازم أرجع الثركة بث أما تمثى البت دى الأول
بعد فترة وقد يئست منى من البحث فذهبت وهى تندب حظها بينما فرحت همس وجرت إلى الشركة
دخلتها بسهولة فمن بحجمها من الصعب رؤيته فقد تخفت فى مجموعة فتيات جاءوا من أجل الوظيفة الجديدة
فى مكتب أسد
أسد بصياح يعنى إيه يا شريف الورق اختفى
شريف اهدى يا أسد هنعرف أكيد هو فين
أسد پغضب عارم وإيه لازمتها أما نعرف ما هو اللى خده يقدر يصوره وبعدين يرجعه وغير كده دى تانى مرة تحصل
شريف خلاص بقى يا أسد وبعدين الأوراق مش مهمة أوى ..... كده كده إنت مش بتسيب الأوراق المهمة هنا
أسد وقد بدأ يهدأ خلاص ماشى أخرج دلوقتى وقول لتسنيم تبدأ تدخل البنات
شريف بغمزة تحب أساعدك وأشوف معاك قصدى مؤهلاتهم يعنى
أسد بابتسامة خفيفة لا يا خفيف دى وظيفة ليا أنا أبقى شوفلك سكرتيرة خاصة وشوف براحتك طبعا قصدى مؤهلاتهم يعنى
خرج شريف وهو يضحك وقد بلغ تسنيم بالأوامر وبدأت الفتيات تدخل واحدة تلو الأخرى
دخلت همس للغرفة ومعها الأوراق
همس وهى تنظر الموجودين ينهار اثود هما قالعين ليه وبعدين كلهم كبار ليه هو مينفعث ثغيرين يجوا هنا ولا إيه ... لا يا همث أكيد ينفع إنتى معاكى الورق متقلقيث هتثتغلى
نظرت سكرتيرة مكتب أسد للموجودين وقبل أن تنادى على الاسم التالى رأت همس
تسنيم وهى تتجه صوبها
تسنيم إنتى يا حيوانة إزاى تدخلى كده
همس بعيون متسعة أنا مث حيوانة
تسنيم لا دا إنتى قليلة الأدب كمان مش عارفة إزاى سمحولك تدخلى
همس ببراءة