رواية وتين للكاتبة ياسمين الهجرسي
اكون عارفها واصلحها
وجلس على الكرسي باهمال ووضع متعلقاته علي المنضده وهو ينظر لها بعتاب
ابتسمت
ابتسامه سخريه انا مش هانم سالى هى اللى هانم دي اللي داست على كرامتنا وانت حبيت تبسطها وتكفئها على اللي عملته معانا
ونظرت له نظره مهزوزه بعد أن رأت البراكين ټنفجر في عيونه لتكمل تهور وتندفع ترمى بكلماتها تهتف بغباء معقول بتريل عليها قوي كده امال لو
كانت ابرار ستجن على ابنها الذي بدأ يكسر غرفته باكملها
وضعت وتين يدها على اذنها من صوت تهشم الغرفه اقتربت ابرار منه وامسكت يده التي ټنزف
وهتفت بصوت غاضب وعالى وهي تنظر الى وتين اطلعي بره مش عايز اشوف وشك لحد ما اعرف اربيكى من الأول
تركتهم وغادرت الغرفه وهى ټموت عليه من القلق
تنهدت بالم على حال ابنها وامسكت يده وسحبته وأجلسته على الفراش وهى تهتف
اسفه حبيبي انت عارف انها غبيه متهوره بس قلبها طيب وبتحبك سامحها عشان خاطري
انا كنت بلا أخلاق لدرجه متتخيلهاش انا همشي في اجراءات الطلاق من بكره لان معدش ينفع اكمل معاها
كانت ابرار تسمعه وقلبها ينفطر عليه من الألم كانت تبكى وهى تمرر يدها على وجهه لتهتف قائله
صدقني و خلي املك في ربنا كبير انه هيعوضك وعوضه كبير قوي و هيرضيك يا حبيبي
ظلت ابرار تمسد على راسه وتبكي وهي تدعوا الله له براحه البال
فاقت على صوت يونس وهو يدلف إلى الغرفه
اسف يا ابيه اخر مره هتاخر تانى تجمد مكانه عندما رأى والدته وركان علي قدمها هتف قائلا في ايه المشهد الدرامي دا ونظر الى الغرفه باندهاش من منظرها
نظرت له امه بعتاب وتكلمت بعصبية تقول له انت كنت فين لدلوقت ومش ناوي تبطل تغضب ربنا انا لو ڠضبت عليك هتتعب في حياتك ليه بتعمل كده ما اخواتك الرجاله ما شاء الله عليهم ما فيهومش حد بيغضب ربنا وبيعمل زيك
وبعدين يا امي هم بيوافقوا و بيجوا معايا بمزاجهم يعني مش بڠصب واحده فيهم انها تبقى معايا
و قبل ان يكمل كلامه هتفت قائله اخرص متكملش واكملت بعصبيه هي لو كانت البنات دي لقيت فرصه تعيش محترمه وتتجوز وتبنى اسره
مكنتش هتلاقي في بنات ليل ويخلو اللي زيك انت وامثالك يغضبوا ربنا
بدل ما تساعدها انها تعيش منحرفه ساعدها انها تبقى كويسه
دور لها على شغل انا عارفه مش هتقدر تساعدهم كلهم شوف واحده تكون ظروفها زي الزفت وشغلها شغلانه محترمه بس تكون عايزه توب
نظر لها يونس وضحك انتى طيبه قوي يا ست الكل
وامسك الغطاء ودثر به ركان واقترب منها وهتف تصبحي على خير يا امى وقبلها من راسها وتركها واغلق الباب خلفه وغادر الغرفه
ظلت ابرار تحدث نفسها وتناجى ربها ان يهدي لها اولادها جميعا وخصوصا ابنتها العنيده
وابنها ركان الذي يحمل في قلبه ما يكفيه من الهموم وتوأمها الصغير يونس الذي يحمل صفات لم تكن في والده يعشق جنس حواء ويعقوب التائه بينهم
رفعت يدها دعت
ربها ان يصلح حالهم جميع انحنت قبلت راس ركان وهي تبكي وقامت تغادر الغرفه تطمئن على زوجها النائم
اما منتصف الليل كان مختلف في دوار محمد السيوفي
كانت كريمه تنتظر رجوع جلال من الخارج لقد تأخر
في رجوعه من لحظه خلافهم هى تعلم ان الموضوع لن يمر مرور الكرام
يقف خارج الغرفه يقبض على كف يديه پغضب هو يريد ان يرجع يجدها غارقه فى النوم لانه لا يريد ان يقسو عليها
تنهد وزفر انفاسه الحارقه فتح باب الغرفه وتقدم من الفراش
الټفت علي صوتها وهي تهتف قائله
انت ليه اتاخرت كده ياجلال قلقتيني عليك
واقتربت منه وامسكت يده ودموعها تنهمر على وجنتيها اهون عليك تعمل فيا كده يا جلال
نظر لها بعتاب وهتف ابعدي عني عشان انا مش عايز ازعلك ولو سمحتى روحي نامى او لو حابه اني انام في غرفه ثانيه هروح وخطى خطوتين اتجاه الباب
امسكت يده ووقفت امامه