عهد
يستطيع حمايتها وهو وعدها أنه لن يتخلى عنها وسيكون دوما حاميا لها ولابنتها ....
نظر نحو ابنته الغافية وربت عليه بحنو وهو يؤنب نفسه على ما شاهدته تلك الصغيرة وعلى فقد زوجته الحبيبة !
ووسط كل ذلك التفكير ظهرت صورتها أمامه لا يدري لماذا خطرت على باله وفكر بها منذ متى وهو يعذب الناس بتلك الطريقة القاسېة أمعقول لأنها قد استفزته بحديثها يفعل ذلك ويقوم بصعقها دون رحمة ها هو يلوم نفسه لأنه قد كان السبب في فقد زوجته وعذاب ابنته الساكن بقلبها والأن هو غيره ليس أنت يا زين من يفعل ذلك فقد كنت دوما خلوقا ولبقا ولم تكن عڼيفا أبدا !
تقلب في نومه بعد أن اطمأن على ابنته وهو يحاول كتمان ذلك التفكير الذي يغيظه قائلا لنفسه بحنق
ما تنام بقى نامت عليك حيطة يا شيخ !
.......................................................
في صباح اليوم التالي .....
وصل زين إلى مقر السچن النساء بعد أن شدد على أخته سلمى بمراعاة مليكة جيدا كما وعدها أنه لن يتأخر عليها كثيرا اليوم !
بدأ الروتين اليومي بطابور الصباح تحت إشراف زين وتحت عمل سعاد بالطبع وجد نفسه تلقائيا يبحث بعينه عنها لكن بحركة سريعة من عينه اللامحة لم يراها وتيقن بطبيعة عمله أنها ليست موجودة شعر بوجود خطب ما لها لكن لم يعقب بشيء وتمثل الوجه الصارم بحزم تام وسط الجميع !
ذهب زين نحو مكتبه وهو متيقن أنه سيعلم بعد قليل ما الذي جرى لها بينما اتجهت سعاد نحو مكتبها وأمسكت ببعض الملفات وهي تقول لسماح التي كانت تستعد للإشراف على عمل السجينات
دلوقتي لازم يعرف إيه اللي حصل للبت دي ربنا يستر مش مطمنة لردة فعله !
أيدتها سماح الرأي بل وزودت من مخاوفها قائلة
ده هيقلبها على دماغنا انهاردة واضح إن البت دي خلته مش على بعضه مش مرتاحة ليها من أصله !
مش جايلنا غير ۏجع القلب هنا !
.....
طرقت عدة طرقات خاڤتة ليأذن لها بالدخول ومن داخله مبتسم بانتصار بينما تقدمت بحذر وهي تقول
الملفات بتاع المسجونات يا باشا !
كاملين
قال ذلك وهو لم ينظر لها بينما أوضحت له سعاد
لا يا بيه بتوع المؤبد لسة مجوش بس وصينا عليهم وهيوصلولك على الآخر الأسبوع بالكتير !
أومأ برأسه ببرود ثم قال وهو مازال لا ينظر لها
حطيهم عندك !
وضعتهم سعاد بسرعة ثم أخذت تفرك بيدها في توتر وهي لا تعرف كيف تتحدث بينما وفر عليها زين وقال
سامعك هي فين !
ها!
وقف زين وتقدم منها بهدوء مريب وقال
ايه مسمعتيش ولا أنت طرشة هي فين يا بت !
انفضت فزعة ثم قالت بقلق كبير
عند أوضة دكتور السچن !
تعجب زين مما قالته للتو وقال بنبرة قوية
أفندم ! بتقولي ايه
ابتعلت ريقها بتوجس وهي تفسر له قائلة
امبارح اغمى عليها يا بيه والدكتور مسعد بتاع السچن كشف عليها وقال لازم ترتاح الفترة دي !
ابتعد عنها ونظر إلى الأمام بغموض وهو يتنفس بسرعة ثم ركض نحو غرفة الطبيب الموجودة بالسجن وفتح الباب دون سابق إنذار حتى انفضت الممرضة الموجودة بالداخل وتعجب الطبيب من حالته المرتبكة بينما تقدم زين من الفراش الذي ترقد عليه وكيف وجد وجهها شاحبا ليس به حياة شعر بتأنيب الضمير وحثه فضوله أكثر على معرفة قصتها ثم توجه بنظره نحو الطبيب وقال بثبات
حالتها إيه
تنحنح الطبيب بهدوء ثم قال بنبرة آسفة
حالتها الصحية مش كويسة ومحتاجة رعاية أكتر من كده وطبعا ده مش متوفر هنا حضرتك فلو أمكن إنها تتنقل لمستشفى في الفترة دي وإلا حالتها الصحية هتدهور أكتر !
تنهد زين مفكرا وهو يحك طرف ذقنه ثم وجهه نظره ناحيتها وقال بهدوء
أنا هاخدها بنفسي !
تعجب الطبيب كثيرا ورفع إحدى حاجبيه قائلا بعدم تصديق
حضرتك بتتكلم بجد يا باشا
أومأ برأسه بهدوء وهو يقول بلهجة آمرة
شيل المحاليل دي بسرعة !
امتثل الطبيب لأمره في حالة دهشة منه ثم قام بفك المحاليل المعلقة على يد عهد وشرع بجر السرير إلى الخارج لكن زين أوقفه بإشارة من يده قائلا
أنا هشيلها بنفسي وسع كده !
صمت الطبيب غير مصدق ردة فعله فتراجع للخلف وهو يشاهد بعجب بينما حمل زين عهد بين ذراعيه بخفة ولم يتحدث بشيء !
توجه زين نحو خارج السچن وسط دهشة الجميع وأشار لعسكرين واقفين أن يتبعوه ثم وضعها برفق في سيارة الشرطة وجلس هو بمقعده وانطلق مسرعا نحو المشفى !
.........................................................
ضړبت سعاد كفا بكف وهي مذبهلة مما رأته قائلة
هو الراجل