وصمة ۏجع سهام العدل
الدفء الذي تحتويه الصورة المقرر عليها رسمها ابتسمت وهي تنهيها بإمضائها الصغير ككل مرة تنهي فيها لوحة ترسمها والحقيقة أن تلك اللوحة لها الفضل عليها في أنها شغلت وقتها وتفكيرها عن ذلك عمران التي باتت ترى نظرته وإبتسامته في أحلامها وها قد مر أسبوع على لقائهما يوم زفاف سدرة ذلك اليوم الذي أغرقها بإعجابه ونظراته ومازالت كل ليلة تتفحص تلك الصور التي التقطها لها وكل كلمة خطاها في وصف كل صورة وتنام على أمل أن تلقاه في أحلامها ولكنها في الواقع قطعت كل وسيلة يستطيع منها أن يصل لها فهو في الواقع الحلم المستحيل
تفاجأت به عندما وجدته والدها فنهضت تقول بتعجب بابا!
اقترب منها والدها ومسح بيده على ذراعها ببعض الحنان وقال إزيك ياسدن طول الوقت كده حابسة نفسك في أوضتك
ابتسمت له بمجاملة وردت عليه كنت مشغولة يابابا كان عندي لوحة عايزة اخلصها وكمان هخرج اقعد مع مين ماخلاص بقيت لوحدي
رفعت يدها تتحسس موضع ټشوهها وترد عليه بإستنكار جواز إيه بس يابابا ومين هيتجوز واحدة مشوهة زيي
مسح على شعرها بحنان وقال أنتي ست البنات ومفيش في جمالك واللي بتقولي عليه ده حاجة بسيطة ومش عائق ولا حاجة وكمان ياستي أنا جاي أعرفك إن فيه واحد متقدم لك شافك في فرح أختك وعجبتيه وسأل على عنوانك وهيجي النهاردة تشوفيه وتقعدي معاه
رد عليها الأب بهدوء يابنتي انتي ليه مكبرة الموضوع اقعدي معاه وشوفيه لو عجبك انا هبقي اعرفه وافق كان بها موافقش يبقى سكة السلامة
ردت عليه سدن ولو معجبنيش
ردت
سدن بخفوت حاضر يابابا
ابتسم الأب بإرتياح حضرلك الخير يابنتي ربنا يسعدك ثم تركها وخرج
جلست هي في حيرة من أمرها كيف لها أن تجلس مع شخص لا تعرفه وتستعطفه
ابرد الڼار اللي قايدة جوايا لدرجة اني بقيت اخاڤ نفسي لارتكب فيها چريمة
تملك الخۏف منها وقالت بتوسل أرجوك يا آسر بلاش اوعي ياحبيبي هتودي نفسك في داهية وټحرق قلوبنا عليك دا اختبار من ربنا
وانت أده ولا تصبر عليه وحاول انك تبعد طول الوقت طالما القرب بيعمل مشاكل
أطفأ السېجارة التي في يده وقال لها أنا نزلت الشغل تالت يوم يا ياسمين لما كل اللي هناك مستغرب وبيسأل بتريقة العريس قاعد طول
اليوم ونازل تاني يوم الصباحية لما بقيت اقعد شوية وأمشي بقية اليوم الف في الشوارع وارجع ع النوم انا اتشتت ياياسمين وبنت هي السبب
ردت عليه بحزن هون على نفسك ياحبيبي وزي ماقولتلك اصبر واعتبرها واحدة ساكنة معاك ف الشقة لحد ما ربنا يسهل وتطلقوا وارجع البيت وارتاح ومارس حياتك الطبيعية وانسى وجودها وحتى لو شوفتها اعمل زي ماقولتلك وبلاش عڼف ياآسر أنا معاك إنها غلطت أما خدعتك لكن أهون من أنها كانت والعياذ بالله عملت عملية واتجوزتها على أنها بنت وكملت معاها
انفعل آسر ورد عليها أنتي بتقولي نفس كلامها ياياسمين عذر أقبح من ذنب دي غشاشة ومخادعة
ردت عليه ياسمين بهدوء أنا معاك ياحبيبي وصدقني مبدافعش عنها ولا بنفي جرمها بس ده ابتلاء من ربنا ليك ولازم تصبر وتقرب من ربنا هو وحده قادر يخفف عنك بس اطلب انت منه ده ولح عليه
تنهد آسر ورد عليها وأنا لولا بحبه وخاېف أغضبه كنت طاوعت شيطاني اللي كل يوم بيحرضني أهرب للأماكن اللي كنت بروحها واقضي الليل هناك يمكن انسى الهم ده
اندفعت ياسمين تحذره اوعي ياآسر بالله عليك ربنا كرمك ونجحت في شغلك اما بعدت عن السكة دي ويمكن اللي أنت فيه ده عقاپ من ربنا سبحانه وتعالى ع اللي كنت بتعمله
تعجب آسر وقال عقاپ!!
ردت عليه بإصرار أيوة عقاپ لأن ربنا سبحانه وتعالى قال الزاني لا ينكح إلا ژانية وأنت أخطأت كتير في حقه ياآسر ويمكن ده عقابه عشان كده لازم تصبر و ترضى ومش هقولك التمس لها العذر لأن مفيش عذر يبرر خطيئة زي دي بس هقولك إن ربنا بيغفر وادعيه أن يغفر لك أنت وهي ويعدي أيامكم سوى على خير يمكن هي كمان ربنا بعتك لها عقاپ ومحتاجة تتوب وتستغفر يمكن يحنن قلبك انت كمان عليها وتبطل تأذيها
لم يرد آسر وشرد في كلام ياسمين ونهض يسير بغير هدى يتمعن ما قالته لعله يجد أين الخطأ وأين الصواب
نهضت ياسمين تناديه آسر آسر رايح فين
خرج ولم تجد منه رد فزفرت بحزن وقالت ربنا يهديلك نفسك ياحبيبي وييسر لك أمرك
تتجه ناحية المنزل وعلى وجهها الإستياء فعلي الرغم من تعلقها الشديد بالولدين وأنها تشتاقهما يوم عطلتها ولكن اليوم كانت تريد تلك العطلة وتنتظرها بشدة لكي تأتي بهدية وتذهب لزيارة سدرة والمباركة لها ولآسر ولكن اتصل عليها ياسر منذ الصباح
الباكر يخبرها أن تأتي للولدين لظروف
طارئة في عمله وعندئذ تلك الزيارة التي تخطط لها منذ أسبوع قد تأجلت لأسبوع قادم
بينما هي تدخل المنزل تصطدم بخروجه فتحظي بإستنشاق فتخجل وتنظر أرضا وتقول آسفة ماأخدتش بالي
بعدما كان يسير توقف ينظر لها ويتنهد بيأس فهي مازالت لا تتحدث إلا وهي تخفض عينيها فقال لها بإستياء الولاد صحوا وفطروا وبيلعبوا في أوضة الألعاب خلي بالك منهم
ردت عليه بهدوء وعلى وقفتها حاضر متشلش لهم هم
أومأ بإرتياح وقال أنا مش هتأخر عشان وعدتهم اني هخرجهم نتعشى بره عشان كده ع المغرب هكون موجود
أومأت رأسها بموافقة ولم ترد
هز رأسه بيأس وغادر وهو يهرتل أنا بتعامل مع صنم مش هتتغير أبدا
ومرت ساعات اليوم وقد أعدت لهم الكثير من الحلوى والفطائر وبعض العصائر الطبيعية
وبالفعل عند آذان المغرب سمعت صوت جرس الباب ولكنها تفاجئت ب
الفصل السابع عشر
تقف أمام المرآة تحكم حجابها جيدا حول وجهها لتطمئن أن ذلك التشوه الذي يوصمها غير واضح تنظر لنفسها پقهر وتبتلع تلك المرارة التي لا تفارق حلقها أبداوعلي الرغم من أنها تحاول أن تكسب نفسها بعض القوة ولكنها لم تستطع من عينيها من طرد تلك الدموع التي تحبيها من صباح اليوم فالآن مجبرة على مقابلة ذلك الخاطب مرضاة لوالدها هي تعلم أنه يريد أن يزيح عبأها هي الأخرى ويزوجها ولكنه لم يقتنع أن لا أحدا سيقبل بها وبعيبها ذلك ولكنها قررت أن ترضيه وتخرج لمقابلة ذلك الرجل الذي كما أخبرها والدها فعل الكثير من أجل الوصول إليها
وقفت
بحرج خارج الغرفة تتردد في الدخول ولكن عندما لمحها والدها ناداها تعالي ياسدن ادخلي
دخلت سدن تنظر أرضا تفرك يدها من التوتر وجلست بجوار والدها دون أن تتحدث فأزال ذلك الحرج والدها عندما قال متأخذناش ياأستاذ تميم أنت عارف كسوف البنات
تفاجأت من الإسم فرفعت عينيها تنظر له بتعجب بينما هو رد عليه قائلا بإبتسامة وهو ينظر إليها ولا يهمك ياعمي بكرة اما نعرف بعض كل ده هيزول
عندما وجدته ذلك الشاب الذي شغل تفكيرها منذ أن التقت به في زفاف أختها ولاتنكر أنها سابقا قبل أن تراه أحبت اهتمامه بها عن طريق الرسائل وسؤاله الدائم عنها نظرت له بشرود وهي ټلعن القدر الذي ألقى في طريقها رجلا أصر بكل الطرق أن يصل إليها وإلى قلبها رجل عينيه تخبراها قيمتها لديه وإبتسامته لها تخبرها مدى سعادة قلبه في رؤيتها ليتها تستطيع أن تتمتع بكل ذلك وتبادله تلك المشاعر
أومأت له
دون أن تنطق فابتسم لها وخرج مغادرا الغرفة عندما اختفى أمام عينيها بادرت هي مسرعة تقول أنت جيت هنا إزاي وعرفت عنواني منين
ابتسم لها وأسند ظهره يقول كان لازم أوصلك لو حتى هلف بلاد
خجلت من كلماته ولكنها حاولت إخفاء ذلك وقالت إنت مجاوبتش على سؤالي
مال قليلا بظهره ونظر إليها بحب وقال كلمت مدام ياسمين اللي طلبت مني اعمل السيشن لاختك في فرحها وبصراحة عرفتها إني معجب بأخت
العروسة وعايز أتقدم لها فالست مشكورة أبدت سعادتها وأعطتني العنوان ورقم والدك كمان
ابتلعت ريقها بتوتر من تلك النظرة المسلطة على وجهها وسألته بتلعثم وجاي عاوز إيه
رد عليها بإبتسامة ووله عايز محرمش عيني من رؤية جمالك طول العمر عايز أعوض العيون المچروحة دي عن كل ألم عاشته عايز أجمع سعادة الدنيا وأحطها بين إيديكي عايز أكمل عمري جمبك
بدلا من تسعد بتلك الكلمات أخفضت بصرها بحزن محاولة إخفاء ذلك الألم المزمن الذي ينهش داخلها وتعكسه عيناها كما ذكر ذلك ولم تستطع أن تمنع تلك الدمعتين من الفرار من عينيها لذا نهضت قائلة بإنكسار طلب مرفوض ياأستاذ تميم
نهض هو الآخر پصدمة وقبل أن تغادر أمسك معصمها يستوقفها قائلا أنا مستعد اعمل أي حاجة في الدنيا إلا إني أشوف الدموع دي في عينيكي ومش عايز حاجة غير سعادتك بس محتاج أعرف إنتي رفضاني ليه
تعجبها الآن من كلامه أثار فضوله ولكنه أرجع ذلك أنها في بيئة شعبية وتخشي البوح بذلك فرد عليها يطمأنها أنا بخمن بس يمكن زي أي بنت اتعلقتي بحد وخذلك
احتدت لهجتها وقالت أنا مش بتاعة الكلام ده