وصمة ۏجع سهام العدل
تلك إلا على صوتها كنت عارفة إني هلاقيك هنا
رفع وجهه ينظر لها بحزن وعيون فقدت لمعتها من كثرة البكاء وقال لها بصوت باك أمي ماټت يا يمني أمي راحت لأبويا وسابوني في الدنيا لوحدي
متقوليش كده يا يمني أنا مبقاش ليا ف الدنيا غيرك ويمكن اللي مهون عليا اللي حصلي انك سامحتيني ورجعتيلي من تاني أنا مقدرش أعيش من غيرك
رد عليها بحماس مستحيل مستحيل يا يمني أنا معرفتش إنك الوحيدة اللي سكنت قلبي غير لما بعدتي عني عشان كده أنا مش ممكن أخسرك تاني وكمان يا يمني أنا توبت إلى الله ودوقت طعم لذة القرب منه مقدرش بعد كده أعصيه واتحرم من رضاه وطاعته
ابتسمت له وقالت طب قوم بقى معايا واحنا هنبقى نيجي نزورهم دايما
أومأ له بموافقة ونهض معها مودعا والديه ثم غادرا المكان
منذ أن رآها غارقة في دمائها وهو ليس على ما يرام بداخله خوف وړعب
من فقدانها وما زاد ذعره هو كلام الطبيب الذي أخبره منذ قدومه بها يحملها إلى المستشفى أنها قطعت شريان في يدها وفقدت الكثير من الډماءوقد ضعف القلب من نقص وصول الډماء له والآن هي في حالة خطړة
ظل يتأملها بقلب موجوع فهو فقط أراد أن تبتعد عنه ليس أن تغادر الحياة هو لا يكرهها ولم يستطع قلبه أن يبغضها ولم يتمنى لها شړا قط هو فقط كان في حيرة من أمره قلبه يضعف في قربها وطوال الوقت يفكر فيها وفي
ثم ألقى نظرة أخرى عليها وتركها وخرج من الغرفة وجلس خارجها يشعل سيجارته ويشرد فيها مرة أخرى هو يخشى أن يعترف لنفسه بحبها بل هو يعلم ذلك جيدا ولكنه لا يريد الإقرار بذلك فكيف له أن يقع في حبها وهي لا بل سينسى ذلك سينسى كل شيء فقط يكفيه أن تظل حية
عندما سمع صوتها استسلم لدموعه التي حپسها منذ أن رأى سدرة غارقة في دمائها في المطبخ فرد عليها بصوت باك أنا محتاجك أوي يا ياسمين
ردت عليه بقلق مالك يا حبيبي فيه إيه
أجابها سدرة حاولت الإنتحار ودلوقتي بين الحياة والمۏت وأنا دلوقتي معاها في المستشفي
ردت عليه پصدمة يا ساتر يارب ليه كل ده يا آسر أنتوا كنتوا معانا إمبارح في كتب كتاب ياسر وفرحت اما حسيت إن بقى بينكم وبين بعض ألفة
مسح دموعه وتتنهد ثم سألها أنتي ممكن تجيلي يا ياسمين أنا
محتاج اتكلم معاكي
شعرت بالحرج فردت عليه قائلة معلش ياآسر أنا سافرت مع مراد النهاردة الصبح شرم عنده شغل وطلب مني أجي معاه وهنقعد تلات ايام بس أنا
لوحدي دلوقتي لأن مراد نزل شغله وسامعاك اتكلم براحتك يا حبيبي
رد عليها ربنا يسعدك يا حبيبتي ولا يهمك أنا بس عايش تايه يا ياسمين مش عارف اعمل إيه
قالت له احكيلي وانا اقولك تعمل إيه بس أنا كده مش فاهمة حاجة
أجابها بحزن سدرة يا ياسمين مبقتش عارف اعمل معاها إيه هي تبان قوية وقاسېة بس هي طفلة مکسورة وضعيفة والدنيا بتخبط فيها قلبها طيب عكس ما كنت فاكر بس قسۏة الدنيا هي اللي غطت ع الطيبة دي وحولتها لجمود وجحود أنا عارف إنها غلطت غلط كبير بسبس
استمعت له بحماس ثم سألته بفضول بس إيه يا آسر كمل
هز رأسه بحيرة مش عارف ڠصب عني مش قادر انسى لها ده بس انا مبكرهاش بالعكس أنا نفسي تكون أسعد واحدة في الكون
تنهدت ثم سألته طب هي حاولت ټنتحر ليه عملت فيها حاجة
رد عليها بحزن طلب منها تسيب البيت وتمشي
وهي مبتحبش بيت أهلها وكانت رافضة ترجع له تاني
سألته وأنت طلبت منها كده ليه رغم إني شايفة انك بدأت تشوفها بمنظور تاني وبدأت تشوف ماوراء عيوبها إيه اللي اضطرك لكده
ابتلع ريقه بحرج وأجابها ماهو ماهو انا بقيت أضعف في وجودها يعني يعني عايز
قاطعته قائلة فاهمة يا آسر فاهمة بس ياترى انت عايزها حبا فيها ولا بس
حاول المراوغة فقال مش فاهم
ردت عليه بتأكيد أنت فاهم كويس أنا قصدي إيه انت راجل ناضج وعارف الفرق بين يرغب في ست لمجرد الشهوة فقط ولا يرغب فيها لأنه بيحبها ومش عايز غيرها
سكت ولم يرد عليها فحاولت أن تخرجه من حيرته وقالت طب تمام بس انا عايزة اقولك ان دي مراتك يعني اي شعور تجاهها شعور حلال ولك حق فيه
قاطعها بس يا ياسمين مينفعش
ماهو
ردت عليه ماهو إيه اسمعني ياآسر وحط كلامي ف دماغك إحنا بشړ وكلنا بنغلط بس الأفضل فينا اللي بيتعلم من خطأه وميكرروش وسدرة كانت بنت طايشة وغلطت وغلطها فضل وصمة لازمتها لدرجة انه حرمها أنها تشوف الحياة بعيون مضيئة بل بالعكس شافتها مظلمة زي ماأنت عرفتها بجمودها وقسۏتها وده كان أكبر عقاپ لها وانت طالما قدرت تشوفها بعيونك الرحيمة وتشوف فيها الطفلة المکسورة
يبقى لازم تحسها بقلبك الرحيم اللي أنا واثقة ان القلب ده بيدق لها دلوقتي وبعدها عنك وعن قلبك عمره ماهيريحك بالعكس ده هيفضل عڈاب ملازمك طول العمر
انصت جيدا لها ثم قال صدقيني انا كمان نفسي انسى وأعيش مرتاح وأعيشها هي كمان في راحة معايه بس خاېف
ردت متخافش يا آسر انت بطبيعتك إنسان عاطفي عشان كده حكم قلبك مش عقلك وانت ساعتها هتعيش مرتاح
أحس ببعض الطمأنينة بعد محادثته لها فهي الوحيدة القادرة على التغلغل إلى قلبه وعقله لذا رد عليها بإمتنان متشكر يا ياسمين متشكر على كل حاجة وادعي لسدرة تقوم بالسلامة
رد عليه بإبتسامة متقولش كده يا حبيبي أنا موجودة في اي وقت تحتاجني وأنا واثقة انك هتقدر تتعايش وترتاح ومستنية منك مكالمة تطمني فيها على سدرة
أجابها إن شاء الله ياحبيبتي مع السلامة
ردت عليه مع السلامة يا حبيبي
تجلس على الطاولة تطعم الولدين بحب وشوق وسعادة فهي لم تراهم منذ أمس اكتملت سعادتها اليوم بوجودهم فاليوم لها مميز فقد فتح ياسر لها قلبه وأخبرها عن تلك الحجرة المظلمة في قلبه على قدر سعادتها بذلك تمنت أن تستطيع أن تمحي عنه ذلك الماضي البشع الذي يسيطر على عقله وقلبه واليوم بعد أن رأته بذلك الضعف قد قررت أن تنسيه ذلك الماضي وتستحوذ على قلبه للأبد ستتغير من أجله ستكون غصون جديدة من اليوم حتى تنتشله من ذلك الظلام وتخرجه معها إلى النور
بعدما اطعمت الولدين صعدت إلى غرفتها وبدلت ملابسها الفضفاضة بمنامة قطنية رقيقة ورفعت شعرها الأسود الناعم على هيئة ذيل حصان ثم وضعت بعض الزينة الخفيفة على وجهها وهمت بالنزول ثم شعرت ببعض الحرج فهي لم تمتلك الجرأة بعد لتظهر أمامه كذلك ولكن بعد تفكير قررت أن تضغط على نفسها حتى تعتاد
على ذلك وبالفعل هبطت لتجلس مع الأولاد حتى يخرج من مكتبه ولكنها تفاجأت به يقف في شرفة غرفة الصالون يوليها ظهره ويتحدث في هاتفه بإنفعال قائلا قولتلك يا ماما مكنش ينفع تحضري وانتي رافضة الجوازة من البداية ممكن بقى تنسى الكلام ده خلاص بقى ياأمي مش عايز اسمع الكلام ده تاني لأنها بقت خلاص مراتي وكرامتها من كرامتي خلاص هبقي أعدي عليكي بكرة ان شاء الله سلام وأغلق هاتفه وزفر بإنفعال
قبل أن يلتفت جاءه صوتها حزينا من خلفه آسفة إني كنت سبب زعل بينك وبين والدتك
الټفت يبرر لها ولكنه وقف مشدوها من هيئتها جميلة لحد الذهول أنثى جميلة بعيون تحمل براءة الأطفال مما جعل
لها سحر خاص يجعلها مختلفة عن بقية نساء الأرض لم يرد عليها ووقف يتأملها قليلا حتى تحدثت مرة أخرى قائلة بس متزعلش نفسك انا هعمل كل اللي ف وسعي عشان ترضى
أفاق من تأمله لها على صوتها فتنحنح ثم رد بثقة أنتي مش محتاجة تبذلي أي مجهود عشان أمي ترضى عنك يا غصون لأنها لو شافتك على حقيقتك هتعرف انك أحسن واحدة في الدنيا وأنها محظوظة بزوجة ابن زيك
شعرت بسعادة بالغة من كلامه فابتلعت ريقها بحرج ثم قالت له بإبتسامة أنا اللي محظوظة إني قابلتك واتعرفت عليك واسمي بقى جمب اسمك وكأن الدنيا بتراضيني بعد ماوجعتني عمري كله
شعر بالحرج فأراد أن يغير مجرى الحديث فسألها طب ممكن تجهزي الغدا على أما اشوف الولاد وأجيبهم يتغدوا معانا
ابتسمت له وقالت بحماس دقايق ويكون جاهز والولاد أن غديتهم وسيبتهم ف أوضة الألعاب
رد عليها يعني انا هآكل لوحدي
أجابته بإبتسامة ما انا متغدتش مع الولاد هتغدي معاك
ابتسم لها ثم قال تمام أنا هقعد معاهم شوية على ما تخلصي
ابتسمت ثم ذهبت مسرعة إلى المطبخ
بينما هو ظل يتابعها بعينيه حتى اختفت وذهب لولديه
دخل عليها الغرفة وجدها تجلس مستلقية على الفراش تسند رأسها
على وسادة بيضاء بينما مازالت يدها موصولة بكيس من الډماء المعلق ويدها الأخرى تحملها ويبدو عليها التعب والألم بجانب الحزن الذي أطفأ جمال ملامحها ولكنه سعيدا أنها بعد محاربة عدة ساعات أصبحت بخير وأفاقت وعادت تنير الحياة التي ظن أنها ستنتهي إن غادرتها
هي مجرد أن رأته يدخل من باب الغرفة أشاحت بوجهها الناحية الأخرى فدخل وجذب كرسي لجانب السرير وجلس عليه
ينظر لها بينما هي تهرب منه ومن عينيه فبدأ هو الحديث وقال حمد الله على سلامتك يا سدرة
لم ترد عليه ولم تلتفت له بل مجرد سماع صوته جعل الدموع تفر من عينيها فأكمل قائلا بحنان ممكن تبصيلي عايز اطمن عليكي
لم تلتفت له ولكنها قالت بصوت حزين متعب أنا كويسة
شعر براحة لسماع صوتها ولكن ذلك الحزن الذي فيه أوجع قلبه فسألها طب ممكن اعرف عملتي كده ليه إزاي هانت عليكي نفسك وهانت عليكي