اقدار القمر مروة أمين
تجهز الأكل
هزت رأسها قائلة
ياريت والله بس هصحى العيال يتغدوا معانا
رفع حاجبيه باعتراض قائلا
سيبيهم نايمين شوية وحشك الزن بتاعهم يعني
ضحكت قائلة
اه والله انا كدا من صغرهم طول مهما صاحيين مطلعين عيني وأول ميناموا يوحشوني
رفع يديه بالهواء مستسلما وضحك قائلا
ربنا يهديكم والله
استقام من جلسته وقال مناديا
حميدة ياحميدة جهزى الغدا لو سمحتى
ردت قائلة
حالا يااستاذ سعيد
عند قمر
ثقل جفنيها حال دون فتحها لهم أطرفت بهم عدة مرات حتى فتحت عينيها ببطئ
ابتسم مراد طبيب في العقد الخامس من عمره
جمع حقيبته بعد أن اطمأن على صحتها وخرج من الغرفة متوجها للخارج وأثناء خروجه والقاءه التحية قال
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تطلع لوالديها وقال
ياريت بلاش انفعالات ياجماعة لو سمحتوا اللي حصلها كان اڼهيار عصبى
انهى كلماته وأكمل طريقه خارج المنزل
اقترب نبيل منها وخرجت عفاف برفقة الطبيب
جلس نبيل علي مقربة منها مد يده بالهواء يتحسسه ليصل اليها
مدت يدها تمسك يده ترشدها لوجهتها فتحسس وجهها وقال بحزن
سامحيني ياقمر ڠصب عنى حسيت انكم زهقتوا وتعبتوا منى
بكت قمر واقتربت منه تحتضنه قائلة
متقولش كدا يابابا انت متعرفش احنا بنحبك قد ايه انا مقدرش اعيش من غيرك ثانية واحدة حتى
ربت على شعرها وقال
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اقتربت منهم عفاف وظهر عليها التأثر وقالت
ياريت الموضوع دا ميتفتحش تانى ولا الخروج من البيت ولا العملية حتي ولو حصل وحبيت تعمل عملية يبقا قرار منك لوحدك مش هيكون لينا دخل فيه
تبدد الأمل بقلب قمر وشعرت بالحزن ولكنها التزمت الصمت ودعت من قلبها ان تتم العملية برغبة والدها ويعيد الله اليه بصره مرة أخرى
لم يمر وقت طويل حتى رن جرس الهاتف
ردت عفاف وبعد ثوان من الحديث ظهر على وجهها معالم الدهشة العارمة
الفصل العاشر
باغتتهم المكالمة الهاتفية بشكل لم يكن متوقع لم يحسب لها أحدا
أغلقتعفاف الهاتف بعد أن أنهت الاتصال بدهشة عارمة
ابتسمت بعدم تصديق قائلة
دكتور مراد معجب بقمر وعاوز يخطبها لإبنه
اتسعت حدقة قمر وقالت باستنكار
إيه الجنان دا حد بيتجوز بالطريقة دي دلوقتى!! لا طبعا مش موافقة
التزم نبيل الصمت التام لم يبدى موافقة ولا رفض انتظر ليراقب ردود أفعالهم
ردت عفاف قائلة بحزم
ايه المانع يعني مش فاهمة واحد هيدخل البيت من بابه ليه لا
زفرت قمر بضيق ضاق صدرها ولا تعي سبب حبست دمعة بمقلتيها كادت تفر منها وقالت
ايه ياماما هو أول عريس هترميني ليه خلاص زهقتى منى
احتدم الأمر وارتفع صوت عفاف قائلة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
قبل ان تكمل حديثها رفع نبيل يده في الهواء فسكتت وصبرت لترى رأيه
ربت على يد قمر بحنان وقال
انت في حد في حياتك بسببه رافضه
صمتت قمر قليلا تفكر فقلبها مغلق لم تدع فرصة لأحد بالاقتراب منه ولا يوجد من يشعله حقا ولو كان هناك أحد فهو من وحى خيالها لا تعرفه لا تتذكر ملامحه فقط تعرف بداخلها أنها ملك لأحد من وأين ومتى ستقابله لا تعرف أبدا
بعد وقت من التفكير ردت
مفيش حد يابابا بس يعنى!
رد بحزم قائلا
مفيش حاجة إسمها بس هتقابليه وتديله فرصة لو عجبك ماشى لو مرتاحتيش خلاصمحدش هيرميكى يعنى
ردت پغضب قائلة
دا حتى مش هو اللى شافنى هو فى كدا
اقتربت عفاف منها وجلست مقابلها قائلة براحة كبيرة
لو دي مشكلتك اطمنى هو شايفك قبل أبوه ومكلم أبوه عليك قبل ميجى هنا أبوه بس وصل إعجابه
ابتسم نبيل قائلا
واضح أنه فاهم فى الأصول حتى مع بعده عن مصر
ردت عفاف بثقة قائلة
بالظبط ودا اللي عاجبني فيه بصراحة كنت خاېفة عيشتنا فى باريس تخلى فكرة زوج محافظ على عاداتنا الشرقية يكون صعب
ارتفع صدر قمر مخرجا تنهيدة حړقت داخلها الحيرة تؤلمها وخوف من مجهول تسلل لداخلها
اعتذرت قمر وقالت بصوت خفيض
أنا هفكر وأرد عليكم
سحب نبيل يدها وقبلها بحب قائلا
القرار اللي تاخديه انا معاك فيه
تطلعت لهم عفاف پغضب ففي داخلها تتمنى تتمة الأمر فهو بنظرها زوج مناسب لا يجب رفضه
Marwa Elgendy
مكان آخر في مصر
انتهى موعد العمل بعيادة كريم الطبية شرع بجمع أدواته فانتبه لطرقة مرحة على باب مكتبه
وقبل أن يجيب انفرج الباب وطلت ملك برأسها فقط مخفية جسدها خلف الباب تبتسم بخفة قائلة
حضرة المدير العظيم اللى هيشغلنى عنده وينقذنى من الهلاك
رفع كريم حاجبه واستند بظهره على مقعده وقال باستفسار
تقصدى إيه يعنى شغلك ايه دا ان شاء الله
زمت شفتيها بضيق ودفعت الباب بقوة دخلت تدب الأرض بطفوليتها المعهودة وقالت
انت نسيت مش قلتلي تعالى اشتغلى معايا في العيادة دا انا اتذليت لماما لحد موافقت وانت ناسي
قهقه بشدة والتف بمقعده حول نفسه وعاد مرة أخرى قائلا
والله بحب أشوفك متضايقة أوي كدا
أمسكت عدة أقلام من أمامه تقذفه بها والڠضب مسيطر عليها
ارتفعت ضحكاته عليها فأغاظها أكثر
لاحظ ڠضبها العارم فقال
معنديش شغل ينفعك حاليا لما ألاقى مكان تشتغلى فيه هكلمك
تحركت من مكانها حتى اقتربت منه وعيناها تطلق شرر أمسكته من رقبته وقالت
ايه دا يعني كنت بتضحك عليا وافضل أتحايل على ماما كل دا وانت أصلا مش عاوزنى أشتغل معاك
رفع يديها عن رقبته وأحكم أمساكها وقبل أن ينطق
وصل لأذنه صوت رخيم يقول بحرج
احم أنا آسف جيت من غير معاد
تطلع الإثنان جهة الصوت بدهشة
ابتعدت ملك عن كريم
استقام كريم ووقف من مجلسه وعلي وجهه ابتسامة فرحة وقال
ايه دا معقول!! ومعاد ايه اللي بتقوله دا تعالى ياهانى هو انت غريب!
فرد ذراعيه واقترب منه سلم عليه بحرارة واستدار مشيرا لملك قائلا
ملك أختي أكيد فاكرها
تطلع لها بحرج وتلاقت عيناهم لثوان قليلة ولكنها كافية لتلقى قبس يشعل نيران قوية بقلبها
اشټعل وجهها بالحرج فأضجره بحمرة أضافت على وجهها جمال فوق جمالها الشرقى الأخاذ
ابتسم هانى بحرج وأخفض عينيه بالأرض وقال بصوت خفيض
أهلا وسهلا إزيك يا آنسة ملك
استطرد كريم قائلا
حضرة الظابط هانى مشرفنا النهاردة خير يعنى دا انا كنت نسيت شكلك ياندل
تطلع هاني لملك مرة أخري وقال موجها حديثه لكريم
حظك ان أختك واقفة
ابتسمت ملك وقالت بصوت انبح من الخجل
انا هروح أعملكم حاجة تشربوها بعد إذنكم
رد كريم مسرعا وقال
ياريت اتنين قهوة مظبوط مش كدا بردو ياحضرة الظابط
حرك هانى رأسه بخفة مستطردا
ايوا انت لسه فاكر أهو
جلس كريم على المقعد وأشار لهاني ليجلس أمامه وهو يقول
هو انا هنساك يابني دا احنا اصحاب عمر ولولا انكم نقلتوا كان زمان حالنا غير كدا بس نصيب بقا
تنهد هانى قائلا
فعلا أنا ملقيتش حد أصاحبه أحسن منك وعمري منسيتك بس جايلك بمفجأة حلوة
دلفت ملك ببطئ ويدها ترتعش بما تحمله توترت لرؤيته بشدة مهلكة
لا نكران لوسامته فطلته ساحرة بعينيه الواسعة ونهر العسل يلونها وأنفه المدبب ووجهه المستطيل وجسد رياضى أضاف له هيبة وجاذبية
على الرغم من هذا لم يكن سببا قويا لارتباكها فهي لا تنتبه ولا تنظر لوجه أحد لما تعتمل المشاعر داخلها بهذه القوة
مدت يدها لأخيها بالقهوة أمسكها منها وشكرها بلطف واستطرد حديثه مع هانى قائلا
مفاجأة ايه بقا اللي هتقولهالي
ابتسم هاني قائلا
نويت استقر فى القاهرة هتجوز هنا
قبل أن ينهي كلماته صړخ بقوة وقفز من مكانه يبعد القهوة الساخنه عن قدميه
تطلع لملك پغضب فأربكه نظرة الشجن بعينيها ولمعة الدمع المحتبس داخل مقلتيها جسدها ينتفض بقوة
تسارعت دقات قلبه وتلاحقت بشدة تأثر بقوة من هذا الحزن بداخل عينيها
صړخ كريم بملك قائلا
مش تاخدي بالك ياملك
هدأ هانى وتوقف عن القفز وأشار لكريم بيده مطمئنا وقال بصوت منخفض
محصلش حاجة أنا كويس
قالت بصوت مخټنق بالدموع
آسفة مقصدتش
أنهت كلماتها وهربت من أمامه تبكي
فهمت الآن لم توترت لرؤيته فلم تكن جاذبيته ولا هالته هي فقط تذكرت والآن أمامها من حلمت دوما برؤيته
تغير مظهره فشعر به قلبها قبل ان يعرفه عقلها
وحين تأكدت أنه هو حلم طفولتها الذى نما بداخلها فقدته قبل أن تملكه
استترت ملك حتى انتهي اللقاء وبدأت تستعيد أنفاسها بعد أن تأكدت من خروجه
خرجت مسرعة متجهة لكريم وتخلل عينيها خيوط حمراء متشابكة أثرا لبكاءها
تطلع لها كريم بدهشة وتساءل
مالك ياملك فى ايه كل دا عشان وقعتي القهوة
عادت كرة البكاء مرة أخرى وارتمت بين ذراعي كريم لا تقوى على الحديث
كيف تخبره أنها أغلقت نوافذ قلبها لإنتظاره وحين عاد أخبرهم بأمر زيجته
ربت كريم عليها ورفع رأسها ليواجه عينيها وقال بلهجة حانية
هتحكيلي مالك
أومأت برأسها موافقة فهي لاتملك من تحادثه سواه
منذ صغرهم وهو الصديق الأقرب لها خاصة بعد حادثتها تقربت له واتبعت خطاه بعد أن أوضح لها الخطأ من الصواب
صمت قليلا يسمتع لحديثها وهي تستطرده بخجل لا تعرف كيف تنمق كلماتها وكيف ترسل له جملها أنهت حديثها وتطلعت له بترقب لتعرف رأيه لم يصل لها سوى صمته فوضعت عينيها بالأرض خجلا وندما على فيضها بمكنون صدرها له دون تفكير في العواقب
ابتسم قليلا ورفع وجهها من الأرض قائلا بلهجة حاسمة
ارفعى راسك وانت قدامي انت مغلطتيش فى حاجة وبعدين انا زمان خدت بالي بس متوقتعش انك لحد دلوقتى بتفكرى فيه
تنهدت براحة وسحبت نفس طويل يبرد داخلها قليلا وقالت
مش مهم ياكريم اهو جه يتجوز خلاص أهو معدش له داعى كل دا
زفر ببطيء واحتضن كتفها قائلا
طب بقولك إيه متيجي أعزمك عالعشا أحسن من كل الكلام دا وهكلم بابا أعرفه انك معايا ونسهر برة سهرة حلوة شبهك كدا
ابتسمت لحنانه وقالت بتساؤل
طب انت مش عندك شغل بكرة بدري
جذبها من يدها وقال باستنكار
انت مالك ومال شغلى يلا بس عشان أنا واقع من الجوع
انتهت سهرتهم رجعوا لمنزلهم وعلى وجههم ابتسامة
رسمتها ملك بعناية لتخبرة زيفا بتماسكها
ابتسم هو برضا لنجاحه برسم البسمة على وجه أخته
قبل أن يلجوا لشقتهم عاتبتهم أمهم بقوة وعنفتهم پغضب قائلة
كل دا تأخير برا البيت
خرج سعيد من غرفته وقال بحزم قبل أن يردوا
كلمونى يستأذنوا ووافقت
تطلعت له ملك بسعادة واقتربت منه تقبله من وجنتيه بحب تحت نظرات أمها المشټعلة بالڠضب
ودخل كريم لغرفته يتأفف من تصرفات والدته الغير مبررة
عند قمر
خرجت من غرفتها وعقدت نيتها علي الرفض وبقوة توقفت أمام والديها لتلقى ما بجوفها ولكن باغتها ما سمعته بقوة صډمتها
الفصل الحادي عشر
كم هو مرعب هذا القدر حين يرتبط قدرك بأحب الناس إليك أيهم تختار راحة قلبك أم تؤثر غاليك على نفسك
قد كان هذا ماشغل بال قمر حين التقطت أذناها حديث والدها وقوله
أنا بكرة هكلم الدكتور يعرفنى تفاصيل العملية نفسى أوى أشوف قمر وهى عروسة
تلك التنهيدة التي لمحتها على وجه أمها حين تلاقت عيناهم كانت كافية لتجعلها