اقدار القمر مروة أمين
نفسى مش هقول لا بس آخد رأي العروسة وبابا كمان
ابتلع هاني ريقه بصعوبة وقال
ربنا يستر وموقف النهارده ميخليهاش متضايقة مني
تنهد بضيق وأردف
تفتكر أبوك هيوافق عليا!
تطلع له كريم بدهشة وقال
هيرفضك ليه يابني دا عارفك من صغرك وعارف أبوك الله يرحمه
تطلع له هاني وابتسم بتمني قائلا
فاتحهم بس ورد عليا لو كدا هكلم عمي وآجي أخطبها
ابتسم كريم وقال
حاضر هرد عليك بكرة
استطرد هاني قائلا
النهاردة
تطلع له كريم بدهشة قائلا
النهاردة! انت مچنون يابني ولا ايه! مش تديني فرصة أكلم أبويا وأتفاهم معاه
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
طيب احنا بدري اهو ومعاك وقت ساعتين حلو أوي وأنزل بقا من العربية وروح قولهم عشان متضيعش وقت
ترجل كريم من السيارة وهو يضحك بقوة عليه قائلا
والله العظيم انت مچنون رسمي أصل انا كنت ناقص مجانين
وقف كريم أمام منزله متحيرا بين الدخول لأخته والذهاب لوالده ليعرف رأيه لم يحتاج الكثير من الوقت ليقرر وتحرك متجها لوالده
بداخل محل كبير يعتبر الأكبر فى منطقته جلس سعيد على مكتبه يحيط به كافة أنواع التوابل رائحتها النفاذة تعبق المكان لتسحر الأنوف فيتهافت الناس على شراءها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تطلع كريم بالزحام تسلل القلق لنفسه خوفا من رفض والده لهانى بحجة أنه أقل مالا منهم ونسبا
دلف بخطى متئدة وقف أمام والده ببسمته الهادئة وقال بصوت منخفض
الحاج سعيد عنده وقت لحاجة مهمة
رفع سعيد عينيه لمصدر الصوت وقام من مكانه وقال بدهشة
خير يابني حصل حاجة في البيت
أشار له كريم بالنفى وقال بابتسامه تطمئن والده
تنهد سعيد وقال
يابني قلقتني هو الموضوع دا مكانش ينفع لما أروح
أشار لأحد العاملين ليحضر لكريم مقعدا
جلس عليه كريم وقال بأسف لاعنا هاني وتسرعه بداخله
معلش يابابا أصل صاحب الأمر مستعجل جدا عالرد
تطلع له سعيد بإهتمام وقال
طب هطلبلك قهوة وعلي متيجي تفهمنى الموضوع باختصار كدا
بمكان آخر
دلف نبيل لغرفة الطبيب وحده كما طلب منهم لم يرغب أن يستمع أحدهم للحديث المتبادل بينهم
تحرك نبيل ببطء وعصاه أمامه ترشده للطريق تتبع صوت الطبيب حتى وصل للمقعد وجلس بهوادة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
هل تشعر بأنك على استعداد لهذا الأمر
تنهد نبيل وقال
نعم ولكن أخبرنى أولا هل نسبة النجاح كبيرة حقا كما أخبرت إبنتي
فتح الطبيب حاسبه وبحث بملفاته سريعا حتى وصل للملف الخاص بنبيل وطالعه مسرعا مرة أخرى قبل أن يرد
تلك اللحظات التي انتظر نبيل فيها سماع الرد كانت بمثابة قرون ثارت الثورات بداخله واعتملت مشاعر القلق بتجويف صدره صارت أنفاسه مسموعة من قوتها وصدره يرتفع وينخفض بشده لاحظها الطبيب فأنهى مطالعته مسرعا ليطمئنه قائلا
نسبة النجاح ممتازة ولكن عليك أن تعلم أمرا فالخطړ يلازم أي عملية جراحية دقيقة والآن قرار بيدك وحدك تخوض التجربة أم تتراجع
ابتلع نبيل غصة عالقة بحلقه تلهبه أغمض عينيه وقال پألم
مستعد اذا سمحت لى قبل البدء بالإجراءات سأجلس مع عائلتي قليلا لأتحدث معهم بأمور مهمة
رد الطبيب بلهجة صارمة قائلا
لا نملك المزيد من الوقت لنهدره فرحلتى ستنتهى هنا بعد أربعة أيام لا يمكننا التأخير
استطرد نبيل قائلا
حسنا فقط أمهلنى خمس دقائق معهم بمفردى
خرج الطبيب من الغرفة وهو يقول حسنا سأذهب لأجعلهم يعدون لك غرفة وأتركك مع عائلتك
خرج الطبيب وأشار لقمر ووالدتها بالدخول لنبيل
دلفتا الغرفة واقتربتا منه بحب والدموع تنسال على وجوههم لتعلن خوف ثلاثتهم من مجهول مقبلين عليه بأنفسهم
مسح نبيل وجهه بيده وسحب نفسا زفره ببطء وقال بلغة آمرة
أنا كلها كام يوم وأعمل العملية ولو جرالى حاجة متأجلوش جوازة قمر فاهمين ولا لا
شهقت قمر بفزع وقالت
بابا متقولش كدا عشان خاطرى
اقتربت منه تحتضنه فربت عليها بحنان وقال
العملية مش قليلة ياقمر ممكن أخرج وممكن لا عشان خاطرى لو جرالى حاجة متستسلموش للحزن واتجوزى وعيشي حياتك وخلي بالك من أمك
اقتربت منه عفاف وقد خارت قواها وتفتت بعد تماسكها الزائف چثت على ركبتيها أمامه وأمسكت يده بترجى قائلة
بلاش تعملها يانبيل أنا مش هتحمل لو جرالك حاجة
شد علي يدها يبث بها قوة من قوته وقال
هعملها عشان وحشتني عنيكي وعاوز أشوف قمر وهى عروسة
طرق الطبيب على الباب ودخل
استقامت عفاف وابتعدت للخلف واعتدلت قمر وترقبوا أوامر الطبيب فأشار للمرضة أمرها بالاقتراب من نبيل لأخذه لغرفته
وقال بلهجة آمرة
أكثر مايهم فى تلك المرحلة حالته النفسية غير مسموح بالبكاء والطاقة السلبية وإلا منعت عنه الزيارة
تطلعت قمر لعفاف واقتربت منها أمسكت يدها وقالت بنبرة ثابتة بمحاولة بائسة منها لتبث القوة لوالديها
أنا واثقة ان بابا هيقوم بالسلامة
تنهدت عفاف وكفكت دمعها وردت قائلة
يارب
في مكان آخر أنهى كريم حديثه لوالده وانتظر رأي والده بترقب
فرك سعيد جبهته بأنامله بتفكير وتطلع لكريم بنظرة لم يفهم كريم مغزاها فزاد توتره وارتبك بشدة
الفصل الرابع عشر
أنصت سعيد لحديث ولده بتأن وصبر صمت قليلا يفكر فى مقاله فرك جبهته بأنامله ونظر لكريم نظرة تساؤلية وقال
هو انت بقالك قد إيه بعيد عن هاني صاحبك دا
فهم كريم المغزى من حديث والده توتر قليلا وتلعثم بالحديث قائلا
يابابا هاني صاحبي من واحنا صغيرين وطول عمري عارف أخلاقه آه بعدنا عن بعض فترة بس أنا واثق انه زي مهو
زفر سعيد بضيق وقال
يابني اليوم بيغير البني آدم مابالك بسنين
سادت لغة الصمت بينهم لثوان حتى بترها كريم قائلا بأسى
يعني أفهم إن حضرتك رافض
استغرق سعيد مزيدا من الوقت في التفكير حتي استطرد قائلا
لا مقلتش رافض بس بالنسبالي دا مش صاحبك دا عريس غريب هسأل عنه وعن أخلاقه وبعدها أقابله واتكلم معاه وأنا ليا نظرة في اللي قدامي والأهم من دا كله رأي ملك
ارتسمت علي وجه كريم بسمة حاول كبتها فأبت الخنوع له فأثارت حفيظة والده وبفطنته ورجاحة عقله فهم أن هناك أمرا مستترا بين كريم وملك ابتسم هو الآخر وآثر الصمت على التحقيق بالأمر
رمق كريم بنظرات متفصحة أربكته فتحرك مسرعا واستأذن بأدب قائلا
بعد إذنك يابابا عشان هحضر لمحاضرة بكرة
أنهى حديثه وقام من مكانه وقبل أن تخطو قدمه بالأرض خطوة تذكر أمر هام تلفت لوالده وقال
بابا ياريت تسرع في أوراق السفر لأبلة حسناء عشان متتأخرش أكتر من كدا
تذكر سعيد بأسها ابتلع غصة محرقة ألهبت حلقه بمرارة الألم وقال بصوت غلفه الحزن
الورق بياخد عالأقل تلت أسابيع ربنا يستر وميحصلش حاجة
رد كريم مطمئنا والده
خير يابابا متقلقش مش هيحصل حاجة
في مكان آخر بمشفى من أكبر المستشفيات بالعاصمة الفرنسية
جلست قمر ووالدتها بالجناح المخصص لنبيل ليتمم فحوصاته الحيوية قبل الدخول بالعملية الجراحية
تطلعت عفاف بالساعة وشعرت بتأخر الوقت
نظرت لقمر وقالت والقلق ينهش دواخلها هما اتأخروا كدا ليه
أومأت قمر رأسها بحزن نافية معرفتها بأي شيء يبدو عليها التوتر الشديد تصول وتجول بالغرفة توقفت بغتة وقالت
أنا هروح أسأل الدكتور مش قادرة أصبر أكتر من كدا
هبت عفاف واقفة من مكانها وقالت
هاجي معاك
طلبت قمر من مساعدة الطبيب أن تسأله السماح لهم بمقابلته أشارت لهم بالإنتظار قليلا حتى يفرغ مما بيده
مرت الدقائق عليهم ببطء مهلك الخۏف تملك من قمر تمنت لو أنها لم تطلب من والدها القيام بهذه الجراحة وصارت تخشى أن يحدث له مكروها فيصير ذنبا يؤرق حياتها للأبد
أمسكت هاتفها تتلاعب به بعصبية لاتعرف ماتريده منه فقط تتلاعب أناملها على شاشته
أمام عينها أيقونة رسائل لم تهتم بها من قبل مدت سبابتها لتفتحها وقبل أن تفتحها انتبهت على صوت المساعدة تأذن لهم بالدخول
أغلقت الهاتف وسحبت نفسا عميقا اخرجته ببطء ودلفت للغرفة مستبقة أمها بخطوة
وقفت أمام الطبيب ولوعة قلبها بدت متجلية على معالم وجهها تحشرج صوتها قليلا فتنحنحت وقالت بصوت مرتعش من القلق
هل لى أن أعرف لم أستغرق الفحص كل هذا الوقت
هل هناك شيء سيء ظهر
تطلع لها الطبيب بود وعلى وجهه ابتسامة وقور حاول بها طمأنتها وقال
لا يوجد شيء أبدا ولكنها إجراءات احتياطية لضمان سلامة أجهزته الحيوية أثناء الجراحة
Marwa elgendy
اقتربت عفاف أكثر قليلا وتساءلت قائلة
مانسبة خطۏرة العملية
زم الطبيب شفتيه وقال
لا يمكن أن أخبرك أنها عملية بسيطة وهى ليست كذلك فجراحات المخ دوما حساسة ولكن يمكننى أن أخبرك اننا وضعنا يدنا على أساس المشكلة واذا نجحت العملية سيمكنه الرؤية مرة أخرى
تنهدت عفاف وأعادت السؤال
النسبة
رد الطبيب بثبات وقال
نسبة النجاح ثلاثون بالمائة
توجم وجه عفاف وخرجت من أمام الطبيب وشكرته قمر وخرجت خلف والدتها
لاحظت ترنحها فهرعت اليها مسرعة وقبل ان تهوى بالأرض لحقتها بيدها وجلست بالأرض ورأسها على يدها
صړخت بقوة طالبة المساعدة وانسدر الدمع على وجهها شعرت ببرودة تخللت جسدها فمن تدفئت بهم دوما حالتهم يرثى لها أسرع اليها العديد من العاملون بالمشفى
حملوها الي غرفة وأتي طبيب شاب ليعرف ما أصابها
بعد قليل أنهي الطبيب عمله وحقنها بمهدئ لتستكين وتغفوا قليلا فما حدث لها اڼهيار من فرط التوتر والقلق
تركتها قمر تستريح بغرفتها ووقفت أمام نافذة بالردهة تحاول الاستنشاق بالهواء المثلج عله يخبو نيران القلق المتأججة داخلها
في مكان آخر
جلس هاني برفقة أصدقائه ويبدو عليه التوتر بشدة
اقترب منه زياد صديق له بنفس مهنته تساءل بدهشة من مظهره وقال
مالك يابني قاعد شكلك غريب كدا ليه
دلفت ميرنا للمقهى بخطوات خفيفة تبتسم بمداعبة
أشارت لزياد بالصمت وأكملت بطريقها عامدة على مفاجأة هاني وتوقعت سعادته برؤيتها رفعت يدها تسجي بها عينه من الخلف وقبل أن تمدها باغتها بقوله لزياد
قلقان أوي يازياد خاېف أبو كريم ميوافقش على خطوبتى من بنته
ازدردت ماء حلقها بصعوبة ارتعدت فرائصها وانسابت دمعة من عينها تلقفتها على يدها مسرعة لتخفى استعار نيرانها
تجمدت بمكانها لثانية واستجمعت رباطة جأشها وتحركت بدلالها المصطنع وجلست جوار هانى ونجحت برسم بسمة على وجهها أخفت خلفها تلألأ الدمع بعيونها
تطلع لها هاني بدهشة وقال
ايه دا انتي جيتي امتي
اتسعت ابتسامتها وقالت
لسه جاية حالا بس مين أخت كريم دى بقا
رفع حاجبه باستنكار وقال
ملكيش دعوة انت وفهميني ازاي خرجتي فى وقت زي دا
زفرت بضيق وقالت بتأفف
عادى يعنى قلتلهم عندي كورس وخرجت
أدار وجهه عنها آنفا وتسلل الحنق لصدره وابتسم بداخله لتذكره أخلاق ملك ودعا بداخله أن يوفق فى طلبه
رتبت ريم الأفكار برأسها حتى استدلت على هوية من يتحدث عنها كريم
تحدثت بداخلها