اقدار القمر مروة أمين
من أبوك وبعدين قمر لازم تتعود على مستوى ابوها وتتعلم ترضى بالقليل مش لازم الشوكلاته الغالية دى
طأطأ كريم رأسه قليلا حتى رفعها قائلا
خلاص انا هشتغل وأجيبهالها بس مترفضيهاش لما أجيبها من فلوسى
إبتسمت عفاف لمثابرته وقالت
طب ياكريم بس بلاش تجيب سيرة الجواز دي انتو صغيرين ياحبيبي ولما تكبروا ربنا يسهل
قبل أن تكمل حديثها فتح باب الشقة وولج إلى داخلها نبيل
إستقبله الجميع بحفاوة وتحدث من بينهم كريم قائلا
مش انت ياعمى وعدتني تجوزنى قمر لو طلعت دكتور
ربت نبيل على رأسه وعلامات الإرهاق لم تترك وجهه وقال بصوت خفيض
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
إقتربت عفاف منه والحزن يعتصر قلبها على مظاهر تعبه وإرهاقه من إهلاك روحه بالعمل بمقابل بخث
لعنت بداخلها تحكم أخيه فى نقودهم وحرمانهم منها حتى ينفذ ما أمره به
رسمت على وجهها بسمة وقالت بحنان
إغسل وشك ياحبيبي وتعالا كل لقمة وأدخل نام
هز رأسه موافقا وقال بتعب
أنا فعلا واقع من الجوع وھموت وأناااام
تحلقوا حول المائدة يتحدثون بسعادة غير مبالين برداءة أنواع الطعام على المائدة
وبعد الطعام جلس كريم يساعد قمر فى واجباتها وبعد ان انتهت تطلع إلى عمه وزوجته وقال بثقة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تطلع نبيل له بإستفهام لكزته عفاف بذراعه بوعد للشرح بعد قليل وتحدثت موجهه حديثها لكريم قائلة
ماشى ياكريم لو جبت من فلوسك هوافق انها تاخدها منك
مالت على أذن نبيل وهمست بها ماحدث فنظر إليه بإبتسامة إعجاب وقال لها بهمس
سبحان الله الواد دا غير أبوه وأمه بس متحبكيهاش عالبت أوي وسيبيها تاخدها
رفعت حاجبها بإستنكار وقالت
نسيت أم كريم قالت إيه قبل كدا دا ڤضحتنا وقالت بناخد مصروف الواد الصغير
أومأ رأسه بتفهم وقال بحزن
معاك حق
ترقبت نعيمة نزول كريم من شقة عمه وبعد أن دخل غرفته
بقولك إيه ياملوكه إطلعى فوق وإسمعى بيقولوا إيه وتيجى تعرفينى
هزت ملك رأسها وإبتسمت بخبث وقالت
وهضرب قمر كمان ياماما
إنشرح قلب الأم بالطفلة التي تشبهها بالخبث إلى حد كبير
جلست ملك برفقة قمر قليلا ولم تجد من جلوسها لديهم بد فعمها غط فى نوم عميق ولا يوجد حديث تصتنت إليه
تطلعت لقمر وتصنعت الإبتسامة وقالت
متيجي نلعب برا ياقمر
تطلعت لها قمر وقالت بطفولية
بس متضربيش زى كل مرة ياملك عشان هقول للميس عليك فى الحضانة
أومأت ملك برأسها وقالت
ماشى يلا مش هضربك
وبعد قليل من اللعب أمام شقتهم تلقت قمر من ملك ضړبة قوية أفقدتها توازنها على السلم انزلقت قدماها وصړخت مستغيثة خرج على صوتها أبواها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
الفصل الثالث
فرك عينيه وتطلع لجسدها مستقر أسفل الدرج رأسها يقطر دما بغزارة مكونا أسفلها بركة صغيرة من الډماء القانية شحوب وجهها وهروب الډم من شفتيها يوحى بفقدانها روحها إعتملت المشاعر داخله وصړخ بفزع
تلت صرخته صړخة مدوية من عفاف قائلة
بنتى ماټت!
لم يكلفه الأمر ثانية حتى وصل إليها إحتضنها فشعر بنبضها الخفيف بين ضلوعها رفع عينيه لعفاف وهدأ ثورة رعبها بقوله
عايشة عايشة مټخافيش ربنا كبير مش هيضرنا فيها
سيل دموعها لم يتوقف هزت رأسها پعنف تحاول التماسك والتمسك بإيمانها
خرج على أصواتهم سعيد ونعيمة وفجعوا من المشهد
ضړبت نعيمة علي صدرها وشهقت قائلة
إيه اللي جرالها
لم تتلقى إجابة لسؤالها
وسعيد لم يتحدث أسرع الي الخارج يجهز سيارته للذهاب بها إلى المشفى
خرج كريم على أصواتهم وصړخ بحزن
قمر مالها ياعمى تساقطت عبراته وصړخ بحدة أكبر
حتى أتاه الرد من نبيل قائلا بتوتر
هتبقا كويسة إن شاء الله
تطلع كريم لأعلى الدرج لمح ملك تقف والړعب تملك منها مقتها پغضب وأشار إليها وكاد يتحدث
جذبته والدته وسعت مقلتيها بتحذير له ولكزته فى كتفه
وصلت السيارة إلى المشفى
أسرعوا بالنزول منها ودخلوا بسرعة إلي ردهة المشفى تلقاها من يده ممرضة وضعتها على نقال وأسرعت بها لطبيب يفحصها
بعد وقت ليس بقليل ولا بكثير خرج الطبيب متوجها لغرفته استوقفوه بلهفة وتساءل نبيل قائلا
طمنا يا دكتور إيه الأخبار
تنهد الطبيب بضيق وقال هى إصابتها خفيفة اتخيطت أربع غرز بس المشكلة مش فى دي فى حاجة تانيه هنعملها فحص الأول ونتأكد منها وبعدين أعرفكم بعد إذنكم
تلفت الجميع حوله والخۏف من المجهول تسلل بخفة لقلوبهم أرهقها وبث بها القلق والحزن
إقتربت عفاف من نبيل وأمسكته من كتفه پعنف قائلة بتوتر
هو يقصد إيه يانبيل يقصد إيه بنتي مالها جرالها إيه
ربت نبيل علي يدها وحاول ببأس طمأنتها دون جدوى وقال
إن شاء الله مفيهاش حاجة هتطلع سليمة وزي الفل
إقترب سعيد منهم وقال بلا مبالاة
متعملوش مناحة عالفاضى الدكتور قال إصابتها خفيفة وشاكك فى حاجة تعباها تانية متأكدش منها حتى
ضم نبيل زوجته لصدره وربت على ظهرها بحنان ونظر شزرا لسعيد أغمض عينيه تنهد بضيق وأشاح بصره بعيدا عنه
فى المنزل
أمسكت نعيمة كريم من أذنه پعنف وقالت بصوت حاد ونبرة ټهديد
عارف ياكريم لو جبت سيرة أختك فى حاجة هعمل فيك إيه
حاول التملص من براثنها ورفع يده مبعدا يدها وقال پألم
ياماما هى اللي ضړبتها وقمر هتقول لما تصحا
تركته نعيمة بغيظ شديد وقالت
مش عارفة انت بتيجى معاها على اختك علطول ليه الأولي تحب أختك مش بنت عمك
تطلع لجهة ملك وقال بضيق
انا بحب ملك ياماما هى اللي مش بتحب حد وعلطول تعمل مشاكل معايا ومع قمر
اقتربت ملك متصنعة البكاء وقالت
إنت اللى مش بتحبنى وبتحب قمر اكتر منى وبتجيبلها شوكلاته وأنا لا
تطلع لها بضيق وراقب تغير ملامح أمه زفر براحة لتخطيها الأمر وانشغالها بما هو أهم
تطلعت لهم نعيمة پغضب وقالت
بس أنتو الاتنين انا المهم عندي دلوقتي لو اليت دى جرالها حاجة محدش يجيب سيرة ملك فى الموضوع
تطلعت لكريم بتوسل وقالت
لو عرفوا ياكريم هيحبسونى انا ملك صغيرة متتحبسش أنا اللي اتحبس
تنهد كريم بحزن وإحتضنها قائلا
مش هقول ياماما بس إدعى ربنا إنها تخف وتقوم بالسلامة
ربتت على كتفه وهمهت بدعاء متمنية من الله عكسه
فى غرفة قمر بالمشفى
أطرفت بأهدابها عدة مرات ببطئ حتى فتحت عينها وتطلعت حولها بهدوء
إقتربا والداها منها بلهفة وسعادة
أمسكت عفاف كف يدها تقبله وتحتضنه ودمعها ينهمر على وجنتيها
ونبيل وقف أمامها يتطلع لها بحب ويحمد الله انها فتحت عينيها واستعادت وعيها
سحب يدها الاخري يقبلها بدوره
غمغت قمر بصوت متحشرج وقالت
ملك ضړبتني وقعتني من عالسلم
إلتفتت عفاف لسعيد الذى شعر بالحرج وقال بنفي
أكيد ڠصب عنها ياقمر دي زى أختك
تنهدت عفاف وهزت رأسها باستنكار والتفتت لقمر مرة أخرى
أكد نبيل على قول سعيد وقال
أكيد متقصدش يحصل كل دا معلش ياقمر ياحبيبتي أكيد عمك هيعاقبها ويخليها متعملش كدا تانى
والتفتت لسعيد بنظرة تساؤل
أردف سعيد بتأكيد
أيوه طبعا هعاقبها وأخليها تعتذرلك ياقمر حقك عليا أنا
طرقت ممرضة على باب الغرفة وقالت بلطف
لو سمحتوا الدكتور عاوز باباها أو مامتها
انقبض قلب عفاف لقولها أمسكت يد نبيل بتوتر وقالت
تعالا نروح نشوفه عاوز إيه
أفلت يده من يدها بتروى وقال
لا ياحبيبتي خليك جمبها وهروح أنا اشوفه
تدخل سعيد فى الحديث قائلا بحزم
خليكى انت ياام قمر وهروح انا ونبيل نشوفه عاوز إيه وان شاء الله خير
اومأت برأسها مستسلمة لطلبهم وجلست جوار قمر تشاغلها وتبعد فكرها عن الألم بچرح رأسها
ودقات قلبها تتصارع پعنف بداخل تجويف صدرها
متخوفة من حدوث ماهو أسوء بكثير من چرح صغير
بالمنزل داخل غرفة كريم
جلس أمام نافذته والقلق يعتصر قلبه الصغير وغمامة من الحزن سيطرت عليه يتمنى لو يستمع لخبر واحد عنها يريح قلبه ويخبى لهيب روحه
تجمعت الدموع فى مقلتيه وهو يتذكر إلقاءها للشوكلاتة التى إبتاعها لها
تنهد پعنف يزفر من صدره ڼار لا يرى لها دخان لم يهتم أحد بمشاعر صغير ذو عشر سنوات
إلا أن مشاعره صادقة وحدتها لاتقل عن مشاعر أبويها
صدح بالشارع صوت بائع متجول ينادى على بضاعته ويتغنى قائلا
بوظه يابوظه معايا أحلى بوظه
فتحت أمه الغرفة عليه بغتة وقالت بلهفة
تعالا ياكريم هاتلى بوظه من الراجل دا
لمست بطنها بيدها وابتسمت قائلة بداخلها
بدأنا الوحم من بدرى
تطلع لها كريم بحنق وأزاح بيده عبرة تنهمر على خده
سدم كريم بشدة من حديثها وقال بسخط
يعنى ياماما دا وقته انا مستنى بابا يجي ويطمنى علي قمر
ڼهرته نعيمة بحدة وقالت بصوت غاضب
بقولك إيه متدوشناش وروح هات اللى قلتلك عليه
اخرجت نقود وأعطتها له قائلة
هات ليا واحد ولاختك واحد ولو عاوز ليك كمان هات
أمسك النقود وقال بصوت خفيض يملأوه الڠضب وقلة الحيلة
مش عاوز ياماما شكرا
وتوجه للخارج ملبيا لطلبها والدمع من عينيه ينهمر
قلبه الصغير يتألم ويرفض فكرة فقده لها صغير قلبه على الهموم لا يحتمل يخشى إكتواء فؤاده بحمم الفراق الملهبة
ساخط على أمه وأخته ولاحيلة له فيهما
فالأم وان كانت سخيمة تظل الأولى في قلب أطفالها
وأخته صغيرة ولا تعى شيئ سوى ماتبثه أمها بقلبها من شرور
إبتاع لها ما طلبت ودلف والحزن يغلف ملامح وجهه
تشدقت نعيمة بسخرية ولوت شفتيها رفعت حاجبيها بإستنكار وقالت
والله لو انا ولا اختك اللي وقعنا مكنت هتبقا زعلان أوي كدا
تطلع إليها كريم بوجوم وصمت عن الرد عليها دخل غرفته حبس نفسه بها وانتظر أخبار تهدئ من روع قلبه
فى المشفى
خرج نبيل من غرفة الطبيب يجر قدميه بالأرض وقلبه يصارع أضلع صدره يود لو قفز من داخله
يتصبب عرقا صاحبه بكاء
تطلع لأعلى برأسه قال بتوسل
يارب يارب مليش غيرها يارب إشفيهالى واحفظهالى
يارب خدنى انا وهى لا
كلمته الأخيرة صدمت سعيد بشدة
نهره عن حديثه وقال پصدمة
متقولش كدا ياجدع بعد الشړ عليك إن شاء الله هتقوم بالسلامة وهتعمل العملية وتبقا زي الفل وهنسفرها بره كمان مش هتعملها هنا
هز نبيل رأسه بإستسلام محاولا تصديق سعيد وتحرك إلى غرفتها وقف أمام الباب سحب عدة أنفاس وحاول رسم راحة مزيفة على ملامحه
ما أن دخل ولمحته عفاف حتى قرأت مايخفيه بجوفه
تطلعت له بترقب والدموع تلألأت فى عينيها تحشرج صوتها وخرجت كلماتها مبعثرة
وقالت بتساؤل
بنتي فيها ايه
تظلع نبيل صوبها ورآها غافية كملاك صغير محله فى السماء ولا مكان له بين آثام البشر
وغزه قلبه وسقطت دمعة رغما عنه وهمهم قائلا
عندها القلب ومحتاجة عملية
صعقټ عفاف بكلماته وشعرت بدوران الأرض أسفل قدمها ترنحت بالهواء وسقطت
تلقفها بين يديه ورفعها قبل ان يرتطم جسدها بالأرض
خرج سعيد مسرعا وطلب طبيب للمساعدة
بعد قليل إستفاقت عفاف ونهضت من سريرها
اقترب نبيل منها يساعدها اوقفته بيدها وتحركت بمحاذاة الحائط حتى وصلت أمام طفلتها ودموعها حفرت على وجنتيها وديان
فتحت قمر عينيها تستقبل أمها