السبت 09 نوفمبر 2024

اقدار القمر مروة أمين

انت في الصفحة 6 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز


بشارع 
طوت الورقة وألقتها بحزن هربت عبرة من مقلتيها تلقفتها بكف يدها إستلقت على فراشها شاردة بالفراغ تتحاور مع عقلها وتتصارع مع قلبها
لا تعرف من ترجح كفته على الآخر!
تطلعت بنظرة خاطفة على الورقة المطوية كأن عقلها أشار لها لتفكر به فكيف ستكون حياتها دون هذا المنزل
ولا أحد لها معين تواجه صعوبات الحياة وحدها منذ فقدت زوجها وطفليها فى حاډث سير لعين وهي لاتملك سوى نفسها
زفرت ببطئ وأغمضت عيناها تحاول النوم لتهرب من الواقع تدعوا من قلبها أن تلحق أسرتها خير لها من البقاء بالشارع أو استغلال وضع لزوجين يعرف الجميع مدى عشقهم لبعضهم

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
الليل يأتى للجميع سباتا إلا المجروح فالليل يشعل نيران قلبه يلهب جراح روحه يأوق مضجعه
خرج نبيل من فراشه بعد ان صال وجال به محاولا النوم دون جدوى
ارتدى ملابسه ونزل درج السلم وقف أمام شقة أخيه طرق على الباب پعنف
فتح سعيد الباب وعلى مايبدو انه يشارك أخيه الأرق دون مقدمات وبلهجة آمرة مد نبيل يده وقال 
عاوز مفاتيح العربية أروح لمراتى وبنتى
وقبل ان يرد سعيد أكمل نبيل بحزم 
العربية دى من فلوس أبويا وليا فيها زيك بالظبط
لهجته الحازمة أرهقت تفكير أخيه فكل ثانية تثبت له أنه فقد أخاه
إستدار دون أن ينطق ببنت شفة أحضر المفاتيح من علاقتها جوار الباب ومدها له وأغلق الباب خلفه وتحرك ببطيء يفك أزرار ملابسه تاركا مساحة لدخول هواء أكتر يحتاحة بشدة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
فهو على مشرفة خسارة لم يعد لمواجهتها من قبل
توجه لغرفته ليجد نعيمة تقف على الباب متكأة عليه بذراع والأخر توسط جذعها
قابلته بنظرة حانقة وقالت بضيق 
يعنى دا وقت تسيبله العربية فيه يسوق في النص الليل مراته ايه دي اللي هيروحلها هي هتهرب ولا هتطير
إقترب منها مد يده پعنف أسقط ذراعها وفتح لنفسه طريق عنوة دون ان يبادلها حديثها الذى بات يكرهه
جلس على طرف السرير يعصر التفكير رأسه يتخبط بصراع داخله لا يعلم ان كان على حق أو باطل
صوت الرياح يعلوا فيضيف على ناره حطب يلهب دواخله
نعيمة تتحدث وتكرر حديثها فيصل إليه ذبذبات لا يقدر على سماعها
تطلع للنافذة كأنه يرى مشهدا يتحرك أمامه قبض له قلبه بشدة
نظرة غاضبة من والدته المټوفية منذ زمن رمقته بها واستدارت مولية ظهرها له وتبخرت في الفراغ تساوت مع الرياح
شهق بفزع وأصاب قلبه رجفة كادت تهلكه
مد يده على صدره يدلكه بضعف يستجدى قلبه ليوقف رجفته
تطلعت له نعيمة بدهشة رفعت من نبرة صوتها قائلة 
مالك ياابو كريم بقالى ساعة بكلمك مش بترد عليا ليه فى ايه
تطلع لها بجمود وقال 
قلبى مقبوض أوى مش عارف ليه
قضبت حاجبيها وقالت 
ياساتر يارب هقوم أطمن علي العيال انت قلقتني
خرجت مسرعة لغرفهم تطمئن عليهم
وقفت أمام فراش ملك ودثرتها جيدا تحسست وجهها لتستشعر حرارتها وتنهدت براحة خرجت من غرفتها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
دلفت لغرفة كريم واقتربت من سريره رفعت رأسه ليستريح عنقه على وسادته وربتت علي كتفه وأسجته بغطائه الوثير
وخرجت ببطىء عائدة لغرفتها
إقتربت من سعيد وهو على موضعه كما تركته وقالت بقولك إيه ياابو كريم قوم صلي ركعتين مفيش حاجة انت بيتهيألك
الټفت لها منتبها لحديثها أومأ برأسه موافقا واستقام من مجلسه ليتوضأ ويصلى عله يريح صدره
وعند عفاف
قامت تصلى بالأسحار وتتضرع لله راجية منه الشفاء لوحيدتها وصغيرتها
أنهت صلاتها ووقفت جوار النافذة تتطلع للسماء بتوسل تسحب أنفاسها بصعوبة وتخرجها پألم تصرخ أضلعها به 
شاردة فى الفراغ دمعها لا ينضب تبكى بصمت وتكتم شهقاتها
أخرجها من شرودها صوت إحتكاك إطارات سيارة پعنف فى الأرض تلاه صړخة تعرفها جيدا
فرغ فاهها وتطلعت لأسفل هرعت بفزع تلتهم درج السلم تصرخ بإسم نبيل تبعد كل مايقابلها بيدها أي كان ماهيته
وصلت للجموع أمامه تباعد بينهم بيدها بصرخات عڼيفة حتى وصلت إليه
ألقت بنفسها فوقه تحتضنه وتصرخ بالجمع الوفير أمامه 
حد ينادي لدكتور بسرعة واقفين تتفرجوا عليه
تكمل صرخاتها وتستغيث
من الجمع من تحرك مسرعا لداخل المشفى ومنهم من وقف يراقب ويضرب كفيه ببعضهم ويدعوا ويحوقل متأسفا علي شبابه
أحدهم يتحدث بلهجة غاضبة 
العربية اللي خبطته هربت بسرعة ملحقناش نعرفها منه لله
وآخر يقول بنبرة حزينة 
أنا شفته ركن عربيته ونزل منها وماشى باصص فى الأرض وشكله سرحان ومهموم ياعيني يابنى ربنا يجيب العواقب سليمة
أصواتهم ترن فى أذنيها حواسها تشتعل بالڠضب قلبها يئن بالحزن تقسم بداخلها على الاڼتقام من المتسبب فيما حدث تحاول التحدث معه لايستجيب لها فتصرخ بقوة ترج كيان من يسمعها
إقترب طاقم من المشفى يهرول بسرعة إليهم أبعدوها عنه وحملوه بسرعة لداخل المشفى لإجراء اللازم
قابل الطاقم طبيب شاب
وقف امامه فتح كشاف صغير سلطه على بؤبؤ عينيه وصړخ قائلا 
حضروا العمليات بسرعة
جرت خلفهم عفاف وحالتها يرثى لها فهاهى تفقد أعز مالها بعد أن عوضها الله بهم عن اليتم والقهر طوال عمرها
لم تعد تحملها قدامها وقفت وإستندت على الحائط وألقت رأسها عليه تبكى وتبكى رفعت رأسها وتحاملت على نفسها وسارت تجاهه مرة أخرى حتى أوقفها طبيب مشيرا بيدا وهو يغلق غرفة العمليات قائلا 
ممنوع الدخول هنا
وتركها خارجها تتمزق ألما تتكابد بحزن على تعاظم مصائبها
يمر الوقت بصعوبة بالغة مع الإنتظار إقتربت ممرضة من عفاف وقالت بأسف على حالها 
قمر صحيت وبتسأل عليكى
كفكفت دمعها ببواطن كفيها وعدلت من مظهرها رسمت بسمة زائفة وتحركت لغرفتها تطمئنها وكم تود هي لو طمئنها أحدهم ولكنها غريزة الأمومة تخفى ألمها فى جوفها لتمتص ألم أطفالها
إقتربت منها أحنت جزعها لتقترب برأسها منها وطبعت قبلة حانية على جبهتها
رفعت قمر عيناها له وقالت بملل 
مش هنمشى من هنا ياماما وبعدين أنا كمان زهقت من النوم دا كل شوية عاوزه انام كل مصحا ألاقى نفسى عاوزه انام تانى
ربتت عفاف على رأسها بحنان وقالت 
معلش ياقمر اتحملى شوية انتي بتنامى عشان الچرح يخف بسرعة وتقومى تروحى
أشارت لها الممرضة لتقترب منها وتعطيها الدواء
ابتعدت عفاف للخلف قليلا حتى قامت الممرضة بعملها
إقتربت عفاف من أذن الممرضة وهمست بخفوت 
مفيش أخبار عن جوزى
هزت الممرضة رأسها بأسى نافية وقالت بنفس الخفوت 
إدعيله واضح ان عمليته صعبه أوي الدكتور بعت يجيب إستشارى مخ وأعصاب معاه
همست بخفوت 
يااارب
إستقرت جوار إبنتها نيران القلق تنهش قلبها صبرت حتى أطعمتها ورأت عيناها تغفوا مرة أخرى خرجت بسرعة تتلهف لأى خبر تسمعه تتلاحق سرعة قدميها مع دقات قلبها
حتى وصلت لمقصدها ولمحت خروج الطبيب من غرفة العمليات وعلي وجه نظرة أسف أفقدتها إتزانها فسقطت فى الأرض هاربة من وعيها
الفصل السادس
يوم توشح بالسواد وملأ كافة أركانه بكاء حار عويل آهات حسرة وحزن مرير
قلوب منفطرة عيون بالحزن مشټعلة تظهر آلام إجتاحت أرواحهم وهشمتها
الناس تهيم بسيرها أقدامهم الحزن أثقلها وبينهم تسير عفاف ببطئ
مكفهر وجهها وحزن ينبثق من عينيها المضجرة بحمرة إنسياب الدمع
تتلفت حولها وكأنها فقدت صوابها لم تعد تفهم أين هى وماذا تفعل من هؤلاء ماعملهم لم النحيب! لم العويل
كفاكم صړاخ يدمي القلب لا شيء سيء حدث يستوجب هذا الكم من الحزن
ولكن مهلا ماهذا أهذا حبيبها!! نديمها!! زوجها ورفيق دربها سندها ومعينها بالحياة الموحشة
الآن فهمت الآن عاد صوابها صړخت من أعماقها صړخة تهز الأرواح داخل الأجساد تخلع القلوب
سقطت على ركبتيها ټعنف بيدها الأرض وتضربها تعاقب الثرى على مواراته لحبيبها
شهقت پألم وأغمضت عيناها لتغيب مرة أخرى عن وعيها
فتحت عينيها على لكزة بذراعها وصوت يعبث بأذنها 
يامدام فوقى يامدام يامدام
فتحت أجفانها ببطئ وانتفضت من مكانها تتلفت حولها وتتساءل بدهشة 
أنا فين مين اللى جابنى هنا
اقتربت الممرضة تهدأها وقالت 
انتى هنا من بدرى بس أغم عليكي
تنفست ببطئ وقالت بدموع 
طب ونبيل جراله إيه
ابتسمت الممرضة وقالت 
ان شاء الله هيبقا كويس هو دلوقتى فى العناية ومنتظرينه يفوق بين لحظة والتانية متقلقيش الدكتور قدر يسيطر عالنزيفاحمدى ربنا إن الحاډثة حصلت قدام المستشفى ودخل بسرعة العمليات
تنهدت براحة وحمدت الله وتسلل لقلبها أمل دعت من قلبها أن ينجيه
تطلعت للمرضة وقالت بتوسل 
عاوزه أشوفه الله يخليكى
الممرضة 
هخليكي تشوفيه بس المحلول يخلص الأول
سحبت عفاف إبرة المغذى من ذراعها وقالت بثبات 
أنا كويسه مش محتاجاه خليني أروح أشوفه
أشارت الممرضة لها بإستسلام لتسير معها وقالت 
طب اتفضلى هتدخلى عنده دقيقتين بس عشان ممنوع الزيارة أحسن الدكتور هيبهدلنى لو عرف
هزت عفاف رأسها بإستسلام وتحركت بلهفة تطمئن على زوجها
marwa ELgendy
خرج سعيد من منزله وتلك القبضة المهلكة لم تترك قلبه
قابلته حسناء بوجه متجهم بعد أن عقدت نيتها على الرد
أوقفته بحرج وقالت وعيناها فى الأرض 
لو سمحت بلغ أم كريم إني موافقة عالجواز
صمت قليلا وغزه قلبه وأطال النظر إليها حتى لمح بعينيها دمعة تجاهد كى لاتفر من محبسها
تنهد بضيق وقال 
تعالى نتكلم فى مكان مش هينفع نتكلم عالواقف
تطلعت حولها بحرج وقالت مينفعش ياابو كريم الناس تتكلم فى حقى
تملك الڠضب من نبرته وقال بثقة 
مين دا اللي يتكلم عنك وانتي مع سعيد العطار محدش يستجرى يجيب سيرتك
إستجابت لطلبه وسارت خلفه بإستحياء
وصلا لقارعة الطريق أشار سعيد بيده لسيارة أجرة توقفت وفتح لها الباب لتستقلها وتقدم للأمام وجلس جوار السائق
سارت بهم السيارة حتى وصلت لمتنزه عام وكان هذا طلبها
ترجلا من السيارة وجلسا علي أحد المقاعد
تحدث سعيد بنبرة حازمة 
سؤال واحد وجاوبى عليه وافقتى ليه
أخفضت بصرها بالأرض وقالت بصوت خفيض غلفه الحزن 
الوحدة وحشة ربنا ميكتبها على حد
رفع حاجبه باستنكار ورد سريعا بلا تفكير 
بتكدبى فهمينى لو عالوحدة كنتى وافقتى على اللى اتقدمولك قبل كدا وافقتى ليه من غير كدب
رفعت عيناها لتواجه عينيه وقالت وبثبات 
انا عمرى مكنت طماعة ودايما راضية بقليلي بس قليلي قريب مش هيبقا موجود
ضيق عينيه وتساءل 
تقصدى ايه
تنهدت بحزن قائلة 
صاحب البيت عليا ليه إيجار وجايبلى حكم بالطرد وحتي لو دفعته مش هيسكت هو عاوز يهد البيت ويطلع بيه عمارة
فرك بذقنه ممسكا شعيرات لحيته التى تضفى علي وسامة فوق وسامته
رفع عينيه للسماء وزفر بضيق وقال 
يعنى موافقة إجبار نعيمة تعرف الكلام دا كلة صح
هزت رأسها بالايجاب وكان هذا كفيلا ليوقد نيران ثورته
يعنى بدل متساعدك بتستغل الوضع وتجبرك عالجواز
قدماه تهتز بتوتر بالغ يشعل سېجار تلو الآخر يتطلع لوجهها وتستعر النيران أكثر وأكثر
هب من مكانه أخيرا وقال 
انتي مش مضطرة تتجوزي نبيل عشان تعيشي من النهاردة انا هتكفل بيكي من كافة شيء
تطلعت له پغضب وقالت 
انا مش بقبل إحسان من حد
احتدم غضبه وقال معنفا انا مش حد مش كنتى موافقة تتجوزى اخويا عشان يصرف عليكي
ابتلعت ريقها بضيق وتطلعت بالأرض فأضاف مسرعا
نبيل بيحب مراته مش هيبصلك عمره هتتعذبى معاه وانا مرضاش ليكي العڈاب انا عندى حل لو وافقتى عليه هترتاحى
تطلعت له بعينين تلمعان من عبراتهما وماعادت قادرة على حبسهما
فلتت الدموع
 

انت في الصفحة 6 من 19 صفحات