وصمات بالجمله ل رحمه سيد
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
ابناءها وماټ مېتة جعلت الشفقة تستوطن قلبها تجاهه ماټ وحيدا في بلد ليست بلده
وقد كانت جنة تواسي شقيقتها بصعوبة شديدة تجبر نفسها جبرا على التلفظ بأي كلمة مواساة بينما هي لا تشعر ب كلها اصلا
تشعر بالتيه بحالة من عدم الاستيعاب والجمود تبتلعها وكأنها سقطت بين كماشتي الصدمة ولا تحس سوى بذلك السؤال يصدح داخلها مسببا صدى قوي
هل أخذت حقها بتقدير اللهي دون أن يلطخ عمار يده بدماء ذلك القذر دون أن تفضح !!
كانت تجلس بوجه شاحب خالي من الروح وكأنها هي زوجة المتوفى وليست شقيقتها وعمار كان يراقبها بصمت بعينين مشفقتين لا يشعر بها احد سواه هي كمن اعتادت على رؤية ذلك الظل الأسود يسيطر على زمام حياتها وحين ازيح ذلك الظل لم تستوعب اختفاءه فورا بل شعرت بتشوش حقيقي وذلك الۏجع يصحو من جديد وكأنه وليد اليوم ولكن الجيد أنها واخيرا نالت حقها الذي تستطيع به تضميد ذلك الۏجع وكتمانه
بعد اذنك يا ماما انتي عارفة جنة حامل والضغط النفسي غلط عليها ف انا هاخدها ونمشي عشان ترتاح وهنيجي بكره بأذن الله
اومأت والدتها برأسها موافقة بخفوت
ماشي يا عمار ربنا يحميك ويحفظكم لبعض يارب
بعد مرور حوالي ثلاث شهور
كاد عمار يغادر لعمله كعادته يوميا ولكن استوقفته جنة التي دخلت له الغرفة بملامح متشنجة يطفو على سطحها الألم وهي تمسك بطنها هامسة بوهن
عمار أنا هنزل مع ماما نشوف دكتورة عشان تعبانة شوية
فاقترب منها عمار مسرعا يسألها بصوت متلهف قلق
فعقدت حاجبيها وراحت تخبره بنبرة فاح منها الألم بوضوح
بطني ۏجعاني اوي مش قادرة امبارح جاتلي نغزات كده بس قولت عادي واستحملت بس النهارده زادت
إلتقط عمار هاتفه مسرعا ثم حاوطها
بذراعاه متابعا بتلك النبرة الحانية المحببة لقلبها
الف سلامة عليكي يا حبيبي تعالي انا هاخدك للدكتورة وفي الطريق هكلم مامتك اقولها اني اخدتك
وبعد فترة
كانت الطبيبة قد إنتهت من فحص جنة فجلست في هدوء تخبرهم بنبرة دبلوماسية
متقلقوش الجنين بخير بس المدام عندها ضعف عام وواضح إن التقلصات دي والألم اللي بتحس بيه لسبب نفسي مش عضوي وطبعا مش محتاجة اقولكم إن النفسية مهمة جدا في الشهور الأولى وبتأثر على الجنين
تمتم بها كلاهما شاكرين الطبيبة ولكن عمار كان في واد آخر حبيس أفكاره وعتاب ضميره كان يسقط عليه كالسوط ليجلده مع كل كلمة من الطبيبة كيف لم يفكر يوما منذ أن عرف بخبر حملها أن يأخذها لطبيبة ليطمئنا على الجنين ! ألهذه الدرجة هو كان مقصر في حقها وفي حق طفله ألهذه الدرجة ضغط عليها نفسيا حتى وصل ۏجعها لطفله الذي لم يأتي بعد !
كان يجب عليه على الأقل أن يكن حريص بشأن ما يخص طفله زفر پعنف وهو يمسح وجهه الملتوي بمشاعر شتى ثم قرر أن يقف وقفة حاسمة مع نفسه بشأن ما حدث وما سيحدث
انا اسف إني قصرت معاكي جامد الفترة اللي فاتت وأسف إني تعبتك وخليتك تفكري إني بعاقبك حقك عليا يا ست البنات صدقيني مكنتش قادر أتخطى اللي حصل بسهولة
اومأت جنة موافقة بعينين لامعتين بالدموع
أنا عارفة يا حبيبي وفاهمة كويس متقلقش بس صعبان عليا بعدك عني كل الوقت ده
اقترب عمار وبرقة شديدة قبل الدمعة التي تحررت من أسر بنيتاها
من النهارده بأذن الله مفيش بعد مفيش أسرار
عز الطلب يا غالية
قالها وهو يغمزها
تمت بحمدالله