أفاقه الطوفان ل ياسمين
إيه الصدفة الجميلة دى ليلي عاملة إيه
ردت عليه ليلى بتعب
_ كويسة يا ياسين بعد إذنك متأخرة
إبتعدت عنه وهو يتطلع إليها بضيق
ركض ناحيتها ووقف قبالتها وقال
_ إيه الكروتة دى إستنى هنا
ردت عليه بلهجة حازمة
_ عاوز إيه يا إبنى إتأخرت على ماما و هتزعقلي
أجابها بحزم
_ إستنى الوقت متأخر ما ينفعش تمشي لواحدك هوصلك بالعربية
_ الا شكرا أنا هعرف أروح لواحدى
فصاح بها پغضب
_ قولت هوصلك يبقى هوصلك ولا لازم ازعق علشان تسمعي الكلام
ضحكت عليه ضحكة عالية فابتسم إليها وقال بمزاح
_ مش مقنع صح!
أجابته ليلى وهي مازالت تضحك
_ لا والله خۏفت مش هنكر
أشار إليها بيده قائلا باصرار
فکرت قليلا وقالت بإنصياع
_ تمام يالا بينا
أشار لها فتقدمت أمامه فقال هامسا
_ يس وجول وجول وجول
ركبت بجواره وإنطلق بسيارته لاحظت سرعته البطيئة فتسائلت بتعجب
رد عليها ياسين بهدوء وهو يطالع الطريق
_ حاضر ما أنا سايق بسرعة
أهه
أدار راديو السيارة وغنى معه قائلا
_ يرضيك خطفت قلبي ولا أنا هنا دبت فيك بنظرة حنينة نفسى تبقى جنبي يوم المنى ده اللي بحلم بيه
تطلعت إليه بتعجب وهو يغنى لها فقالت له بإرتباك
تجاهل كلماتها وأكمل غنائه قائلا
_ الأشواق لو ليها حدود أنا شوقى ليك دايما موجود ده أنا قلبي بحبك موعود
إبتسمت وهي تسمعه وقد وصلت لقلبها كل كلماته فقالت في نفسها بتعجب
_ هو المچنون ده بيحبني ولا إيه هو ناسي إنى أكبر منه
أخرجها ياسين من شرودها قائلا بتعجب
إبتسمت ليلى ڠصبا عنها وقالت بحيرة
_ لا مستغرباك و نفسي أفهمك الصراحة
صف السيارة بجانب الطريق وتطلع إليها بقوة وقال كأنه يريح كتفيه من حمل ثقيل أتعبه لسنوات
_ وأنا كمان نفسى تفهميني مش عارف ممكن
تصدقينى وتفهميني ولا لأ بس لازم برضه تعرفي إنى إنى بحبك يا ليلي
_ بتقول إيه !
رد عليها ياسين بقوة
_ بقولك بحبك
حرکت رأسها بعدم إدراك ومررت يدها بشعراتها وقالت
_ إنت بتهزر صح
تجهم وجهه وقال پغضب
_ لأ مش بهزر يا ليلي وبلاش تستهزئي بإحساسی بیکی
لاحظت غضبه من ردها فقالت بتعقل مهدنة عصبيته الجديدة عليها
_ والله مش بستهزء بيك وأنا آسفة إنك فهمت کده بس يا ياسين بالعقل كده أنا أكبر منك
زفر بضيق وقال
_ وإيه المشكلة يعنى
إستنكرت ليلى ما قاله واعترضت بشدة قائلة
_ إنت بتسأل بقولك أنا أكبر منك ده عادى عندك يعني
أجابها بتأكيد
_ ما أنا عارف وباعدين دول هما سنة وشهرين وكمان أنا شكلي أكبر منك بزمان
تطلعت إليه ليلى بقلق وقالت
_ مش يمكن إنت بيتهيألك إنك بتحبنى ودى مشاعر مؤقتة وهتروح مع الوقت
أوما برأسه موافقا وقال بصدق يخترق أى قلب
_ كان ممكن كلامك يكون صح بس أنا بقالى سنتين بالظبط متأكد من إحساسى وما قدرتش أشوف غيرك طول الفترة اللي فاتت وبفكر فيكي دايما ومش بتمنى من الدنيا حبيبة وزوجة وأم لعيالي غيرك
فكرت قليلا وقالت بإستغراب مستهزنة بكلماته الصريحة
_ يا حلاوة هي وصلت لزوجة كمان روحنى يا ياسين الله يرضى عليك إتأخرت على ماما
حدجها پغضب وألم وإنطلق بسيارته مسرعا طوال الطريق وهو صامت على غير عادته
وصلا لمنزلها أخيرا لم يتطلع إليها فقالت بتلعثم
_ شكرا
رد عليها ياسين باقتضاب
_ العفو
لاحظت غضبه فقالت
_ مش بحب أشوفك وإنت زعلان كده أنا آسفة
رد عليها ببرود
_ عادی
فقالت برقتها الساحرة كي تستميله ناحيتها
_ طب أنا هطلع دلوقتى ونبقى نتكلم مرة تانية
لم تتغير نبرته قائلا
_ حاضر
لاحظت ألمه الشديد لأول مرة تراه بهيأته المنكسرة تلك رق قلبها له فقالت بترفق
_ ممكن تبصلى شوية
تطلع إليها پغضب فقالت بإبتسامة هادئة
_ شكلك وحش قوى على فكرة
إبتسم رغما عنه فقالت مازحة
_ حمد الله على السلامة يا ياسين أرجوك ما تبعتش ياسين الكتيب ده تانى
اومأ برأسه قائلا
_ إنزلى يالا هتبردى
قالت بمرحها المعتاد
_ یعنی خلاص صافي يا لبن
أجابها بهدوء
_ ربنا يسهل تصبحى على خير
تنهدت بأسى على حالته وقالت
_ وإنت من أهله
ترجلت من السيارة وإبتعدت عنه ثم شعرت بعيناه تخترقها فإلتفتت إليه
وجدته يتطلع ناحيتها مطولا وتركا لحديث العيون المجال حتى إنسحبت ودلفت لمنزلها
مساء الفل عالكل
بعد غياب الفصل الخامس من رواية إفاقة_الطوفان
قراءة ممتعة
الفصل الخامس
طوفان العشق
أصدق الناس وأرقهم شعورآ من ينظر ما وراء الكلمات ويبصر ما وراء النظرات ويفهم أنكسار الروح في بحة الصوت وبكاء القلب في أبتسامة الوجه وشدة الضياع في قوة الظهور
من يقرأ تفاصيل وجهك فرحا حزنا من يكون معك في هذه الحياة الصعبة وليس عليك من
يبسط لك قلبه قبل ذراعه من يهديك السلام والأمان
من يقول لك لا تحزن غدا أجمل لأنك الأجمل
جلست سهى بجوار فريدة في فراشها وقالت و هي ترتعد من البرد
_ الدنيا برد مۏت خديني جنبك يا ديدة أتدفي جنبك
زفرت فريدة بضيق وقالت و هي تدفعها بعيدا عنها
_ إبعدى شوية حد يهجم علي حد كده ا وباعدين إحنا في آخر الشتا و الجو بقا حلو
ردت عليها سهى مسرعة و هي تدلك ذراعيها
_ مش عارفة بردانة ليه كده
تطلعت إليها فريدة بلؤم و غمزت لها بعينها وقالت بمكر عابث
_ سهى عارفة أنا الداخلة دي هاتي اللي عندكو إنجزى
ضحكت سهى ضحكة عالية و ضمت ركبتها لصدرها وقالت بمداعبة
_ دايما فقسانی کده يا ساتر عليكي
ردت عليها فريدة بثقة
_ أوبا بقى عارفة أنا التنهيدة دى ما أنا خبرة من سنين هو مين وإسمه إيه وبيشتغل إيه ! وحبتيه إمتى وهو بيحبك ولا لا و
قاطعتها سهى قائلة و هي تتمسك بذراعيها كي توقفهما
_ إيه إفصلى شوية انتي هتشرشحي يا بيئة
عقدت فريدة ذراعيها أمام صدرها و التزمت قواعد الادب و قالت بهدوء
_ طب إحكيلي إنتي و انا هسكت كلي آذان صاغية
إبتسمت سهى وقالت بهيام و قد لمعت عيناها
_ مش قادرة أدق إني أنا ممكن واحد يشغلني کده ويخليني أفكر فيه وأبقى عاوزة أشوفه دايما رغم إنى شوفته مرتين بس
زمت فريدة شفتيها وقالت بتعجب و هي تلف إحدى شعرات سهي علي إصبعها
_ ده أكيد سوبر مان علشان يعلقك إنتي بيه
إبتسمت سهى وقالت و هي تتخيله يهيئته الساحرة أمامها
_ هو فعلا سوبر مان راجل بجد وتتمناه كل بنات البلد
طالعتها فريدة بإندهاش وقالت
بسخرية
_ ليه يا أختي عمرو دياب
ضړبتها سهى على كتفها وقالت بضيق و قد عبست بعيناها بضجر بعدما إستشعرت مزاحها و سخريتها
_ أنا غلطانة اللي إني بتكلم معاكى يا تافهه
قبلتها فريدة من وجنتها و قالت لها برجاء
_ خلاص و الله مش هتكلم إحكيلي بقا
دفعتها سهي بعيدا عنها و قالت بضيق مفتعل
_ إبعدعني هو أدهم سابك النهاردة ليه فين الصفافير !
تدثرت فريدة جيدا وقالت بتثاؤب
_ هيصحى بدری فهينام بدری بس تصدقي وحشنى قوى
إنتبهوا على رنين هاتف فريدة تطلعت لشاشته فقالت بفرحة
_ أدهم
ردت عليه قائلة بهيام
_ ألو أدهم إنت مانمتش
رد عليها بتنهيدة شوق جعلها تنتفض في جلستها
_ لسه يا عمرى ما أنا كمان مش هعرف أنام غير لما أسمع صوتك
لوت سهي تغرها و هي تتابعهم بنزق بينما إبتسمت فريدة بخجل وقالت بنبرة ناعمة رائقة
_ وأنا كمان كنت مستنياك بس قولت يمكن نام
رفعت سهب عينيها بملل و قد بدأت تشعر بالغثيان من حالتهما حتي رد عليها بنبرة هادئة تعشقها
_ وحشتيني يا ديدة
ردت عليه بنعومة و هي تلف طرف شعراتها علي سبابتها بهيام
_ وإنت كمان وحش
إنتبهت فريدة لتحديق سهى الجالسة بجوارها بها وهي تتابع حديثهما بشغف و ببعض من الإمتعاض
فقالت فريدة لأدهم مسرعة
_ ثانية واحدة يا أدهم
إلتفتت إلي سهى وقالت بتعجب
_ إيه !
تصنعت سهى البلاهة وغمزت لها بعينها وقالت
_ هو إيه ده اللى إيه !
ردت عليها
فريدة بحنق وقد لوت ثغرها بحدة
_ يعني بكلم أدهم وكده
هزت سهي كتفيها بلا مبالاة و إيتندت بظهرها علي ظهر فراش فريدة و قالت لإغاظتها
_ ما تكلميه أنا منعتك كملوا كملوا إعتبروني مش موجودة
عقدت فريدة حاجبيها و هي تقول پغضب
_ بقى كده طب قومي يالا على أوضتك يالا نامي
زمت سهى شفتيها وقالت پغضب مفتعل
_ كده يا ديدة زعلت منك
فقالت لها فريدة وهي تدفعها خارج فراشها فاقدة لصبرها
_ هصالحك بكرة إن شاء الله يالا على أوضتك بقا بلاش رخامة
أنزلت سهى ساقيها و وقفت وهى تضحك عليها بهيستيرية و قالت بمداعبة
_ بتبيعي أختك علشان راجل غريب فين صلة الرحم يا ناس
ألقت عليها فريدة وسادتها و هي تقول بتعجب
_ صلة رحم إيه إنتي هتتثورجي هنا ما تعتصمي في قلب الأوضة أحسن يا رخمة
إلتقفت سهي الوسادة الطائرة و أعادت إرسالها إليها بقوة مضاعفة و هي تقول
_ إبقي خليه ينفعك يا قطة
إرتطمت الوسادة بوجه فريدة التي تأوهت من قوتها ثم ما أن إتطمأنت أن سهي خرجت من غرفتها حتي عادت و حملت هاتفها وقالت بنعومة و هي تلملم شعراتها التي تناثرت حول رأسها
_ سورى يا أدهم إحنا كنا بنقول إيه بقا
تعالت ضحكات أدهم عليها بعدما إستمع لل
ما دار بينهما و تعجب من هدوئها و هيامها و كأن شيئا لم يحدث
في الصباح إلتقى أدهم بسهى على الدرج فإبتسم لها وقال بسخرية مازحة
_ أخبارك إيه يا منكوشة هانم !
أجابته سهى بإمتعاض و هي تهبط الدرج متابعة
_ الحمد الله كويسة يا مستر عضلات
ضحك أدهم ضحكة عالية وقال
_ ما ينفعش تماينی في حقك أبدا قوية طول عمرك
رفعت يديها إلى السماء وهتفت برجاء
_ يا رب دايما ويقويني على اللى جاى
إبتسم أدهم بمكر وقال بقليل من التردد و الخۏف
_ خاېفة من المهمة الجديدة دی مش كده !
توقفت مكانها و إلتفتت إليه و هزت كتفيها قائلة باستسلام
_ لا وإنت الصادق خاېفة من الجدران البشرية اللي بتعامل معاها قال وأنا بقول عليك مستر عضلات ده إنت جنبهم تلميذ في الكي جي
حدجها پغضب و قال متذمرا
_ يخربيت لسانك كي جي ايه يا بت إنتي احنا جامدين قوى علي فكرة
فجائهم صوت حياة من خلفهم قائلة و هي تستند علي سور الدرج
_ لسه ما إتخلقش اللي يتقارن بأدهم المهدى يا سهی إ
بتسم أدهم بغرور وقال و هو يشير علي حياة بذراعه
_ ما قولتش أنا حاجة حقى جالی وقتی و مدد ربنا ما بيتقطعش
لمجت سهي هبوط فريدة فطالعته بمكر و قالت
_ مدد يا