السبت 23 نوفمبر 2024

أفاقه الطوفان ل ياسمين

انت في الصفحة 5 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


كأنه ملاكها الحارس 
إنقطعت عنه و عن مراسلته طوال الأربعة سنوات المنصرفة فأصبحت حياته بعدها كالسجن حاول أكثر من مرة العودة من أجلها و فقط و لم يعبأبالخطر الذي كان ينتظره هناك بعدما فاض به شوقه لها ولكن دائما كان
يقابل طلبه بالرفض من والده الخائڤ عليه 
لكم تخيل شكلها ولكنهم أخبروه أنها أصبحت شابة جميلة جذابة تعتمد على نفسها في كل شئ بعدما كانت تعتمد كل الإعتماد عليه هو 

تذكر آخر لحظة لهما في المطار وكيف تمسكت به حتى ابتل قميصه بدموعها وعلق به عطرها 
رفع هذا القميص لأنفه وأغمض عيونه وعاد لتلك اللحظة وهي بحضنه وعندما غاص بأنفه
في شعراتها وإشتم عطرها بنهم 
أعاد القميص للحقيبة و هو يبتسم إبتسامته بسيطة في شكلها عميقة بمضمونها ثم حمل صورتها مجددا و هو يتوعدها بأن يطفء
نيران تلك الأربع سنوات بأي شكل 
نظراته ناحية صورتها كانت كفيلة بأن يقول ذلك الذي وقف بجواره و يتأمل معه تلك الصورة بإعجاب قائلا 
_ أيوة يا عم خلاص هتسيب الصورة وهتشوف الأصل و الڼار اللي طالعة من عنيك دى هتهدا شوية 
تنهد أدهم مطولا وقال وهو شاردا بها و بعيونها التي يري انعكاسه بها حينما التقط لها تلك الصورة 
_ وحشتنی قوی یا عمر انت اكتر حد عارف انا تعبت ازاي في بعدى عنها 
رد عليه عمر غامزا بعينيه قائلا بمداعبة 
_ ماشية معاك يا عم زمانها بقت زى القمر دول اربع سنين عدوا و كانت لاحلاوة دى ما بالك دلوقتي 
قبض أدهم كفه علي الصورة و رمقه بنظرات ڼارية و هو يقول بحدة 
_ عمر إنت عارف إنى ما بحبش حد يجيب سيرتها على لسانه انت قاصد تستقزنی یعنی 
رفع عمر كفيه لتهدئته و قال مسرعا و هو يعود بظهره خطوتين للخلف 
_ خلاص يا أدهم آسف يا عمنا مايبقاش قلبك إسود بقا 
هدأت ملامح أدهم قليلا وأومأ برأسه متقهما وقال وهو يباشر ترتيب
حقيبته 
_ طيب عموما حضرت شنطتك و لا لسه و هتخليني نتأخر زى عادتك المرة دى مطار و انا هسيبك و همشي و الله 
ارتمى عمر بجسده على فراش أدهم وقال بهدوء و هو يضع ذراعه تحت رأسه و يطالعه بكسل 
_ خلصتها من بدرى أنا مش عارف بقالك ساعة بتعمل إيه بترسمها يعني 
أجابه أدهم ببرود و هو ما زال منكبا في تلك الحقيبة البغيضة كتلك الدقائق التي تفصله عنها 
_ أنا بحب أرتب شنطتى بترتيب معين مش سلق بيض زيك يا قذر 
تعالت ضحكات عمر الذي قال بمزاح 
_ انا مش قذر انت اللي مرتب و متربي زيادة عن اللزوم يا ابني ده انت فقعت مرارتي 
ابتسم أدهم بخفوت و هو يقول 
_ خلاص هرتاح مني اهه و هترجع لبيتك و هناك مامتك تستحمل هرجلتك و اوضتك
المعفنة 
جلس عمر نصف جلسه مستندا علي مرفقه
و هو يقول 
_ انا بني آدم طبيعي راجل زى كل الرجالة في مصر انت اللي مثالي و النوع ده منقرض ببلدنا يا ابني 
حمل أدهم كتبه و بدأ في رصهم قائلا بتذمر 
_ طب اسكت بقا خليني أخلص و ما أنساش حاجة 
حرك عمر كتفيه باستسلام وقال بتثاؤب و هو يتمدد علي الفراش 
_ براحتك أنا هريح ساعة جنبك هنا وصحيني علشان نلبس 
طالعه أدهم وهو مبتسم بتعجب من هدوءه عكس الحړب الطحون الدائرة بقلبه هو 
_ حاضر نام نوم الظالم عبادة 
فتح عمر عيناه و قال بضيق 
_ سمعتك علي فكرة 
إرتدى أدهم بذلة سوداء وإرتدى تحتها قميص أبيض ووضع به الأزرار الذهبية التي اشتراها خصيصا لذلك اليوم 
صفف شعراته الناعمة و وضع عطره الفرنسي الجديد وتأمل نفسه في المرأة 
بدا لنفسه وسيما للغاية و لم لا وهو فارع الطول عريض الصدر أسمر خمرى عيونه الواسعة البنية وملامح وجهه الهادئة 
لم يترك جزءا به لم يتأكد من هندامه و هو يسأل نفسه كيف ستراه بهيئته تلك هل سيعجبها و يبهرها كما كان يفعل سابقا ! 
الټفت على صوت صفير عمر الذي قال بإعجاب و هو يدور حوله 
_ إيه الحلاوة دی جامد آخر حاجة 
إبتسم بخفوت و قال له بهدوء المعتاد 
_ شكرا وإنت كمان معدى آخر حاجة 
تطلع عمر لنفسه في المرآة وقال بغرور يليق يه 
آه ما أنا عارف بس تعرف البنات هنا هتوحشنى قوى 
تنهد أدهم بقوة فاقدا صبره و قال بضيق 
_ ربنا يهديك أو يهدك يا عمر وتتكعبل على بوزك في بنت ناس تتوبك من القرف ده و ربنا يسامحك علي اللي كنت بتعمله هنا 
حك عمر ذقنه بتذمر وقال مسرعا 
_ قصدك جواز بعد الشړ عليا يالا بينا هنتأخر على الطيارة يا عم المستعجل 
حملوا الحقائب وركبوا سيارة أجرة وإتجهوا للمطار أتموا معاملات المطار الروتينية و صعدوا الطائرة أمضى عمر وقته في الحديث مع مضيفة أعجبت به كأي انثي تراه لشدة جمالة 
بينما كان أدهم يتقلب على ڼار الشوق لعائلته 
لأمه و والده و لفريدة صغيرته الجميلة 
في الصباح إنصرف الجميع لأعمالهم وبقيت السيدات بالمنزل لتحضير لوازم الإستقبال 
في الظهيرة إجتمع الأخوة الثلاثة في المنزل وصاحبهم ياسين ومازن وإتجهوا للمطار لاستقبال أدهم 
الذي ما أن هبطت الطائرة أرض الوطن حتى قال براحة و
اطمئنان 
_ أشهد أن لا إله إلا الله 
هبط أدهم وعمر من الطائرة أتموا الروتين الممل لمعاملات المطار 
وفي صالة الوصول إنتظرت عائلتيهم بلهفة وشوق للقاء طال إنتظاره 
وقف جاسر مستلهما قوته كي لا ينهار فور رؤية صغيره حتي اڼهارت كل مقاومته و شعر بأن ساقيه لم
تعد تحملانه و اختفت الرؤية أمام عينيه و هو يري ادهم امامه ببهائه و رجولته التي تذكره بشخص كان عليه يوما ما قبل ان يتقدم بعمره 
تحول توتر أدهم لإبتسامة مشرقة حينما وقعت عيناه على والده 
ترك حقيبته من يده وركض إليه ليرتمى بحضنه كطفل صغير مشتاق لدفىء حضڼ والده 
إمتلات عيني جاسر بالعبرات أكثر بعدما تكحلت برؤية ولده البكرى و فتح له ذراعيه ليرتمى أدهم بحضنه أغمضا عيناهما ليهنئ قلبيهما بالراحة أخيرا 
ربت جاسر علي ظهر أدهم بالقوة و قال بحنو 
_ آاااااه وحشتنی یا ولدى وحشتني قوى دلوقتي بس إرتحتو روحي ردت لجسمي 
تطلع مازن و ياسين ببعضهما بإبتسامة متأثرة من هذا اللقاء بينما تعمق أدهم بعيني والده وقال بشوق 
_ وحشتنى قوی یا بابا ربنا ما يحرمنى من دفا حضنك ده أبدا 
إرتمى بحضن والده مرة أخرى وهو يقبله حتى قال لهما ياسين بمداعبة مخفيا تأثره 
_ جرى إيه يا جدعان متقلبوهاش غم من بدرى لو سمحتم الغم اللي يجد مستنيك في البيت يا أدهومة 
إجتذبه أدهم إليه وإحتضنه بقوة وقال 
_ وحشتنى يا أبو لسان طويل و وحشني شقاوتك و نقارك انت و الحاج 
رد ياسين وهو متعلق به بشوق نافضا تلك العبرة التي تمردت من عينه 
_ حبيب قلبي ربنا ما يحرمني منك يا أحلى أخ في الدنيا 
قبل أدهم وجنته و قال 
_ إنت اللى حبيب قلبيو الله يا سينو 
تركه وإحتضن عثمان الذي قال له بحب 
_
منور مصر يا ادهم و الله 
ابتعد عنه ادهم قليلا و قال بإبتسامة متسعة 
_ منورة بيكم يا عمي و الله اخبار صحتك ايه !
أجابه عثمان بيماءة من رأسه 
_ بخير يا حبيبي 
تطلع ادهم قليلا بجلال الذي يحدجه بإعجاب من رأسه حتي قدميه ففرد أدهم جسده و قال بزهو 
_ ايه رأيك يا جلجل أنفع عريس صح ! 
قهقه جلال و هو يفتح له ذراعيه و قال 
_ احلي عريس في الدنيا يا قلب عمك 
ضمھ
ادهم اليه و هو يقول بمداعبة 
_ اثبت بقا عالجملة دى علشان هنحتاجها قريب 
ضربه جلال علي رأسه و قال من بين ضحكاته 
_ راجع سخن يعني روح بيتك اول و ارتاح يا عم الحبيب 
ثم اتسعت عيني أدهم و قال بإعجاب 
_ ايه الانتاج الفاخر ده يا عمي ميزو حبيبي عامل إيه يا معلم ! 
صافحه مازن مصافحتهم القديمة وقال بلوم 
_ انتاج ايه اللي فاخر سوسن واقفة قدامك يا عم انت 
أشار ادهم عليه و قال بمزاح 
_ هو رجالة عيلتنا مالهم طريوا كده يا حاج جاسر الواد بقا أجنبي 
هز مازن رأسه بيأس و قال بإبتسامة متسلية 
_ بس رجولة و أعجبك المهم واحشنى يا أدهم و الله أخيرا ضهرنا رجع الدنيا ما كانش ليها طعم من غيرك عاد أدهم لحقيبته و هو يقول 
_ ان اللي حياتي مكانش ليها طعم من غيركم لحظة هسلم علي عمر و ارجعلكم 
ودع أدهم عمر علي امل لقاء قريب و تركه و خرج مع اسرته صعد بسيارة مازن و هو يطالعها بإعجاب من تقدم مستواهم المادى لهذا الحد ليخرجه مازن من تأمله قائلا 
_ نورت مصر يا أدهم 
تطلع أدهم للطريق بتعجب و هو يري التقدم العمراني و تغير الطرق و قال بإعجاب 
_ منورة بيكم والله مصر وحشتنى قوى و اتغيرت قوى 
ليقول ياسين بسخرية 
_ مصر ايه اللي بتتكلم فيها بس قولي الاول أخبار مزز أوروبا إيه ! يا
معلم شرفتنا ولا عريتنا 
اتسعت عيني ادهم و طالع مازن بتعجب و هو يقول 
_ هو الواد ده قلع برقع الحيا إمتى 
ضحك مازن بقهقه عالية وقال مؤكدا 
_ من ساعة إنت ما سافرت ما هو إن غاب القط إلعب يا فار 
رد أدهم من بين أسنانه واديني رجعت أمه وهربيه من أول وجديد 
_ یعنى كان فيه وخلص يا ادهومي وعلى رأى المثل بعد ما شاب ودوه الكتاب كبرنا على موضوع التربية ده خلاص 
_ تكبر على أي حد الا انا ياسين و لا تحب تجرب علقة من علق زمان بإمكانيات دلوقتي 
رفع ياسين كفيه امام وجهه و قال مسرعا 
_ لا و علي ايه بس إيه العضلات دى أصلى يا معلم دى فورمة الساحل !
فقال أدهم متعجبا 
_ فورمة إيه اللي بتتعمل للساحل دي !
رد عليه مازن وهو يتطلع للطريق أمامه
_ مش عارف فورمة الساحل ده إنت فايتك كتير يا أدهم سيبها عليا و انا هظبطك 
تنهد ياسين وقال بمداعبة 
_ هو في زى الساحل ومزز الساحل
و سحالي الساحل أهه إحنا هنروح معاك بعضلاتك دى نشقط بنات لوز 
ضربه أدهم على رأسه وقال بسخط 
_ إتلم يا واد إنت إيه مش مالي عينك 
رد ياسين عليه مازحا وهو يغمز له 
_ ده إنت مالى عينى وعقلي
وقلبي كمان 
تنهد مازن فاقدا صبره من ياسين وقال بجدية 
_ سيبك منه يا أدهم إحكيلي إيه سبب قرار رجوعك أخيرا 
تبدلت ملامح أدهم وفكر قليلا فهو يعلم جهلهم بموضوع تقديم الكفن وإنهاء الثار فإبتسم إبتسامة هادئة وقال 
_ وحشتونى وخلاص وصلت للى عاوزه وبقيت محامي دولى ومعايا دكتوراه في القانون الجنائي قولولى صحيح أخبار العيلة إيه ! 
رد ياسين
 

انت في الصفحة 5 من 25 صفحات