الأحد 24 نوفمبر 2024

بين يدي الشيطان مي علاء

انت في الصفحة 24 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

لمح شحوب وجهها فرفعت نظراتها له و قال بخفوت متحشرج
مفيش حاجة
انهت جملتها و لاوته ظهرها و هي تستلقي على السرير تحت انظاره التي تراقبها بعيون ضيقة فتقدم ببعض من التردد و امسك بالغطاء و وضعه على جسدها فأغمضت عينيها و سالت دموعها على وجنتيها فحدق بها لبرهه قبل
ان يجلس على حافة السرير و يمد كفه على وجنتها ليمسح دموعها ففتحت عينيها ببطئ و نظرت له بعيون يكسنها الحزن و الخيبة فقال بهدوء مصتنع يخفي خلفه قلقه
لسه خاېفة من اللي حصل
نقلت نظراتها لكفه الذي يحتضن وجنتها و من ثم عادت و نظرت له و صمتت لبرهه قبل ان تبلع ريقها و تقول بهمس
ممكن تحضني
ظل يحدق بها دون ان ينطق بكلمة فتراجعت للخلف و امسكت بكفه و جذبته بضعف فخلع حذائه و استلقى على السرير بجانبها فأقتربت منه و خبئت جسدها الصغير بين احضانه فحاوطها بذراعه و ربت على ظهرها فأصبحت تبكي پألم و هي تتذكر كل كلمة قالتها لها زهرة منذ دقائق
اعادت ريحانة نظراتها للأوراق في حين تقدمت زهرة بخطوات سريعة حتى توقفت لتضع الصينية على الكومود في حين كانت تقول من بين انفاسها اللاهثة
سيدنا الشيطان طالع لازم نشيل الورق بسرعة
و من ثم التفتت و تقدمت من ريحانة التي تقف امام الخزانة و هي تكمل
لحسن حظنا ان الحارس اللي برة مش موجود
انهت جملتها و هي تأخذ من ريحانة الأوراق لتعيديها مكانها و لكنها توقفت و نظرت للأوراق پصدمة فنقلت نظراتها سريعا لريحانة التي تغيرت ملامحها للصدمة و هي تقوت
الكلام اللي مكتوب عن جلال حقيقي
ظلت زهرة تحدق بها بحيرة فماذا ستجيب اتقول الحقيقة ام ماذا! أعادت ريحانة سؤالها
زهرة قوليلي الحقيقة الكلام اللي مكتوب دة حقيقي
ظلت زهرة صامتة فمدت ريحانة كفها و امسكت بذقن زهرة بحدة و رفعته و قالت
الكلام دة كله غلط صح قوليلي انه كڈب
نظرت لها زهرة بنظرات زائغة فتراجعت ريحانة للخلف و هي تهز رأسها نفيا في حين تقول بإستنكار و عدم تصديق
جلال مش كدة جلال عمره ما يبيع سلاح او ېقتل حد او ينصب جلال عمره ما عمل اي حاجة من دي انا عارفاه و متأكدة ان
قاطعتها زهرة بصوتها المرتفع نسبيا
لا السيد جلال كدة السيد جلال بيبيع السلاح و بېقتل الناس و بينصب و بيعمل علاقات مع عشيقاته و بيخدع و بيشتري البنات زي ما اشتراكي
اتسعت مقلتي ريحانة في صدمة في حين تنهدت زهرة و هي تنظر لريحانة بشفقة و تقول بهدوء
السيد جلال مش ملاك زي ما انتي شايفاه دة العن من الشيطان نفسه
تراجعت ريحانة و هي تشعر بالصدمة و جلست على السرير بإهمال في حين التفتت زهرة و جمعت الأوراق و اعادتهم مكانهم
قبضت على قميصه و هي تغمض عينيها بقوة في حين تزداد في بكائها و هذا ما سبب له القلق و ظهر عليه حين قال
ريحانة مالك انتي تعبانة 
ايوة انا تعبانة
اوي
قالتها بصوت يكاد يسمع من بين شهقاتها فأبعدها قليلا و قال
اية اللي واجعك
اقتربت و دفنت وجهها في صدره و هي تقول پبكاء
مش جسمي اللي واجعني
ظهرت الحيرة على ملامح وجهه بينما اكملت بتعب
انا تعبانة عايزه انام
و من ثم اصبحت تبكي في صمت
القى جلال بجسده على السرير و هو يتنهد بتعب و من ثم نظر للهاوية و شرد فقطع شروده صوت رنين هاتفه فأخرجه من جيبه و نظر للشاشة و إبتسم بمكر و هو يرد
ازيك يا خال
الحمدالله امتى هترجع القرية
امممم بعد يومين
طب اول ما توصل القرية تعلالي
اعتدل جلال إلى وضع الجلوس و هو يقول بإستنكار
اجيلك! لا انت اللي تجيلي
انت اللي عايز العقد يبقى تيجي و تاخده بنفسك و لو مش عايز تيجي يبقى العقد راح عليك
قالها عز الدين پغضب قبل ان يغلق الخط فألقى جلال بهاتفه على السرير بغيظ و نهض
ساد الظلام و الهدوء في القرية
فتحت عينيها بصعوبة و نظرت له و من ثم مررت نظراتها الزائغة حولها و هي تتذكر ما حدث فأعادت نظراتها له و حدقت به لبرهه قبل ان تبعد ذراعيه عنها بحظر و تنهض و تتجه لخارج الجناح بهدوء 
في مطبخ القصر
جلست زهرة على الكرسي و هي تتنهد بآسى فهي منذ ان قالت لريحانة عن الحقيقة لم يكف عقلها عن التفكير هي تشعر بالندم و الشفقة على ريحانة اخفضت رأسها و هي تمسح جبينها بكفها و فجأة توقفت عن حركتها و هي ترفع نظراتها بإستغراب لريحانة التي تقف في بداية المطبخ فنهضت زهرة سريعا و هي تقول
انسه ريحانة! محتاجة حاجة
تقدمت ريحانة و جلست على الكرسي المقابل لكرسي زهرة و من ثم نظرت للأخيرة بثبات و قالت بهدوء مصتنع
اقعدي يا زهرة عايزه اتكلم معاكي
جلست زهرة على كرسيها و نظراتها معلقه بريحانة التي اكملت
عايزاكي تقوليلي كل حاجة عن جلال عايزه اعرف الحقيقة
ظلت زهرة صامته و هي تشعر بالحيرة اتخبرها ام لا فلمحت ريحانة حيرتها فنظرت لها برجاء فتنهدت زهرة و قالت
عايزه تعرفي اية بظبط 
كل حاجة و اولهم ازاي جلال اشتراني
تنهدت زهرة بعمق وهي تقول
مدام عايزه تعرفي ازاي السيد جلال اشتراكي فأنا هحكيلك اللي حصل من الأول
اومأت ريحانة برأسها و هي تعلم ان بعد ما ستسمعه عن جلال ستصاب بالإنهيار ولكنها ستتماسك في حينها فهي تريد ان تعرف الحقيقة حتى لو هذه الحقيقة ستجعلها تتخلى عن حبها 
نظرت زهرة للأرض و بدأت في سرد ما حدث منذ سنتين
فاكره الراجل اللي وصلك لقصر السيد جلال
اومأت ريحانة برأسها فأكملت زهرة
الراجل دة وداكي عند السيد جلال و عرضك عليه مقابل فلوس صمتت لبرهه قبل ان تكمل و هي تخفض رأسها بحرج دة كان ابويا
تغيرت ملامح ريحانة للشحوب و ساد الصمت لدقائق قبل ان تقول الأخيرة
كملي
في وقتها السيد جلال وافق على عرض ابويا و شغلك في قصره كخدامة عادية و بعد فترة شغلك كخدامة خاصة ليه و اللي سمعته عن السيد جلال انه مش بيعين اي خدامة خاصة إلا لسبب معين
قضبت ريحانة جبينها بإستغراب و هي تقول
سبب معين!
اومأت زهرة برأسها و هي تقول
هتعرفي السبب و هتفهمي كل حاجة بعد ما اكملك
نظرت لها ريحانة بتركيز حيث اكملت زهرة
في الفترة اللي كنتي بتشتغلي فيها كخدامة خاصة كان السيد جلال بيشتري ادوية مهدئة و كان بيحطهالك في اي حاجة سايلة بتشربيها قبل ما تنامي
حدقت بها ريحانة بذهول و قالت
نعم! ادوية مهدئة 
اومأت زهرة برأسها و هي ترفع نظراتها لريحانة و تقول
السيد جلال عرف ان عندك عقده من صغرك و انك پتخافي و بتجيلك اعراض لم
قاطعتها ريحانة
وهو عرف ازاي و انا مقلتلهوش إلا بعد ما إتجوزنا
هزت زهرة رأسها و قالت
مش عارفه انا بحكيلك اللي إتقال و اللي سمعته من ابويا
هزت ريحانة رأسها بخفه و هي تنقل نظراتها للهاوية بينما اكملت زهرة
كان بيديكي المهدأت قبل ما يعترف بحبه ليكي و تتفقوا على الجواز و قبل موعد عقد الجواز العرفي بيومين حطلك دوا منوم و 
توقفت زهرة عن إكمال جملتها و هي تشعر بالخجل
مما ستقوله في حين نقلت ريحانة نظراتها لزهرة و قالت بقلق
و اية كملي
بلعت زهرة ريقها بصعوبة و هي تنظر حولها بتشتت في حين هتفت ريحانة بحدة بسبب شعورها بالقلق و الخۏف مما ستسمعه
بقولك كملي يا زهرة كملي
اخفضت زهرة رأسها و هي تكمل بخفوت و حرج
بعد ما عمل الدوا مفعوله و نمتي دخل اوضتك و صمتت لبرهه قبل ان تكمل بصعوبة نام معاكي و سرق برائتك
إتسعت مقلتي ريحانة پصدمة و من ثم هزت رأسها بعدم تصديق و إستنكار لما قالته زهرة في حين قالت
مستحيل مش مصدقه اللي بتقوليه كلامك مش منطقي يعني ازاي انا محستش بحاجة في وقتها ! و ازاي انا ملاحظتش دة في يوم جوازنا !
نظرت زهرة لريحانة بشفقة و من ثم قالت بأسف
عارفه ان اللي قلته صعب تصدقيه بس
انا بقولك الحقيقة زي ما طلبتي مني
لمعت عيني ريحانة بالدموع و هي تقول بإنكسار
يعني جلال بجد عمل فيا كدة!
اومأت زهرة برأسها و من ثم ساد الصمت الذي قطعته زهرة بقولها
اكملك 
هو لسه في كمان !
قالتها ريحانة بمرارة و آسى فقالت زهرة
لسه في حاجة اخيرة بعد جوازكم انتي اكيد فاكره حملك الأول لما حملتي بالبيبي لمدة شهر و بعدها ماټ
ظهر الحزن في عيني ريحانة و هي تومأ برأسها فأكملت زهرة
كان السيد جلال هو السبب في مۏت ابنك الإبر اللي كان بيدهالك على انها مقوية للمناعة و للطفل دي كانت إبر بضر حملك و كمان كان بيديكي دوا للأجهاض على اساس انها فيتامينات فماټ الطفل فأدى رشوة للحكيم عشان يقولك انك مش هتقدري تحملي تاني مع ان كان ممكن تحملي هو كان بيديكي حبوب لمنع الحمل لغاية اللحظة دي بس انا مقدرتش اكمل اللي كان بيعمله فوقفتها بدون ما السيد جلال يعرف
سالت دموع ريحانة كالشلالات على وجنتيها في حين انهت زهرة حديثها
و في حاجة متعرفهاش انك مش الوحيدة اللي اتجوزها السيد جلال عرفي هو اتجوز كتير قبلك بس انتي الوحيدة اللي احتفظ بيكي للمدة الطويلة دي 
تنهدت زهرة و هي تقول بأسف
انا اسفه اسفه عشان خبيت عليكي و معرفتكيش الحقيقة من الأول اسفه لأني سببتلك الصدمة دي اسفه لأني كنت طرف في اللي حصل و اسفه لأني خيبتلك املك بس انتي كدة كدة كنتي هتعرفي الحقيقة في يوم من الايام و الأحسن ليكي انك عرفتيها دلوقتي عشان تفوقي من الوهم اللي انتي كنتي عايشه فيه و تلحقي نفسك قبل ما تهربي مع السيد جلال لأنك لو هربتي معاه مكنتيس هتقدري تهربي منه ابدا عارفه ان اللي سمعتيه صعب عليكي جدا و ممكن يسببلك اڼهيار و اكتئاب بس صدقيني انتي هتنسي بسرعة و هتندمي لأنك حبيتي واحد زيه و
قاطعتها ريحانة بإنفعال و هي تبكي
ازاي هنسى و انا مش مصدقه اللي سمعته صعب عليا اني اصدق اللي سمعته و اللي عرفته عن الشخص الوحيد اللي حبيته جلال كان بالنسبالي كل حاجة عمري ماكنت اتوقع انه يأذيني او يعمل فيا اي حاجة من اللي قلتيها عمري ما اتخيلت انه وحش للدرجة دي تصرفاته معايا و حنيته مكنتش سمحالي اني افكر ازعل منه لو عاملني وحش او زعلني دة انا حتى سامحته بعد ما اجبرني على اني اجي هنا و انفذله
طلباته و ازاي اصدق ان نظراته اللي كانت بتبينلي حبه ليا كدب! قوليلي ازاي يا زهرة قوليلي 
سالت دمعة من عين زهرة و هي تستمع لما تقوله ريحانة حقا
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 30 صفحات