متي تخضعين لقلبي... شيماء يوسف الجزء الثاني
مجبره اشوفه وبعدها فضلت فتره بضايق اول ما النور بيطفى لانى كنت بفتكر الاوضه بكل تفاصيلها
صمتت قلبلا تراقب تعبيراته المتجهمة قبل ان تضيف بأرتياح
بس مبحسش بكده وانت موجود حتى لو فى ضلمه
لم يعقب ولكن بدلا عن ذلك رفع إصبعه يتلمس جبهتها برفق وهو ينظر داخل عينيها فى حديث صامت مفاده اعتذار يشوبه الغيره مع نظره اخيره محمله بوعده بالامان ظلت تنظر إليه بهيام وهى تفكر بأستغراب فكيف ومتى استطاعت قراءه نظرته بكل تلك السهوله !! جائتها الاجابه من داخل قلبها ليقول دائما نعم دائما كانت تفهمه دون حاجته للحديث حتى وهى تعاند وتدعى غير ذلك
على فكره انت عمرك ما كلمتنى عن دراستك ولا حكتلى عنها
رفع احدى حاجبيه مستنكرا وهو ينظر إلى تحولها الشديد ثم اجابها بنبره شديده الثبات
يمكن عشان عمرك ما سألتى !!!
ابتسمت له
برقه وهى تحرك رأسها مستسلمه فقد التقطت عتابه ثم اردفت قائله بمرح
تنهد مطولا قبل ان يحاول اخراج نبره عاديه قدر الامكان رغم الضيق الذى ارتسم بوضوح فوق ملامحه
بصى يا ستى غريب بيه عشان يريح دماغه ويرضى جيهان هانم مراته قرر يبعدنى عنها وساعتها مقررش يبعدنى بس لا ده قرر ينفينى بره البلد كلها وشاف ان افضل مكان لكده هى فرنسا على اعتبار ان شراكته كلها معاهم ولما اعيش وسطهم وأتقن لغتهم هيكون التعامل سهل وفعلا سفرنى وانا صغيرة دخلت هناك مدرسه داخليه وعلى غير المتوقع منى كانت درجاتى كلها عاليه اهلتنى انه
ادرس الهندسه الملاحيه يعنى اساس شغلنا تقدرى تقولى من الاخر كده كنت صفقه رابحه لغريب بيه
ومفكرتش تكمل دراسه بعدها بما انك كنت مجتهد كده !
اجابها هامسا وهو يقترب برأسه منها
لا ماصدقت خلصت الجامعه ورجعت على طول مقدرتش افضل بعيد عن حياتى اكتر من كده
ابتسمت بخجل من جملته المعبرة وهى تحاوط وجهه بكفيها وتفمغم بمرح محاوله تغيير مجرى الحديث
اه وحضرتك بقى بقيت بتتكلم فرنساوى زى البلب وانا اللى اضحك عليا فى الاخر
مش فاهم !
اجابته بأستطراد قائله
مش انت كنت پتكره اللغه ورافض تتعلمها انا كمان لما دخلت المدرسه كانت ماده أساسيه عندنا وكنت بحضر الحصص بالعافيه ومكنتش بقبل اعمل الديفوار بتاعه ولما كانت المدرسه بتعاقبنى كنت بقولها انه فريد قالى انها لغه وحشه وانا كمان مش هتعملها
صمتت قليلا ثم أردفت من بين ابتسامتها قائله
انا كنت على طول بقول فريد لما كان حد بيضايقنى كنت بقول فريد ولما كان حد بيسالنى كنت بقولهم فريد ولما كان بيقرب منى كنت
بقول فريد فضلت اقول فريد فريد لحد ما فى يوم المدرسه بتاعتى قالتلى انا لازم اشوف فريد اللى مش بتتكلمى غير عنه ده
ازدرد هو لعابه بقوه ثم غمغم آمرا بعيون تلمع بشغف
قربى
ضيقت عينيها تنظر نحوه غير مستوعبه فأردف يقول مفسرا
عارفه فى كل مره بسمع اسمى من بين شفايفك ببقى عايز اعمل ايه !
هزت رأسها نافيه فى علامه على عدم علمها فأردف هو هامسا
ببقى عايزه اعمل كده
انهى جملته
ابتعد عنها بعد قليل مستندا بجبهته فوق جبهتها ومتمتا بشغف
هيجى يوم وهاخد دينى منك كامل عن كل مره نطقتى اسمى فيها وكنت بعيد عنك
ابتسمت بخجل وهى تبتعد عنه قائله بدهشه وهى تنظر حولها
فريد النور رجع
اجابها وهو يرفع شفتيه مقبلا جبينها مطولا
النور رجع من بدرى بس انا اللى مكنتش عايزك تتحركى من جوه حضنى
ابتسمت قائله بمرح
طب دلوقتى ممكن اتحرك عشان أسلمك الملف اللى كنت مستعجل عليه !
اجابها بأندهاش
انتى فعلا خلصتيه !!
اجابته بفخر
ايوه طبعا أمال انت فاكرنى هاويه ولا ايه الملف بتاعك خلص من قبل ما النور يقطع بس انا اتوترت ونسيت اجيبه وانا جايه
طبع قبله خاطفه
فوق وجنتها وهو يهمس بداخل اذنها بثقه
انا عارف ان حبيبتى اشطر حد فى الدنيا كلها
كم أسعدها ثقته فيها وتشجيعه لها وكمايهدها اكثر انه لايقهر هذا الجانب الرائع منه الا لها فقط !!
لذلك وقفت على أطراف أصابعها تطبع قبله خاطفه فوق وجنته ثم ركضت للخارج دون النظر وراءها
عادت حياة إلى غرفه مكتبها لتأخذ الملف وتعود به مره اخرى إلى مكتب فريد لتسليمه له استلمه فريد منها على عجاله وبدء فى مراجعته على الفور تمهيدا لبدء اجتماعه اما عن حياة فقد عادت إلى غرفه مكتبها لمتابعه ما تبقى من مهامها اليوميه وبعد حوالى ساعه رن هاتف مكتبها الداخلى لتجد ايمان تطلب منها الحضور إلى غرفه السيد فريد على الفور توجهت نحو مكتبه بأبتسامه ثقه فهى على يقين انها أدت مهمتها على اكمل وجهه طرقت غرفه مكتبه مستأذنه للدخول ثم دلفت إلى الداخل بعد سماعها اذنه لتجده يجلس بعبوس فوق مقعده وهو يقلب اوراق الملف بحيره بين أصابعه نهض من مقعده بمجرد رؤيتها ثم تمتم بجمود قائلا
حياة الملف ده فى غلط ٥ الف جنيهه زياده عن الميزانيه اللى طلبتها !!!!!
متى تخضعين لقلبى
الفصل التاسع عشر ..
سألته حياة بأستنكار وهى تقترب منه حتى تلقى نظره حيث موضع إصبعه وتركيزه
ملف ايه ده اللى فى غلط بالظبط !..
اجابها فريد وهو يمد ذراعه ويجذبها نحوه ثم أشار لها بأصبعه فوق احد البنود متمتا بحيره
مش عارف الارقام قدامى بتقول كده .. البند ده بالذات فيه صفر زياده يعنى ٣ بدل ٣ ..
صمت قليلا وهو يقلب بين يديه عده صفحات للامام قبل ان يستطرد وهو يشير لها بسبابته
والبند ده كمان نفس الحكايه المفروض يكون ٢ مش ٢ ..
سألته حياة وهى عاقده جبينها بتعجب
ازاى انا مرجعاه كذا مره والارقام دى مكنتش كده !! ..
اجابها فريد بتفهم وهو يحيط خصرها بذراعه
خلاص مش مشكله .. انا راجعته وعرفت فين الغلط لانى حافظ الارقام .. بس حبيبى ابقى خلى بالك المره الجايه ..
رفعت حياة رأسها تنظر نحوه بضيق قائله بأعتراض
لا مفيش مشكله انا متاكده انى مراجعه والارقام دى مكنتش كده ..
زفر فريد بهدوء ثم اجابها بنبره هادئه متفهمه
حياة مش قصه كبيره يعنى ده صفر بدل اتنين ممكن متكونيش اخدتى بالك منه خصوصا انك خلصتيه بسرعه ..
رفعت حياة كفها تدفع ذراعيه بعيدا عنها وهى تسأله پحده
يعنى انت مصدق انى اتلخبطت ومش مصدق انى بقولك الارقام دى مكنتش كده !!..
صمت قليلا محاولا انتقاء كلماته بعنايه فأردفت حياة قائله بحزن
فرييييد !!!..
اجابها هو على الفور وهو يمد يده مره اخرى ليعاود احتجازها بين ذراعيه بعدما قام بطبع قبله مطمئنه فوق مقدمه شعرها قائلا
عيون وقلب فريد .. انتى مضايقه ليه اذا كنت انا نفسى مش مضايق غلطه وممكن تحصل ..
اجابته حياة بحنق وهى تدفع يده للمره الثانيه محاوله التخلص من قبضته
مضايقه عشان انت مش مصدق اللى بقوله او الاصح مش عايز تسمعه !!..
صمتت قليلا تنظر حولها پضياع ثم اردفت بعدما زفرت مطولا بأحباط وقد بدءت الدموع تلمع داخل مقلتيها بوضوح
عشان انت شايف ان ده عادى انى غلطت وعشان انا مراتك فالموضوع مش مشكله ويتحل بسهوله .. بس انا بالنسبالى مش كده ده شغلى واكتر حاجه فى حياتى بعملها صح .. ده غير انى مش هقبل ابدا انى اغلط واعرض الشركه او اسمك اللى انا شايلاه لموقف محرج حتى لو انت شايفه بالنسبالك حاجه عاديه ..
انهت جملتها الاخيره بصوت متحشرج وقد بدءت دموع الاحباط تعلن عن نفسها بسقوط دمعه خائڼه فوق وجنتها ظل فريد ينظر إليها بأنبهار لعده ثوانى لم يعيده لوعيه سوى تلك الدمعه الوحيده التى فرت من عينيها على حين غره منها اعتدل على الفور فى وقفته ثم سحبها بين ذراعيه يحتضنها وهو يغمغم لها بصوت مخټنق من شده مشاعره
ششش .. انا مكنش قصدى كل ده وماخدتش بالى من كل ده .. حياة بالنسبالى يعنى انا معقول لو كنت اكتشفت انى غلطت كنت هعمل غير اللى عملته معاكى !!..
رفعت رأسها تنظر إليه وفتحت فمها توشك الاعتراض ولكنه اوقفها عندما قام بوضع سبابته فوق شفتيها قائلا بحنو
استنى لسه مخلصتش .. انا مكنتش عارف انك خاېفه على اسمى اوى كده ومهتمه بحمايته ..
حاوط وجهها بكفيه حتى يجبرها على النظر داخل عينيه قبل ان يردف حديثه قائلا بشغف
بس عايز اقولك ان اللى شايله وخاېفه على اسمه ده فخور بيكى ومصدقك اكتر من نفسه ..
انهى جملته وهو يطبع قبله حاره فوق وجنتها ابتسمت حياة بسعاده ممزوجه بالخجل من اثر كلماته ثم قالت برقه وهى تشبك كفها بيده
وتحثه على التحرك معها
طب تعالى معايا ..
سألها بأبتسامه مستنكره
على فين !..
اجابته بثقه وهى لازالت تبتسم له
تعالى اثبتلك انى صح ..
اومأ له برأسه موافقا ثم تحرك معها نحو الخارج حيث غرفه مكتبها وهى لازالت تتمسك بيده بتملك واضح وخاصة عندما رأت نجوى تسير داخل الممر المقابل لهم دلفا معا إلى داخل غرفتها ثم قامت بتشغيل جهاز الكمبيوتر المحمول اللاب توب وقامت بالبحث بداخله لفتره قبل ان ترفع رأسها نحو فريد عاقده حاجبيها معا وهى تتمتم بعبوس
فريد الملف مش موجود !!..
سألها بأستنكار
يعنى ايه مش موجود !..
اجابته بأستغراب مفسره
يعنى انا خلصت الملف وحفظته وحطيته على ال فى فولدر بأسمه لحد ما توافق عليه وبعدها انقله .. بس دلوقتى الملف اختفى ومش لقياه فى اى مكان ..
سألها فريد بنبره شارده
حياة متاكده انى حفظتيه يعنى !..
رمقته حياة بنظره معاتبه فأردف على الفور مصحصا وهو يقترب منها
مش قصدى حاجه انا بس بفكر معاكى بصوت عالى ..
هزت رأسها متفهمه قبل ان تجيبه بثقه
حتى لو ده حصل .. انا معايا بديل ..
غمزت له بعينيها وهى تخرج من داخل جيب ردائها فلاشه خارجيه خاصه بحفظ الملفات وقامت برفعها امام وجهه قائله بفخر
مش انا اللى توقع فى الغطله دى ..
وضعت الذاكره الخارجيه بداخل المدخل الخاص بها فى الجهاز ثم قامت بفتح الملف وابتسامتها تزداد شيئا فشئ وهى ترفع رأسها بفخر وسعادة ثم أدارت شاشه الجهاز نحوه وهى تقول بثقه شديده
اتفضل شوف ..
انحنى فريد بجذعه قلبلا حتى يتسنى له الرؤيه بوضوح ثم رفعها بعد قليل قائلا بحيره
الحسابات هنا مظبوطه