دواعي امنيه مشدده ل منال سالم
متساءلا بعدم تصديق
بجد يا فندم
تشنجت تعابير وجه الفريق ضياء وهو يرد بضيق قليل
طبعا جد أنا مش بأهزر يا مسعد !!!!
تنحنح بخشونة واعتذر قائلا
مقصدش يا فندم بس أصلي مش مصدق يعني أنا هابقى من حرس الريس !
صحح له قائلا وهو يشير بإصبعه
لو نجحت !
هتف مسعد بحماس واضح على تعابير وجهه وفي نبرته
هز الفريق ضياء رأسه بحركة خفيفة وهو يضيف
تمام أنا لسه مش عارف فترة التقييم هاتكون أد ايه بس هي هاتكون ملازمة ليك طوال فترة وجودها هنا
اللي تشوفه يا فندم
ثم تابع محذرا بجدية أكثر
ومش هوصيك أمنها ورعايتها وآآ
قاطعه مسعد قائلا بثقة
يا باشا أنا هاكون زي ضلها
ثم تمتم مع نفسه بسعادة خفية
أكمل الفريق ضياء حديثه بهدوء
كويس كمان ماتنساش إنت من أكفأ الظباط عندي وحصلت على ترقيات استثنائية قبل زمايلك اللي من دفعتك غير كده كان زمانك لسه نقيب و آآ
قاطعه مسعد بهدوء حذر
ولا يجي في بالك يا فندم أنا أدها وأدود إن شاء الله
تمام
متخيبش ظني فيك لأني متوقع إنك تعمل المطلوب وزيادة وخصوصا إنك أثبت مهاراتك وتفكيرك السريع في ليبيا وكينيا
تقوس فمه بإبتسامة مغترة وهو يهمس لنفسه
دي أقل حاجة عندي !
سأله هو بإستغراب
بتقول ايه
رد بإرتباك قليل
هاكون عند حسن ظن سعادتك
أشار له بإصبعه وهو يقول محذرا بلهجة شديدة
اطمن يا فندم محدش هايعرف ده مصيري متوقع على التقييم ده !
عظيم عاوزك تجهز نفسك وتطلع على المطار في الميعاد ده تستقبلها
أوامرك يا باشا
ثم مد الفريق ضياء يده بورقة مطوية وأكمل قائلا
دي ورقة فيها بياناتها اكتب اسمها عشان لما تستقبلها لأنك مش هاتكون عارف شكلها
هي بالانجليزي الورقة دي
رد عليه الفريق ضياء متساءلا
عندك مشكلة فيها
تنحنح بحرج وهو يرد بإقتضاب
لأ
ثم غمغم مع نفسه قائلا بتحسر
انجليزي يا مرسي باين كده من أولها إن أنا بخ خلاص من الليلة كلها !
مسعد ماتنساش تلبس بدلة وإنت رايح هناك مش لازم ميري في المطار !
انتبه له مسعد ورد عليه بجدية
حاضر يا فندم
ثم نهض عن مقعده وأدى له التحية العسكرية مجددا
أنهى الفريق ضياء حديثه بإبتسامة متفائلة وهو يقول
أنا حاطط أمل كبير عليك وبأنبه عليك للمرة الأخيرة موضوع التقييم سري !
حرك مسعد رأسه بخفة وهو يرد عليه
تمام معاليك
ثم تحرك في إتجاه الباب وهمس لنفسه برجاء وهو يدس الورقة في جيبه
يا رب صبرنا وربحنا وبين عبادك ما تفضحنا !!
في منزل مسعد غراب
انتهت السيدة صفية من مسح الصالة الخارجية لمنزلها وأسندت الممسحة والدلو بجوار باب المنزل ثم تحركت في اتجاه المطبخ لتكمل طهي الطعام بعد أن رفعت صوت التلفاز
توهمت ابنتها إيناس أنها سمعت صوت قرع الجرس ولم تضع في إعتبارها أنه منبعث من التلفاز فركضت مسرعة نحو الباب ولم تنتبه إلى الأرضية المبتلة فإنزلقت قدمها وسقطت على وجهها وهي تصرخ متأوهة من الآلم
جاءت والدتها على إثر صړاخها ولطمت على صدرها وهتفت مصډومة
يا لهوي مالك يا نوسة
فركت إيناس ظهرها وتأوهت بصوت مكتوم وهي تجيبها
آآه مش تقولي يا ماما إنك ساقية الأرض مياه !
سألتها والدتها بفتور
هو انتي وقعتي
تعجبت إيناس من سؤال والدتها الأغرب وردت عليها متهكمة
لأ كنت بأعمل أمبليه !
ڼهرتها صفية قائلة بحدة
يا بت اتعدلي وانتي بتتكلمي آآخ ياما نفسي ربنا يهديكي وتتشال الحتة الزيادة دي من لسانك
مدت يدها للأمام وهتفت بتذمر
طب خدي بإيدي وساعديني
لوحت لها والدتها بذراعها وردت عليها وهي تتحرك مبتعدة
أنا مش فايقة للدلع بتاعك ده أنا ورايا طبيخ قومي لوحدك
ضغطت إيناس على شفتيها بغيظ وهتفت متبرمة
ماشي يا ماما براحتك بس افتكريها !
في نفس التوقيت فتح باب المنزل وولج مسعد إلى الداخل وهو يحمل حقيبة صغيرة على ظهره
تفاجيء بوجود أخته الصغري ممددة على الأرضية فهتف متعجبا وهو يرفع حاجبه للأعلى
نوسة !
ثنيت إيناس ركبتها وردت عليه بإبتسامة
مسعد حمدلله على سلامتك
سألها مستفهما وهو يغلق الباب خلفه
ايه يا بنتي مالك فارشة في الأرض كده ليه
ردت عليه مازحة
كنت بأقوم بدور الفالة الخرقة
حرك رأسه بإيماءة خفيفة وهو يقول
ماشي
تقوس ثغرها بإبتسامة ماكرة فقد دار في عقلها فكرة ما عابثة مثلما تقرأ في الروايات وتشاهد في الأفلام
فكرت هي في الإستعانة بقوة أخيها في حملها لذا هتفت بلا تردد أو أدني تأخير
ما تعمل فيا معروف يا مسعودي وتشيلني زي الأفلام لأحسن رجلي مش قادرة منها !
رد عليها مسعد بفتور وهو يبتسم لها ببلاهة
حاضر بس كده ده أنا هاشيلك في عينيا !
ثم دنا منها وانحنى قليلا عليها وأوهمها أنه سيحملها ولكنه اعتدل في وقفته وهتف ببرود وهو يتحرك مبتعدا
أوعي يا بت