هويد ليل ل لولا نور
ورمي بكل اعتراضها وصړاخها عرض الحائط
هتف ليل متسائلا الذي كان يتابع حركتها انتي ليه مش عاوزه تتجوزي عمو جودت
استدارت له ليلي وهتفت بنبره حزينه علشان انا متجوزه من بابا فارس
ابتسم لها ليل وتابع يحدثها بما يفوق عمره وكان الحاډثه قد اضافت لعمره عمر اخر حيث انه اصبح وحيدا لا يلهو ولا يلعب مثل من هم في مثل سنه
اجابته ليلي بشجن بس لسه عايش جوايا وعمره ما
نهض ليل واقترب منها ونظر اليها متحدثا بتصميم خلاص يبقي نمشي من هنا انا وانتي ومسك وماټي نمشي من هنا
نظرت له ليلي بحنان وهتفت بتمني ياريت يا ليل كان ينفع كنت اخدتكم ومشيت بس انا اللي لازم امشي وانت لازم تفضل هنا انت اللي هتكمل اللي جواد وفارس بنوه وكانوا بيحلموا بيه انت الامتداد ليهم انت اللي هتحافظ علي حقك وحق مسك انت اللي لازم تفف لجودت وتحافظ علي حقوقك
سالها ليل مستوضحا طب هتمشي ازاي وبكره الفرح بتاعكم !!!
رفعت ليلي راسها لاعلي تناجي ربها ان يساعدها ويقف بجانبها ربنا اكيد مش هيسبني!!!!
وكأن العزيز الجبار قد استجاب لدعاءها ونداءها
وفي يوم الوفاه فجرا كانت ليلي قد عزمت علي الهروب من البلده وترك كل شيء خلفها مستغله انشغال جودت في وفاه وعزاء والده
وقد ساعدها ليل في ذلك الامر !!!!
اجابها مؤكدا بحزن عارف يا ماما ليلي مټخافيش هعرف اتصرف بس انا زعلان علشان انتي كمان هتسبيني زيهم
اعتصر الالم فؤاد ليلي وهتفت پبكاء وهي تحتضن ليل بحب ڠصب عني يا نور عيني امشي واسيبك بس انا هرجع تاني لازم ارجع لهنا تاني مش هسيب بيتي وبيت وارض فارس هرجع لهم من تاني
ثم وضعت مفتاح شقتها في سلسال والبسته له في رقبته المفتاح ده بتاع البيت هنا خاليه معاك علشان تخالي بالك من البيت لحد ما ارجع
حاضر يا ماما ليلي
قبلته ليلي من جبهته وقامت تحضر باقي اشياؤها
دلف ليل الي غرفه مسك التي كانت تلملم بعض العابها وهتف يحدثها بۏجع هتمشي خلاص يا مسك
ثم نظرت له وتابعت بحزن
تعالي انت كمان معايا يا ليل مش عاوزه اسيبك لوحدك
ابتسم ليل بحزن وتابع مش هينفع انا هستناكي هنا بس عاوزك تخالي بالك من نفسك ومش تكلمي ولاد ولا تلعبي معاهم وعد !!!
هتفت مسك ببراءه وعد !!!!
اخرج ليل من جيبه سلسال به تعليقه تحوي صورته والبسها اياها دي سلسله بتاعه ماما دانيلا كانت بتلبسها علي طول البسيها واوعي تقلعيها من رقبتك ابدا علشان تفضلي فكراني
ارتدتها مسك وهتف بطاعه عمري عمري مش هقلعها خالص
ثم استدارت وتناولت احدي عرائسها المفضله لديها واعطتها له وانت كمان خد العروسه دي وخاليها معاك علشان تفضل فاكرني
وبالفعل استطاع ليل الهاء الحارس المراقب لبيت ليلي حتي تتمكن هي ومسك من الخروج من المنزل والهروب من البلده
وبعد وقت ليس بقليل والسير وسط الطرق والازقه المظلمه استطاعت ليلي ان تصل الي محطه القطار واستقلت القطر المتجه الي القاهره
وبعد وقت قليل تحركت عجلات القطار راحله من البلده ومعها ليلي حيث مصيرها المجهول !!!
جلست ليلي بجانب النافذه تبكي بصمت وعينيها تودع كل شبر من ارض تلك البلده التي عاشت فيها اجمل ايام عمرها وتركت تحت ترابها روحها وقطعه من قلبها
وعلي الجانب الاخر يقف ليل في شرفه غرفه المطله علي الطريق يلمح القطار من بعيد وهو يتحرك مغادرا وترحل معه امه الروحيه وحبيبته الصغيره
وقف يشاهد القطار وفي يده عروستها الصغيره التي تشبهها كثيرا ونظراته البها توعدها بانها الوحيده التي ستظل في قلبه وسيظل ينتظرها طوال عمره
والصغيره نائمه في والدتها في القطار ويديها الصغيره قابضه علي سلساله مع وعد بالانتطار مهما طال
وبينما هي تسرح في ذكرياتها مع فارسها صدح صوتا في القطار من مذياع احدي الركاب جعل قلبها ينهار اكثر واكثر
في هويد الليل ولقيتك
ما اعرف
ما اعرف غير اني لقيت روحي
ونچيت من همي
واداري ولا ما اداري
ده هواها داري ومداري
10
الفصل 11
بعد مرور ١٥ سنه
في احدي احياء القاهره الشعبيه البسيطه وفي احدي بيوتها البسيطه تعالي صوت تلك السيده الاربعينيه الجميله التي لازالت تحتفظ بجمالها الهاديء بالرغم من الحرن الساكن ملامحها تنادي علي ابنتها الوحيده وهي تعد لها شطائر الفطار !!!!
مسك يامسك يا دكتوره مسك!!
يالا هتتاخري علي محاضراتك!!!!
ومن داخل غرفتها الصغيره البسيطه كانت ذات العيون الفيروزية البراقه تقف امام مرأتها تصفف خصلاتها السوداء الحريريه الطويله وهتف بصوت عالي حتي يصل الي مسامع والدتها ايوه يا ماما جايه اهو
انتهت من تصفيف خصلاتها وهندمت من ملابسها ثم وضعت يدها علي السلسال الذهبي المزين عنقها الجميل منذ خمسه عشر عاما ولم تخلعه من وقتها صباح الخير يا ليل يا تري لسه فاكرني زي ما انا فكراك ولا نسيتني بعد ما بقيت من اشهر رجال الاعمال في البلد كلها
طبعت قبله علي السلسال واخفته داخل صدرها وحملت اشياؤها وتوجهت الي الخارج حيث والدتها
وقفت علي باب غرفتها ولمعت عينيها بشجن وهي تنظر الي والدتها كعادتها كل يوم التي لم تنفطع عنها ابدا وهي تقف امام صوره والدها الراحل فارسها وحبها الاول والاخير تتحدث معه وكانه حي امامها يسمعها ويحادثها
اقتربت مسك من ليلي وحضنتها من الخلف وهتفت بنبره مرحه حتي تخرج والدتها من حاله الحزن التي لازالت تسيطر عليها مش كفايه رومانسيه بقي ونروح نشوف
شغلنا هتتاخري علي المدرسه يا حضره المدرسه النشيطه
استدارت لها ليلي وهتفت بابتسامه مشرقه وهي تتطلع في وجه وحيدتها الصبوح وعينيها الجميله التي ورثتها عن فارسها ومين يعني اللي بيأخرني كل يوم مش حضرتك يا دكتوره
ثم تحركت ليلي نحو الطاوله وتناولت كيس الشطائر التي اعدتها وناولتها اياه اتفضلي السندوتشات وياربت تاكليهم مش ترجعي بيهم زي كل يوم !!!!
هتف مسك متذمره يا ماما يا حبيبتي انا كبرت وبقي عندي 21 سنه وفي تالته طب مش العيله الصغيره اللي كنتي بتوصليها المدرسه
ابتسمت ليلي بحنو وهي تربط علي وجنت ابنتها حتي لما تبقي اكبر دكتوره في البلد كلها ان شاء الله هتفضلي في عيني
بنتي الصغيره اللي طلعت بيها من الدنيا وبرضه هعمل لك السندوتشات يا لمضه
ويالا بقي علشان كده هنتاخر بجد
علي الجانب الاخر وفي احدي القصور الفارهه
يجلس في غرفه المكتب الملوكيه متحدثا في الهاتف بغطرسه اسمع اللي بقولك عليه المناقصه دي بتاعتنا وكده كده هترسي علينا شركات مهران مش بتدخل اي مشروع او مناقصه الا لما تكون متاكده مليون في الميه انها بتاعتها !!!
المهم جهز انت كل حاجه وبلغني بالنتيجه اول لما تخلص وانا في خلال ساعه هكون في المجموعة
تعالي طرق علي باب المكتب تزاما
مع اغلاقه للخط ودلف اليه سائقه الخاص
وذراعه الايمن وكاتم اسراره !!!!
هتف متحدثا بنبره غليظه كله تمام يا كبير البضاعه اتسلمت زي ما سعادتك آمرت وده اشعار البنك اللي اتحولت عليه الفلوس في حسابك الخاص اللي جزر البهاماز
قالها وهو يقدم اليه الاوراق ويضعها امامه علي المكتب
تناول الورقه يراجع بيناتها بتدقيق ثم لاحت علي ابتسامه رضا عفارم عليك يا ضرغام طول عمرك سداد
ابتسم ضرغام بحبور واخذ يربط بكف يده الغليظه علي في حركه امتنان عيشت يا كبير احنا طول عمرنا تلاميذك وبنتعلم منك يا جودت باشا !!!!
قام جودت من
جلسته ووقف ينظر من شرفه المكتب الي الخارج ووجه سؤاله الي ضرغام الواقف خلفه مفيش جديد لسه معرفتش توصل لحاجه
اجابه ضرغام وقد فهم عليه ابدا يا باشا ملهمش آثر بس انا مكلف رجالتي يدورا عليهم في كل مكان وان شاء الله هنوصل لهم في اقرب وقت
رفع جودت يده واشار اليه كي يغادر وشرد بذهنه الي ذلك اليوم قبل خمسه عشر عاما عندما وجدها اختفت من البلده كلها تاركه خلفها كل شيء وتسربت من بين يديه كالماء بعدما ظن انها اصبحت ملك يديه
يومها كسر كل شيء امامه واصبح فاقدا للسيطره علي نفسه واخذ يبحث عنها كالمچنون في كل مكان واستمر به هذا الحال لاكثر من ثلاثه شهور ولكنه لم ييأس وظل يبحث عنها حتي الان دون كلل اوملل !!
في الاعلي
كان يقف ذلك الشاب الوسيم صاحب البشره السمراء اللامعه والعيون بلون القهوه ذو طول مهيب وجسد رياضي قوي يصفف خصلاته السوداء الناعمه وينثر عطره الرجولي المميز بكثره !!
انتهي من ارتداء ملابسه وقبل ان ينزل لاسفل توجه نحو غرفه ملابسه وفتح خرنته الخاصه واخرج منها اغلي واثمن شيء يملكه في حياته تلك العروسه الصغيره عروسه صغيرته وعشقه الاول والاخير !!!!
اخذ العروسه ونظر اليها هاتفا بحنين صباح الخير يا مسكي وحشتيني اوي ياتري انا كمان واحشك زي ما انتي وحشاني ولا البعد نساكي ليلك يا مسكي
يا تري انتي فين وبعدك عني ده بأرادتك ولا ڠصب عنك !!!
ياتري حاسه بيا وعارفه قد ايه مشتاق لك وقد ايه بدور عليكي في كل حته وكل مكان !!!
ياتري لسه مآنش الاوان علشان نتقابل من تاني
انهي كلامه واغلق عليها جيدا ثم ارتدي قناع الجمود والقوه الذي يليق برجل الاعمال القوي ليل مهران !!!!!
بخطوات ثابته وقويه دلف ليل الي غرفه الطعام ثم توجه نحو جدته و صباح الخير ماټي
ثم تحرك وجلس علي راس الطاوله !!!
ابتسمت المرأه الايطاليه الجميله ذات العقد السادس بحب الي حفيدها الغالي اغلي ما تملك في هذه الدينا صباح الخير قلب وعين ماټي
صباح الخير قالها جودت وهو يجلس علي يسار ليل
صباح النور يا عمي هتف بها ليل وهو يشرب فنجان قهوته الصابحيه
ثم نظر اليه وساله مالك يا عمي شكلك مضايق في حاجه حصلت
اجابه جودت هاتفا بحنق المناقصه مرسيتش علينا مع اننا مقدمين اقل سعر ازاي تترفض
استندت ليل علي ظهر كرسيه وهتف بثقه علشان انا قدمت ورق بسعر اعلي من اللي انت مقدمه
نظر له جودت پغضب هاتفا بانفعال انت ازاي تعمل حاجه زي كده انت