بين يدي الشيطان مي علاء
خلف القضبان الحديدية
ماشي يا بابا هقولها
قالتها زهرة لوالدها عبر الهاتف و من ثم صمتت لتسمع اقواله و قبل ان ترد عليه اتت خادمة و قاطعتها بقولها
سيدنا الشيطان بيأمرك انك تطلعي للأنسة ريحانة يا زهرة
حاضر
قالتها زهرة و من ثم قالت لوالدها
سلام دلوقتي يا بابا ورايا شغل
و انهت المكالمة و من ثم نهضت و إتجهت لجناح الشيطان و بعد ان صعدت السلالم وقفت امام جناحه و طرقت الباب و من ثم دخلت
قالتها زهرة بهدوء و هي تتقدم من ريحانة ففتحت ريحانة عينيها و قالت بلهفة وهي تعتدل لوضع الجلوس
زهرة
وقفت زهرة امامها فجذبتها ريحانة من ذراعها لتجلسها و قالت
زهرة عايزاكي تساعديني
اساعدك
ايوة
في اية
صمتت ريحانة لبرهه قبل ان تقول ببطئ خاڤت
عايزه اهرب من هنا
نعم!
هتفت بها زهرة بعدم تصديق فقالت ريحانة بمرارة
قاطعتها زهرة بإبتسامة و هي تقول
على فكرة سيد جلال ناوي يرجعك
بجد!
قالتها ريحانة بعدم تصديق ممزوج بالسعادة فأكملت زهرة
لسه جيالي مكالمة و عرفت ان سيد جلال عايز يهربك من هنا و يرجعك ليه بس مش دلوقتي
قالتها ريحانة بخيبه امل و حزن فردت زهرة
لأن هو مش هيبقى موجود في القرية الفترة دي
هيروح فين
معنديش معلومات كتير بس اللي عرفته ان عنده شغل برة القرية
اومأت ريحانة برأسها و هي تخفضها فأمسكت زهرة بيدها بتردد و قالت بتساؤل
انتي بجد عايزه ترجعي للسيد جلال
رفعت ريحانة رأسها و قالت
اكيد
تنهدت زهرة بآسى بينما ريحانة سألتها
ولا حاجة
ساد الصمت لبرهه قبل ان تقطعه ريحانة بقولها
هو جلال هيطول في الغيبة
لا لمدة اسبوع او كام يوم
اومأت ريحانة برأسها وقالت بمرارة
يعني انا لازم استحمل تصرفات الشيطان لغاية ما يرجع جلال و ياخدني
بعد ان انهت جملتها نهضت بتعب و إتجهت للخزانة و فتحتها و اخذت بعض من الملابس لترتديها و من ثم التفتت لزهرة و قالت
فقالت زهرة بإبتسامة
هانت
اومأت ريحانة برأسها وهي ترسم إبتسامة صغيرة على شفتيها و من ثم إتجهت للحمام
دخل داخل الزنزانة الذي يوجد بداخلها ايمن وقف بجمود و نظرات باردة تجتاح عينيه و هو ينظر ل ايمن الذي ينظر له بإرتباك
بقالك فترة طويلة مشرفتش زنزانتي يا ايمن بيه ها اية رأيك بالإستضافة!
شكل الاستضافة مش عجباك خالص
اخفض ايمن رأسه في حين عاد الشيطان للخلف و جلس على الكرسي الذي جلبه له الحارس وضع قدم على آخر و قال بهدوء
انت اكيد كنت عارف ان اللي بتعمله هيوصلك لهنا
لا
قالها ايمن بخفوت و اكمل
جلال كان مطمني و قال انه مظبط كل حاجة و ان انا في امان
و انت سمعت كلامه و اطمنت !
اومأ ايمن برأسه فقال الشيطان
تعرف انك غبي !
رفع ايمن نظراته للشيطان بينما اكمل الأخير
انك تشارك جلال و تتفق معاه تضدي دة اسمه غباء اكمل بتهكم ملقتش غير جلال تثق فيه يا ايمن !
مفكرتش غير في الفلوس
اللي كان هيديهالي جلال
و ادهالك
لا
صدقت انك غبي
صمت ايمن لبرهه و من ثم قال بصدق
مش هعمل كدة تاني اوعدك
قهقه الشيطان و قال
انت فاكرني غبي زيك عشان اصدق وعدك
خرجني من هنا مش قادر استحمل
قالها ايمن برجاء فقال الشيطان بتهكم
لسه العقاپ مبدأش عشان متقدرش تستحمل
اوعدك اني هبقى معاك و مش هكون مع جلال تاني بس خرجني
مش محتاجك معايا
قالها الشيطان وهو ينهض و قبل ان يلتفت و يغادر اشار للحراس لبدأ العقاپ فأومؤا برأسهم و بدأوا بالأقتراب منه و هم ممسكين بعصيان حديدية فخرج الشيطان من الزنزانه و سار في الممر و هو يسمع صوت ايمن الذي يترجاه بأن يخرجه ولكنه لم يهتم
سارت في الممر حتى وصلت لغرفة الطعام و دخلتها بخطوات متردده و إتجهت لمقعدها و سحبت الكرسي لتجلس عليه فحانت منها التفاته حذرة لناحيته بطرف عينيها و من ثم جلست وهي تنظر لطبقها اتت الخادمة و بدأت في تقديم الطعام فطوى الجريدة و وضعها بجانبة و بدأ في تناول طعامه بهدوء و هي ايضا اثناء هو يتناول طعامه حانت منه نظرة عابره لها
في مكتب جلال
في ورق مهم ليا مع الشيطان لازم يكون معايا هقولك التفاصيل عشان تقولها لبنتك و توصلها لريحانة
قالها جلال بهدوء فأومأ الرجل المسن برأسه بينما اكمل جلال امرا
و كل حاجة بتحصل لازم توصلي اول بأول
حاضر يا سيدنا
صحيح بنتك وصلت كلامي ل ريحانة
وصلته و الانسه ريحانة فرحت
اسمها المدام مش الآنسه
قالها جلال بحدة فتأسف الرجل المسن و ردد
المدام ريحانة
رمقة جلال بحدة و من ثم اشار له بأصبعه للمغادرة فأخفض الرجل المسن رأسه و غادر فعاد جلال برأسه للخلف و هو يقهقه و يقول بتهكم
انسه ريحانة قال
أثناء كان يتناول الشيطان معامه اتت الخادمة و على وجهها ملامح الفزع و هي تقول
الحق يا سيدنا الحق
نظر لها و قال بهدوء
في اية
السيد عبد الخالق اتعرض لأزمة قلبية
نهض بسرعة و قال
اتصلوا بالحكيم
اومأت الخادمة برأسها و ركضت للخارج لتنفذ ما طلبه منها سيدها بينما هو إتجه مسرعا للطابق الثالث خاصا لغرفة جده كانت ريحانة تتابع ما يحدث بأنفاس منحسرة نهضت بسرعة و هي تشعر بالفزع إتجهت للباب
و قبل ان تخطو اي خطوة للخارج تذكرت ان الشيطان لا يعلم بأنها تقابل جده و إن صعدت او اظهرت خۏفها عليه ستكشف نفسها فتنهدت بآسى و عادت لمقعدها
بدء الليل يسدل ستائره
في الطابق الثالث تحديدا غرفة عبد الخالق
تلفت عايدة لغرفته و تقدمت منه و هي تقول بلهفة مصتنعة
جدو سلامتك يا حبيبي خوفتني عليك
إبتسم بتعب و قال
الله يسلمك يا عايدة
اية اللي حصلك تعبت ازاي
اقعدي يا عايدة و متتعبيهوش في الكلام
قالها الشيطان بجمود فنظرت له عايدة وقالت
ماشي
و من ثم إتجهت للشيطان و جلست بجانبه قصدا و سألت
الحكيم قالكم اية
هيهمك في اية!
مش دة جدي برضه
نظر لها و قال ببرود
لا مش جدك
لا جدي صح يا جدو
قالتها بحزن مصتنع نظر لها عبد الخالق بضيق فقال الشيطان و هو ينهض و يقترب من عبد الخالق
سيبينا لوحدنا
لا هقعد معاكم
نظر لها الشيطان بصرامة فإبتسمت بغيظ و قالت
ماشي هسبكم لوحدكم
و نهضت و غادرت و هي تشعر بالغيظ و الڠضب
جلس الشيطان على حافة السرير و من ثم نظر للكومود حيث موضوع عليه صورة والدته فتنهد و نظر لعبد الخالق و قال
لسه بتعاتبها!
نظر له عبد الخالق بحزن و قال بخفوت
لسه
إبتسم الشيطان إبتسامة جانبية و قال بهدوء
بطل تعاتبها زي ما انا بطلت من زمان
انت بطلت! بتضحك على مين عليا و لا على نفسك
نظر الشيطان امامه بينما اكمل عبد الخالق
انت لسه بتاعتبها لغاية الحظة دي
إبتسم الشيطان بسخرية و هو ينظر له وقال
و انت جبت الكلام دة منين!
انا عارفك و حافظك من صغرك
يبقى انت مش عارفني عشان انا اتغيرت
انت متغيرتش انت لسه جواك الطيبة لسه جواك الطفل اللي معاشش طفولته صح انت بتخبي ضعفك و احتياجك و ألمك ورا قسوتك و برودك
كلامك مش منطقي
قالها ببرود و هو ينهض
كلامي منطقي و انت عارف ان كل كلمة قلتها صح بس بتنكر
إبتسم الشيطان إبتسامة جانبية ساخرة و هو يقول بتهكم
شكلك متأثر بأفلام زمان سلام
انهى جملته و إتجه للباب و قبل ان يخرج من الغرفة قال عبد الخالق
انت محتاج حاجة واحدة بس محتاج حد يساعدك في انه يخرجك من دايرة الماضي و الاڼتقام و هيساعدك في انه يرجعك لشخصيتك الحقيقية صدقني هتلاقي الشخص دة و هيساعدك بدون ما تحس
كلام تافه
هتف بها الشيطان قبل ان يخرج من غرفة عبد الخالق
كانت جالسه على السرير و هي تفكر كيف حاله جده الآن هل اصبح بخير هي تشعر بالقلق عليه
رفعت نظراتها لباب الجناح الذي يفتح فوجدته يتلف للجناح نظر لها ببرود و هو يتجه للأريكة و يجلس عليها ظلت تنظر له بشرود فهي الآن تفكر في طريقة لمعرفة اي شيء عن حالة عبد الخالق
مالك
قالها بصوته الاجش فزاغت نظراته بعيدا عنه و هي
تقول بتلعثم
ممكن اسألك سؤال
ظل ينظر لها و لم يرد فسألته
هو مين السيد عبد الخالق
بتسألي لية!
عادي
قالتها بتلعثم في حين ابعد نظراته عنها وهو يتجاهلها و ينهض و يتجه للخزانة فأغتاظت و قالت
مش هترد !
مش هرد
لية
عشان حاجة متخصكيش
صمتت لبرهه قبل ان تقول
طب هو كويس
نظر لها من فوق كتفه و هو يلويها ظهره و قال
مهتمه بالموضوع لية
بلعت ريقها بصعوبة و هي تفكر في رد مناسب فوجدت و ردت
انا طبيعتي كدة بحب اطمن على اي حد اعرفه
الټفت و نظر لها وقال
تعرفيه!
توترت من قوله الأخير فتلعثمت و هي تقول
مش قصدي هو يعني
قاطعها بنفاذ صبر
مش عايز اسمع قصدن
نظرت له بغيظ و قالت
في حاجة اسمها اداب الحديث على فكرة يعني
بس
صړخ بها پغضب فأنتفضت بفزع اغلق الخزانة پغضب و هو ينظر لريحانة و من ثم تقدم منها بخطوات بطيئة و وقف امام السريرمقايلا اياه حيث هي تراجعت للخلف پخوف
لو سمعت صوتك هموتك سامعه
قالها بهدوء مخيف فأومأت برأسها پخوف و خضوع فألتفت و إتجه للحمام و صفق بابه بقسۏة و ڠضب كادت تكسره
استلقت على السرير سريعا و وضعت الغطاء على جسدها بالكامل و اغمضت عينيها و مثلت النوم
خرج من الحمام و هو يضع منشفة صغيرة على رقبته نظر لها نظرة عابره و هو يتجه للأريكة و يجلس عليها ازاح المنشفة من على رقبته و وضعها على شعره ليجففه و بعد ان انهى تجفيف شعره القاها على الأريكة بإهمال و نهض و إتجه للسرير و نام مكانه الټفت برأسه و نظر لها كانت تلويه ظهرها فمرر انامله ببطئ على خصلات شعرها المتناثرة على وسادتها و من ثم اقترب برأسه ليشم رائحه شعرها الجذابة فأغمض عينيه بإستمتاع و من ثم اعتدل بجسده لناحيتها و مرر ذراعه على خصرها و جذبها له فأصبحت بين احضانه كانت تشعر في البداية ببعض من الخۏف عندما جذبها له و فجأة تلاشى شعورها بالخۏف و اصبحت تشعر بدقات قلبها المتسارعة لقربه منها و ذلك الشعور التي لا تعرف معناه تملكها
عارف انك صاحيه تصبحي على خير
قالها بهمس في اذنيها وهو مازال يشم رائحة شعرها فإرتسمت على شفتيها إبتسامة صغيرة
رواية وسقطت بين يدي شيطان
قلم مي علاء
الفصل الثالث عشر
اشرقت شمس يوم جديد
فتحت ريحانة عينيها ببطئ و نظرت لمكانه و من ثم اغلقتهما بنعاس و ما لبثت ان فتحتهم
مرة آخرى و نظرت لمكانه و لم تجده فأعتدلت إلى وضع الجلوس و هي تمرر نظراتها حولها باحثه عنه فلم تجده ايضا فتنهدت و