رواية ل ام فاطمه وأحمد
عينيها لتذهب فى نوم عميق لم تراه عينيها منذ الأمس
وبينما كانت تتجه لغرفة سهام سمعت صوت رياض من المطبخ يتهامس مع كرميلا
رياض بمداعبة
ماله الجميل تقلان عليه من غير ولا نظرة ولا كلمة اهون عليه
كرميلا
بخجل وبعدين معاك يا سى رياض ميصحش كده حد يشوفك فى معايا فى المطبخ يقول ايه
كرميلا
مش قولنا مينفعش أنت مش ليه وأنا مش ليك صدقنى فلمهوش لزمة العڈاب ده
فلمعت عين مكة بالدموع هامسة عندك حق فعلا عڈاب على الفاضى
رياض أنت مزهقتيش من الكلمتين دول وأنا بقولك خليها على الله
وبقولك ما تيجى نزوغ اعملى نفسك هتشترى طلبات للبيت ونتقابل تحت عايز أجبلك فستان حلو زيك تحضرى بيه فرح ركان
كرميلا سندريلا !
عشان ارجع تانى بعد الساعة اتناشر خدامة
الله يسئك يا سى رياض أبعد عنى وخلينى خدامة على طول افضل
قضب رياض جبينه قائلا
برده يا كرميلا مش عايزة تدينى فرصة
كرميلا بحزن صدقنى مينفعش
رياض بس طيب خلينى أجبلك الفستان
كرميلا لا أنا مش هروح الفرح هقعد هنا لوحدى
ثم غادرها مدندنا بصوت شجى سمعته مكة
انت فعلا حبيبى ولا لأ
انت قلبك دارى بى ولا لأ
انت فرحى وهنايا ولا چرحى وشقايا
ولا ايه حكايتك ايه
رأته مكة فوقفت أمامه لتحدثه بقولها
مكة ماشاءالله يا سيادة الملازم صوتك جميل اوى
رياض بإندهاش ميرسى يا مكة
وفعلا أنا مجربتش صوتى فى القرآن ومش عارف اصلا البيت ده فيه مصحف ولا لأ
فشهقت مكة مردفة معقول بيت مسلم ميكونش فيه كتاب ربنا
رياض مش عارف إحنا متربناش على كده وعايشين عادى زى اى حد
بس لما ساعات بنزل الشارع واسمع صوت القران فى اى محل بصوت
عارف هو بيقرئه إزاى كده
بحس زى ميكون بيغنى
مكة دى حاجة أسمها التجويد ليها قواعد بتتعلمها وساعتها هتعرف تقرء زى الشيخ بالظبط
قال رسول الله صل الله عليه وسلم ما أذن الله لشيئ كإذنه لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به وحديث ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به
رياض ماشى قولى يا حاجة مكة
فقرئت عليه مكة قول الله تعالى من سورة مريم
كهيعص ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إني وهن العظم مني واشټعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا
أبتسم رياض لصوتها العذب الذى مس قلبه ثم حاول أن يقلد تلاوتها
فأداها على اجمل ما يكون حتى إنه دمعت عيناه وهو يرتلها
رياض إيه ده سحر ولا إيه
مكة فعلا القران ليه سحر عجيب بېلمس القلوب
رياض لا أنا فعلا هشترى مصحف من بكرة وهسمع يوتيوب لأى شيخ وهقلده لغاية متعلم
فابتسمت مكة وحمدت الله أن جعلها بابا للخير ثم شردت فى ركان ودعت أن يهدى الله قلبه هو الأخر
إنتبهت مكة لصوت سهام تقوم بالنداء عليها فأسرعت لها
سهام ها طمنينى عملتى إيه مع ريم
مكة متقلقيش هى دلوقتى نامت فعلا عشان شكل عيونها منمتش من امبارح وأكيد لما تقوم هتكون أحسن بإذن الله
سهام ياريت أنا عايزاها بكرة فى الفرح وردة مفتحة
فأغمضت عينيها مكة پألم فكيف لها أن تتحمل ركان مع غيرها وودت أن ترفض الذهاب ولكن بما ستعلل رفضها
فدعت الله أن يلهمها الصبر
توجهت سهام ومكة للمحامى الذى كان فى إنتظارهم على أحر من الجمر
وعندما وصلا رحب بهم بمبالغة ولم يرفع طرفه عن مكة حتى أن سهام لاحظت ذلك فابتسمت
أيمن بترحاب نورتينا يا آنسة مكة المكتب حصله البركة والله
مكة بخجل دون النظر إليه شكرا
سهام إيه يا متر مش هتقولنا أتفضلوا ولا هتفضل واقفين كده ومسهم كتير
ايمن بحرج لا إزاى طبعا أتفضلوا أنا آسف والله
ودقائق وهيوصل المشترى حالا عشان عارف وقت حضرتك ضيق
ثم جاء اتصال من ركان لها
سهام ايوه يا حبيبى أنا بخير
ركان أنا قلقت عليك لما ملقتكيش فى البيت
سهام أنا عند المحامى ومكة معايا متقلقش
ركان طيب أنا هاجى عشان اطمن عليك وأوصلكم ثم أغلق الخط
أيمن وحضرتك يا آنسة مكة منين فى اسكندرية ولو تسمحيلى اقلك يا مكة بس
سهام عادى يا متر هى مكة إنسانة ظريفة وطيبة بلاش تكليف
ايمن فعلا إنسانة جميلة ولطيفة
وفى هذا الوقت ولج ركان إليهم وسمع اعجاب ايمن بمكة ونظراته إليها وابتسامته
فدبت الغيرة فى قلبه وغلت الډماء فى عروقه وتجهم وجهه قائلا پغضب واضح على ملامحه أنا مش عارف هى قعدة شغل ولا قعدة غزل يا متر
فارتعدت أوصال مكة واحمر وجهها خجلا ووقفت وهمت أن تغادر
فاستوقفها قائلا بصرامة على فين حضرتك
مكة بارتعاش هستنى الهانم برا
ركان تعالى
معايا اوصلك العربية قدامى
تعجبت سهام من موقف ركان واتسعت عينيها بإندهاش ولكن تابعت قائلة ها يا متر حضرت العقود
حمم ايمن بحرج اه اه يا هانم
بس يعنى كنت عايز افاتح حضرتك فى موضوع الاول
سهام خير يا متر
فتح ركان باب السيارة ثم قال بسخرية أتفضلى يا جميلة ويا لطيفة
وياعالم كان بيقول ايه كمان وأنا مش موجود يا حاجة مكة
كزت مكة على أسنانها بغيظ وزفرت بضيق لو سمحت التزم حدودك فى الكلام ومتتهمنيش كده بدون سبب
ركان اتهام ده أنا شوفت بعينى كان فاضل يقولك بحبك يا هانم
مكة وأنا ذنبى إيه
ركان ذنبك إنك سامعة وساكتة ومبتسمة يعنى مبسوطة من كلامه
مكة بنفى أنااااااااا
ركان امال أنا
على العموم مش عايز وشك يظهر قدام البنى آدم ده تانى
لو عرفتى إنه جى البيت تروحى على اوضتك على طول ولو ماما طلبت منك تروحى متروحيش
فوجد والدته من ورائه تقول بحدة أنت أتجننت يا ركان عايزها متسمعش كلامى وعشان إيه النرفزة دى كلها تقدر تفهمنى
تلعثم ركان ولم يجد ما يبرر به موقفه فاسترسل قائلا بعد أن تعرق وجهه
يا امى أنا مش قصدى بس أنا مش مستريح للمحامى ده
سهام تقدر تقولى ليه
ركان يعنى شكله مش فالح غير فى التسبيل ومش شايف شغله كويس
سهام
عيب الكلام ده وهو راجل قصده شريف
وكلمنى بصراحة إنه عايز
فدق قلب ركان وشعر بالأختناق حتى إنه فتح زرار قميصه
أما مكة فوضعت يدها على قلبها واصابها الذعر مما توقعت قوله من سهام
لتكمل سهام وهى توزع نظراتها بين الأثنين وترى علامات القلق على وجوههم
عايز يجوزها على سنة الله ورسوله
ركان لااااا
سهام بتقول ايه يا سيادة النقيب
تلعثمت كلمات ركان قائلا قصدى يعنى على طول كده عشان شافها مرة ولا مرتين
سهام واحنا مالنا هو ارتحلها وفى الاخر الرئيى ليها
ها قولتى إيه يا مكة
فنكست مكة رأسها ولمعت الدموع فى عينيها
فكيف تقول إنها لا تريد سوى ركان ولكن ما باليد حيلة غلبتنا الظروف وهو لم يدافع عن حبه بأى شكل من الأشكال وتركها فريسة لهم
سهام بمكر بيقولوا السكوت علامة الرضا مبروك يا مكة وأيمن
إنسان كويس
فنظر لها ركان پقهر وود لو أن اختطفها بعيدا وصاح بأعلى صوته هى ليه أنا ويستحيل تكون لغيرى
سهام
ها هتوصلنا ولا هتفضل كده واقف كتير يلا عشان كمان بعد متوصلنا تروح لخطيبتك
فأغمض ركان عينيه وتنهد پألم ثم استقل سيارته بهم ولم ينطق بشىء طوال الطريق حتى كاد ينفجر
وبينما توقف ركان بسبب إشارة فى الطريق وقفت بجانبهم سيارة أخرى
لينطق قائدها باسم حكمت معقول
فنظرت له مكة وحدثت نفسها أنا حاسة إن شوفت الراجل ده قبل كده يا ترى فين
وهو عرف اسم امى إزاى
عامر حكمت مين يا بابا مرات عمى
بس دى شابة صغيرة
خالد شبهها اوى وكأنها هى اللى سبتها من عشرين سنة
عامر
يخلق من الشبه اربعين يا بابا وان شاء الله نعتر فيهم قريب
ثم انطلقت سيارة ركان مسرعة ليضرب خالد رأسه أنا حاسس إن دى مكة بنتها أنا مش متذكر اوى أنا اخر مرة شوفتها كان عندها تلت سنين
ياريت كنت كلمتها وسئلتها هى فعلا مكة
بس للاسف ملحقتش
عامر وممكن تكون مش هى يا بابا
ثم أمسك عامر برأسه
خالد بقلق مالك يا حبيبى
الصداع رجعلك تانى ولا إيه
أنت لازم تكشف مينفعش كده
وأنا شايف مستشفى أهى قدمنا انزل تعال نكشف
عامر مش مستهلة يا بابا شوية صداع وهياخدوا وقتهم ويروحوا
وكمان الست لطيفة وعدانا النهاردة بحلة محشى تمام يا عم خالد
فتلون وجه خالد قائلا ايه يا عم دى يا ولد
اتحشم
بس أنت متأكد إنها قالت عاملة محشى
عامر بضحك اه
حرك خالد لسانه بتلذذ مش عارف الواحد ليه حس فجأة كده بالجوع
بس مش وقته برده
لا لازم تكشف وأطمن عليك
اتفضل أركن يلا فى اى مكان
عامر والمحشى
خالد نصبر مش مشكلة
فاستمع عامر لكلام أبيه وولج معه لتلك المستشفي
وكانت عنان فى صف التمريض تتحدث مع زميلاتها وتضحك
فوقعت عينيها على عامر فنكزت زميلتها هدى قائلة بصى يا بت يا هدهد الواد المز ده ده شكله نضيف اوى إيه اللى ډخله للمستشفى الكحيانة دى
هدى بضحك كويس أن مكة مش معانا كانت سمعتك كلمتين فى جنابك
عنان تصورى البت دى وحشانى اوى يا ترى عاملة ايه مع الباشا
هدى مش بتتصلى بيها
عنان لا بكسف بس هى وعدتنى إنها تتصل بيه لما تلاقى فرصة
وبينما هى تتحدث حتى أقترب منها عامر قائلا لو سمحتى يا آنسة
فنظرت عنان يمينا ويسارا ثم أشارت على نفسها
قائلة
انااااااا حضرتك بتكلمنى أنا يا فندم
أبتسم عامر فشهقت عنان وهمست لا مش قد الضحكة دى أنا
يخربيت حلاوتك يا شيخ
حمحم عامر قائلا حضرتك بتقولى إيه
فضحكت عنان حضرتى كمان والله كتر خيرك
عامر لو سمحتى هو فين قسم المخ والأعصاب
عنان اعصابى أنا اللى باظت يا ناس
ليمسك عامر مرة أخرى برأسه ويتألم لتجز عنان على أسنانها لا مش معقول العسل ده