الأربعاء 18 ديسمبر 2024

سهم الهوى الفصل السادس عشر حصري لموقع أيام بقلم سعادمحمدسلامه

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

التي باتت هالة تكنها له ولتاج معا وكأنها تقف أمامه حاجزا يحجب عنه الأمان والسعادة...
صمت جاسر كان فرصة روزالينا حين رفعت رأسها ورأت تاج تقف خلف زجاج تلك الشرفة... بقصد منها إقتربت من جاسر وكادت تقبله لكن هو عاد للخلف پغضب ونهرها ثم قال بأمر 
غادري المزرعة روزالينا ويكفي سبق وقولت كل شئ بيننا إنتهيحتى العمل إنتهي...ولا تحاولي تجاوز الحدود بيننا.
صوته كان حادا وكلماته مثل السهام.
تراجعت روزالينا بخطوة لكنها لم تستسلم بسهولة نظرت إليه بنظرة مغرورة وقالت بنبرة متسلطة 
أنت تعرف جيدا أنني لا أستسلم بسهولة جاسر. وما بيننا لن ينتهي بمجرد كلمات.
قبل أن يرد عليها خطڤ بصره ظل تاج خلف الزجاج وجهها متجمد وصامت وكأنها لوحة تعكس خليطا من الصدمة والڠضب
شعر جاسر بغصة في حلقه لكنه تشبث بقراره فاستدار نحو روزالينا وأشار نحو بوابة المزرعة بحزم 
قلت غادري الآن ولا تعودي مجددا.
ارتفع حاجباها في تحد لكنها أدركت أنه لا جدوى من العناد فاستدارت وغادرت بخطوات بطيئة متعمدة كما لو أنها تريد ترك أثرها في المكان.
وقف جاسر للحظة يحاول التقاط أنفاسه ثم نظر نحو الشرفة حيث كانت تاج لكنه وجدها قد اختفت أسرع إلى الداخل بحثا عنها وهو يشعر بالذنب وكأنه يحمل جبلا فوق صدره.
شعرت تاج پغضب وغيرة ولم تستطيع تحمل رؤية ذلك فكرت للحظات ثم إتخذت القرار ستعود ل مصر بالفعل جذبت هاتفها وبحثت عن بين ارقام شركات الطيران وقامت بالاتصال على إحداها وطلبت تذكرة سفر للقاهرة.
بذلك الوقت دخل جاسر وسمع نهاية حديثها 
أغلقت الهاتف ولم تبالي بدخول جاسر الى الغرفة وذهبت نحو خزانة الثياب وجذبت تلك الحقيبة بدأت بجذب بعض الثياب وضعتها بالحقيبة إستغرب جاسر ذلك وإقترب منها 
حين إستدارت كان بوجهها سائلا 
بتعملي إيه يا تاج.
حاولت أن تحايده لكن لف يده حول خصرها رفعت نظرها ونظرت الى عيناه بلا مبالاة 
زي ما أنت شايف برجع هدومي للشنطة تاني وأكيد سمعت كلامي وبتفهم أسباني كويس.
تنهد جاسر بعمق وهو ينظر إليها بعينين مترددتين بين الحزن والڠضب وحاول تهدئة صوته وهو يقول
تاج... روزالينا مشيت من هنا هنكمل رحلتنا زي ما كنا متفقين.
لكن تاج لم تمنحه الفرصة لتوضيح موقفه نفضت يده عن خصرها وقاطعته بعصبية وإستهزاء يفضح ألمها المكبوت
آه ما أنا شوفتك بتبوسها من شوية! يمكن كانت قبلة الوداع.
ذهبت نحو الحقيبة وضعت الثياب ثم شدت سحابها پعنف وهي تحاول التماسك لكنها شعرت بأن كلماتها ارتدت على قلبها كما ارتدت على وجهه لمح جاسر لمعة الدموع في عينيها تلك الدموع التي كانت تحاول بكل الطرق ألا تسقط.
تقدم خطوة نحوها واضعا يده بلطف على ذراعها لكن صوتها اڼفجر كالبركان
متقربش مني يا جاسر! متفكرش إني هصدق أي حاجة هتقولها بعد اللي شوفته كفاية إنت أكيد مش جايبنا هنا وصدفه تجي كمان مراتك الاولانيه أكيد زي ليلة زفافنا لما سافرنا وبعدها أكتشف إنها رحلة عمل فى المقام الأول طبعا أنا نازلة مصر و...
حاول أن يحتفظ بثباته لكن الڠضب بدأ يتسرب إلى صوته وقاطعها 
أنت اللي مفكرة إنك فاهمة كل حاجة لكن الحقيقة إنك ما بتديش نفسك فرصة تسمعي...
تراجعت تاج خطوة للخلف ورفعت يدها أمامه كأنها تحاول منعه من الاقتراب أكثر
أسمع إيه مبررات ايه
رفع جاسر يده في الهواء وكأنه يريد أن يضرب الجدار ڠضبا لكنه في النهاية أطلق زفرة ثقيلة وتحدث بصوت هادئ 
لو ده اللي شايفاه لو شايفاني متعمد أجيبك هنا غيظ تبقي غلطانه
صمت للحظه ثم نظر إليها حاول الهدوء عكس ثورة أحساسه قائلا بصدق  
لو عاوز أغيظك تفتكري كان صعب أجيبها مصر.
نظرت له بصمت سرعان ما تحول لإصرار قائله بأستبياع
طبعا مش صعببس اللقاء هنا أفضلعالعموم 
مش هتفرق يا جاسر إعمل اللى إنت عاوزه أنا راجعة مصر النهاردة.
تعصب جاسر وجذبها من يدها بقوة لتقبع بين يديه ليشدد قبضة يديه على عضديها ينظر لها پغضب إصطكت أسنانه شرزا وهو يحاول تبرير ما حدث لكن هي تصم أذنيها وتصر على ما برأسها قوتها بهذه اللحظة واهية يبدوا أن قسۏة الڠضب آثرت بقوتها البدنية حين قبض جاسر على عضديها وجذبها له بقوة شعرت بدوخة 
رغم محاولته تبرير موقفه كآن كلماته تتطاير في الهواء بلا أي تأثير على جدار عنادها رفضت أن تنصت أن تصدق وأغلقت أذنيها عن كل تبرير. لكن حين إشتدت قبضة يديه أكثر شعرت بشيء مختلف.. ليس فقط الألم النفسي بل دوخة غريبة تسللت إلى رأسها
عينيها تراجعتا قليلا وشفتيها نطقتا همسا قبل أن تخور قوتها
جاسر... كفاية...
شعر باڼهيار جسدها بين يديه وسرعان ما تحول غضبه إلى صدمة وقلق.. حين ترنحت بين يديه نبض قلبه پجنون وهو يراقب شحوب وجهها. لم يكن يتوقع أن ټنهار بهذه الطريقة.. تلك الفتاة التي عرفها دوما قوية وعنيدة تبدو الآن ضعيفة وهشة كريشة عصفور يتلاعب بها الريح. همس اسمها پخوف واضح
تاج 
ترك عضديها بسرعة ليمسك بكتفيها برفق يهزها قليلا وهو ينادي اسمها
تاج! مالك افتحي عينيك.
لكنها كانت قد استسلمت للدوار تاركة جاسر في قلق وهلع ماذا أصابها فجأة.. أحاط خصرها بذراعيه ليمنعها من السقوط بينما استقرت رأسها على صدره.. حاول أن يخفف قبضته 
رفع يده المرتجفة وربت على وجنتها برفق محاولا إفاقتها
لكنها لم تستجب ظلت عيناها مغمضتيندفعه خوفه إلى النظر حوله بقلق كأنما يبحث عن حل لا يمكنه أن يتحمل فكرة أنها قد تتأذى 
حملها بين ذراعيه وضعها فوق الفراش برفق ثم انحنى أمامها يبعد خصلات شعرها عن وجهها وهو يهمس باسمها
راقبها للحظة ثم هرع لإحضار قنينة العطر ثم عاد يحاول إفاقتها الى أن بدأت تستجيب له وفتحت عينيها بصعوبة نظرتها كانت مشوشة وضعيفة لكن شيئا من العتاب ظهر وخوار عيون بينهم... تتسائل بعتاب 
ليه يا جاسر ليه بتضغط عليا بالشكل ده.
تراجع قليلايشعر بآسف حاول أن يجيب لكن صوت عقله اختنق. أخذ نفسا عميقا ثم جلس بجانبها على الفراش 
وأجابها بصوت ممتلئ بالألم
أنا مش عارف أتعامل معاك إزاي يا تاج مش عارف أسيبك أو أقرب منك. عنادك بېقتلني وأنت... إنت دايما شايفاني الغلطان.
رغم تعبها لم تتحمل تلك النظرة من عينيه حاولت أن تقاوم الضعف في جسدها ورفعت رأسها قليلا لتنهض لكن منعها جاسر قائلا بأمر 
تاج إنت...
قبل أن يسترسل حديثه شعرت بغثيان رغم وهن جسدها لكن تحملت ونهضت حسب قوة جسدها لكن كاد جاسر أن يمنعها وضعت يدها فوق فمها تقول برجاء 
سيبني يا جاسر.
لاحظ وضعها ليدها على فمها فإستغرب ذلك ولم يتركها لكنها إبتعدت مسرعة نحو حمام الغرفة تردد جاسر فى الدخول خلفها 
لكنه لم يستطع تجاهل قلقه وقف أمام باب الحمام يناديها بقلق
تاج... إنت كويسة
لم تجبه واستمر صوت الماء المنسكب في الحوض يخفي صوتها فازداد توتره ورفع صوته قليلا وكاد يدخل لكن طرق على الباب قائلا 
تاج لو مش قادرة افتحي الباب وقوليلي.
بعد لحظات خرجت تاج وهي تمسك بمنشفه بيدها ملامحها شاحبة لكنها حاولت الابتسام لتطمئنه
أنا كويسة... يمكن تعب مفاجئ بس.
اقترب منها بخطوات سريعة يمسك بكتفيها برفق يحدق في عينيها بقلق
تعب مفاجئ إيه شكلك مش طبيعي هخلي مانويل يجيبلك دكتور.
هزت

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات