الأربعاء 18 ديسمبر 2024

سهم الهوى الفصل السادس عشر حصري لموقع أيام بقلم سعادمحمدسلامه

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

رأسها بإصرار وهي تقول بنبرة ضعيفة
لا... ما فيش داعي مجرد دوخة... أنا هرتاح وهبقى تمام.
لكن نظراته المصرة كانت كفيلة أن تخبرها بأنه لن يقتنع بسهولة فأمسكت بيده وهي تقول برجاء
صدقني يا جاسر أنا بس محتاجة شوية راحة... مش أكتر.
ظل ينظر لثوان وكأنه يحاول قراءة الحقيقة خلف كلماتها لكنه أخيرا تنهد وقال بهدوء مشوب بالقلق
طيب تعالى أرتاحي عالسرير لو حسيت بأي حاجة تانية تقوليلي فورا.
أومأت بصمت وذهبت معه نحو الفراش تمدد لجوارها يزيح خصلات شعرها عن جبينها بينما هي أغمضت عينيها تشعر بحيرة وعذاب مازال مستمر منذ سنوات يعود الى رأسها الذكريات
بالعودة بعد أن إتفقت مع قاسم على الطلاق 
كانت تظن أن تعود السعادة لحياتهاقررت ولن تنتظر سوف تسترد جاسر مرة أخريتبسمت ل خليل وهو يقف معها بالمطار يشعر بالقلق قائلا
أنا مش واثق من قاسم المفروض گان يطلقك زي الإتفاق لكن ده مر كام يوم ولسه منفذش وعده.
تنهدت تاج قائله
فعلا انا كمان معنديش ثقة فيه بس هو مستحيل يلعب معايا بدناءة مرة تانيهخلاص قاسم بالنسبة لى إنتهي ومتأكدة أنه بتلاعب بالوقت كنوع من الكيد أو لإثبات أنه ما زال يقدر يتحكم في حياتي بس لا هو ولا غيره هيقدروا يخلوني أضعف أو أرجع خطوة لورا. أنا خلاص فهمت لعبته وعرفت حجمه الحقيقي.
توقفت تاج للحظات ثم إستطرد وحديثها بثقة  
دلوقتي قاسم ملوش مكان في حياتي ولا حتى في تفكيري. أنا اللي هتحكم في مصيري ومش هسمح لأي حد يحاول يوقعني تاني...وأنا اللى وأنا اللي هكتب بدايتي بإيدي مش بإيد حد تاني هبدأ من جديد وهفضل أقوى من أي تحدي قاسم خلاص انتهى دوره في حياتي دلوقتي أنا اللي هبني مستقبلي على طريقتي وهواجه الدنيا من غير خوف ولا ضعف.
إبتسم لها خليل بمؤازة بنفس الوقت سمعا النداء الداخلي بالمطار وتنبية بذهاب الركاب الي الطائرة إبتسمت ل خليل الذي عانقها قائلا 
لما توصلي ل جاسر إبقي كلميني.
إبتسمت له بشكر قائله 
شكرا لك يا أونكل إنت اللى حبت لى عنوان صاحب المزرعة اللي بيشتغل فيها جاسر.
أومأ لها مبتسما متمنيا لها العثور على سعادتها المفقودة. 
على الجانب الآخر ب أسبانيا
شهور مضت وأضحت تجارة مانويل تعود وتزدهر والفضل يعود الى ذلك الفارس الذي كان محطم القلب يواسي حاله بالعمل لمدة طويلة فيعود وهو يشعر بالإنهاك كي لا يفكر لكن تظل تاج مستحوذة على قلبه وعقله اللذان لا ينسان أبدا سبب مآساتهم... لكن فكر بعد نصائح من مانويل كذالك خاصرته روزالينا وظلت تطارده ليس من أجل العمل فقط بل أيضا هنالك مشاعر بداخلها ربما رفضه يثير بداخلها التحدي والعناد أقنعته بالعمل كعارض بالإعلانات وافق بعد نصحه مانويل أن ذلك عمل مؤقت جوار عمله بالخيول يدر عليه مال أكثر تطورت علاقته مع روزالينا التي ظنت أنه بدأ يتجاوب معها ويميل لهاوهو ظن ذلك أيضا بعدما كان يصل له أن تاج تعيش بسعادة ورخاء كما كانت سابقالم ييأس قلبه لخظة من عشقها لكن ربما أراد مسكن أن يهدئ آلم ذلك السهم المغروس بقلبهاصبح هنالك تآلف بينه وبين روزالينا التى تقترب منه بالفعل بدأ يلين لكن هو لن يفعل شئ مخالف لمبادئه بخطأ منه طلب الزواج من روزالينا وهي بسعادة بالغة وافقتبدا التجهيز ل عرسهما الذى كان مفاجأة
تزينت حديقة منزل مانويل لإستقبال حفل إشهار زواج جاسر وروزالينا بعدما وثقا عقد زواج مدني 
بنفس الوقت ترجلت تاج من سيارة الأجرة نظرت الى ذلك المنزل الكبيروتلك الزينة لم تفكروهي تدخل الى الحديقة كان هنالك حضورا لحشد لا بآس به كذالك عدسات مصورين...فكرت ربما مناسبة خاصة بصاحب المنزلدلفت بقلب ينبض بتسارعوعقلها مشغول كيف ستخبر جاسر أنها آتت من أجله وانها شبة أصبحت حره وتحكي له عن سبب زواجها المقيت من قاسمكذالك تخبره أنها إحتفظت بنفسها وأنها لم تخون عهد العشق...لكن وقفت مصډومة 
تشعر كآنها صنما فقط دموع عينيها هي ما تدل على انها مازالت تحيا 
صدمة أخري وهي ترا جاسر يقوم بتقبيل تلك الفتاة ربما ليس هو من بدأ بالقبلة لكنه لم يرفضهاقبلة علانية تعلن زواج 
جاسر من أخري وهي تشعر بآلاف الرماح تخترق كل خلية من جسدها...
شعر جاسر بالنفور من تلك القبلة بعدما فاق من وهم عاشه إبتعد عنها ورفع وجهه إنصدم بوجود تاج فى البداية ظن أنه وهما لكن أغمض عيناه وفتحها وتيقن أنها ليست وهما بل حقيقة أمامه لم تنتظر حين شعرت أنها لو ظلت للحظة قد ټنهار أمام عيناه 
فرت هاربه تحمل مآساة قلبها لم تنتبه الى من إنصدمت بها أثناء هرولتها كذالك لم تهتم بنداء جاسر وهي تركض بلا هوادة. 
يتبع

سهم_الهوى_امرأةالجاسر 
السهم السادس عشر الجزء الثاني 
سعادمحمدسلامه
سارت تاج بخطوات متعثرة كأن الأرض تضيق من تحت قدميها والألم يفتك بقلبها كآنها تسير فوق رؤوس سهام مدببة تغرس بقدميهافتدمي قلبها تأجج ۏجع قلبها بلا هوادة انهمرت دموعها بغزارة لم تبال بنداء جاسر الذي تردد خلفها بصوت مخڼوق بالحيرة والقلق رفعت يدها بإشارة عشوائية لإحدى سيارات الأجرة وكآنها تهرب من كل شيء.
صعدت إلى السيارة وأمرت السائق بلهجة يائسة
إنطلق بسرعة أرجوك.
تحركت السيارة تاركة وراءها أثرا من الألم والشوق المتقد.
وصل جاسر إلى المكان بعد لحظات لكن الوقت كان قد فات سير السيارة كآنه ضاع منه كل شيء حتى قلبه تسمر في مكانه أصابعه تشد خصلات شعره پغضب ويأس سؤال واحد اجتاح عقله كعاصفة
لماذا جاءت تاج الليلة بالذات
توقف عقله كمن فقد بوصلته بوسط الصحراء عيناه معلقتان بالطريق الذي اختفت فيه سيارة الأجرة قلبه ينبض پعنف ليس فقط لأنه فقدها مرة أخرى بل لأنه شعر بأن هناك شيئا أكبر يخفى عنه.
تردد في عقله صدى ندائها الأخير بإسمه وكآنها طعنات متكررة قبض يده بقوة على قلبه في محاولة للسيطرة على مشاعره المتفجرة.
تاج... 
همس باسمها وكآن النداء سيعيدها لكنه كان يدرك في أعماق نفسه أنها لا تهرب منه فقط بل تهرب من نفسها أيضا.
في تلك اللحظة أيقن أنه لن يتخلى عنها هذا الهروب الذي تجيده تاج لن يثنيه عن ملاحقتها ليس من أجل إيقافها فحسب بل من أجل أن يمنحها الطمأنينة التي تخشى أن تصدق بوجودها.. استدار بعزيمة جديدة عاقدا العزم على ألا تكون هذه المرة هي الأخيرة التي يراها فيها وهي تبتعد.
بينما تاج مازالت دموعها تسيل وهي تنظر الى خارج السيارة تائهة حتي سألها السائق عن المكان التي تود الوصول إليه...فكرت هي لم تحجز بأي فندق حتى حقيبة ملابسهانظرت جوارها لم تجدها أين تركتها فى سيارة الأجرة الأخري أم بذلك المنزللا تتذكرطلبت من السائق أن يصلها الى المطار مباشرة
بالفعل بعد وقت قليل كانت بالمطار ذهبت مباشرة الى إدارة المطار وطلبت تذكرة عودة ل مصر على أول طائرةأخبرها أنها بعد أربع ساعات...إحتارت أين ستمكث بهذا الوقتهل تظل فى المطاركانت تلك هي الفكرة الصائبة 
جلست بقاعة الإنتظارتشعر وكآنها على حافة الهاوية كل دقيقة تمر تغرقها في مشاعر متضاربة قلبها يعصف به الألم كآنها ټنزف من الداخل ليس فقط بسبب الجراح القديمة التي لم تلتئم

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات